معلومات عامه

إحياء مناسبة “أربعة أيوب” في بيروت: تراث يحمل قيم الصبر والتضامن

احتفل أهالي بيروت بـ”أربعاء أيوب”، المعروفة أيضًا بـ”أربعة أيوب”، وهي من العادات والتقاليد الشعبية التي يحتفلون بها في آخر يوم أربعاء من شهر نيسان – ابريل- لتكريم النبي أيوب وصبره واحتماله المصاعب والأمراض والشدائد التي مرت عليه، حيث استمر مؤمنا صابرا، وهو مثال يحتذى في الصبر.

ووفقًا للروايات المتوارثة، يُقال أن النبي أيوب شُفي على شاطئ البحر الأبيض المتوسط بعد أن سبح في مياهه سبع مرات على سبع موجات مع الدعاء. ونتيجة لذلك، اعتاد أهالي بيروت أنه في حالات الإصابة بأي سوء، يتوجهون إلى شاطئ البحر، حيث يسبح المصاب سبع مرات على سبع موجات، اقتداء بالنبي أيوب، مع تلاوة الأدعية الدينية.

في السابق، كانت التحضيرات للمناسبة تبدأ قبل أسبوع، حيث كان الشباب يعملون على تنظيف الشاطئ ونصب الخيام، ويعدون الطائرات الورقية الملونة، في حين كانت النساء يعملن على إعداد “المفتّقة”، التي تتطلب جهدا ووقتا طويلا وصبرا.

وفي يوم “أربعة أيوب”، كانت مواكب الأهالي تنطلق نحو الشاطئ، حيث يجلس كل فرد في العائلة في الخيمة التي نصبت سابقا، ويُقضى الوقت في اللعب والتسلية بالطائرات الورقية للأطفال والشباب، في حين تعمل النساء على تحضير الطعام. وعندما يبدأ الغروب، ينزل الجميع إلى البحر ليُغطسوا سبع غطسات تيمنا بالنبي أيوب.

إحياء مناسبة أربعة أيوب في بيروت: تراث يحمل قيم الصبر والتضامن - سبوتنيك عربي, 1920, 25.04.2024

إحياء مناسبة أربعة أيوب في بيروت: تراث يحمل قيم الصبر والتضامن

كانت حدرج عيتاني، سيدة بيروتية، المسؤولة الرسمية سابقا عن تحديد يوم “أربعة أيوب”، وكانت تقود العائلات البيروتية في تظاهرة حاشدة إلى شاطئ الرملة البيضاء لإحياء المناسبة. قالت حفيدتها هويدا عيتاني :

“نحن اليوم كأهالي بيروت نجتمع لإحياء ذكرى أربعة أيوب، وهو آخر يوم أربعاء من شهر نيسان. تجتمع الأهالي على شاطئ الرملة البيضاء، حيث يتم طبخ المفتقة البيروتية التي تعد من التراث. جدتي حدرج كانت تأتي إلى هنا وتعمل على إعداد هذه الحلوى وتوزيعها، وكان هذا اليوم يعتبر مناسبة اجتماعية أيضاً، حيث تجتمع العائلات والأطفال ويستمر السهر حتى الصباح”.

إحياء مناسبة أربعة أيوب في بيروت: تراث يحمل قيم الصبر والتضامن - سبوتنيك عربي, 1920, 25.04.2024

إحياء مناسبة أربعة أيوب في بيروت: تراث يحمل قيم الصبر والتضامن

وأضافت وداد طبارة عفرة، التي شاركت في المناسبة بالزي التراثي التقليدي: “اليوم هو تراثي نحتفل فيه كل عام. نتمنى أن يعود البلد كما كان من زمان ونعيش بأمان وسلام، بلدنا جميل جداً وكما صبر النبي أيوب نحن سنصبر”.

أربعة أيوب هي مناسبة تراثية تاريخية، حيث تروي القصة أن النبي أيوب عندما أصيب بالمرض، جال العالم ولم يجد الدواء والأعشاب المناسبة إلا على شواطئ البحر الأبيض المتوسط. وعلى شواطئ المتوسط، تعتبر كل مدينة أن النبي أيوب زارها، وتحتفل بهذه المناسبة عبر إحياء “أربعة أيوب”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى