مقالات

عزيزي انت لا ترفع رأس مصر … انت تمثل نفسك فقط فى هذه الحياة

بقلم الاستاذ الدكتور / عصام مصطفى

كلما عدت إلى مصر فى أجازة فى مقتبل شبابى اثناء النيابة فى جامعة نيويورك أو زمالة هارفارد كنت أقابل بتعبيرات .. أنتم رافعين رأس مصر فى العالى .. و أنتم بتشرفوا مصر فى الخارج و أنتم سفراء مصر فى العالم
و كنت على علم بأن زملاءى و أساتذتى فى هارفارد أو نيويورك أو فرجينيا أو المرضى و الممرضات و الادارة لا يعرفون أننى من مصر و اذا عرفوا لا يهتمون و لا انعكس بتصرفاتى على رؤيتهم لمصر ان كانوا لهم رؤية لمصر .. ان كانوا أصلا لا يعرفون مصر على الخريطة….

كانت مصر حينذاك معروفة انها من أفقر دول العالم و أجهلها و أعلاها نسبة فى الأمية و يحكمها نظام ديكتاتوري عسكري و من أكثر الدول انتشارا بالامراض المزمنة كفيروس س و السل و غيرها ….

و ظلت مصر كسابق عهدها دولة من أكثر دول العالم فقرا و جهلا و مرضا … !!!

رغم كل التمثيل المشرف لى و لأمثالى من المائة و الثمانين ألف مصرى الذين يعيشون فى أمريكا و العشرين مليونا الذين يعيشون خارج مصر فى مختلف دول العالم … و على الرغم من التمثيل المشرف لاحمد زويل و البرادعي و نجيب محفوظ و كل العظماء الذين حصلوا على جائزة نوبل

البلاد تتشرف بتقدمها و عدلها و اقتصادها و نظام حكمها و تعليمها و ليس بمن هربوا منها لبشاعة المعيشة فيها و تجنسوا بجنسيات أخرى .. ثم يطلب منهم ان يمثلونها ……

يا عزيزي لا يوجد تمثيل مشرف و لا يحزنون … كان أحمد زويل يعمل فى جامعة أمريكية بالبسبور الأمريكى لأكثر من ثلاثين عاما و حصل على جائزة نوبل بصفته الشخصية و ليس ممثلا لدولته و كانت كل صحافة العالم تشير الى جامعته التى كان يدرس فيها .. و فى النهاية لم يغير حصوله على نظرة العالم الى مصر و المصريين .. و محاولة نسبة نجاحات المصريين فى الخارج لمصر محاولات فاشلة لان كلهم هاربون من هذه الدول و من تخلفها و ظلمها و فقرها و جهلها و حكامها و العالم يعرف ذلك جيدا ….

ثم محاولة تذكير هؤلاء بما يدينون للوطن الام محاولات ساذجة

يا عزيزي انت تمثل نفسك فقط فى هذه الحياة و العالم ينظر إليك كشخص و ماذا حققت فى هذه الحياة و افكارك و مبادءك ..!

و اما المساكين الذين يتحدثون عن أصولهم العظيمة و أجدادهم الباشوات و عائلاتهم الأصيلة و إنهم ولاد أصول و ولاد ناس و ربما ينتمون الى الإشراف من أحفاد النبي ….!!!

هؤلاء مجانين ينبغي ان يعالجوا فى مصحة عقلية
أما الذين يدعون انهم فراعنة و من أصول فرعونية و ان أجدادهم من سبعة آلاف سنة فعلوا كيت و كيت و بنوا الأهرام فهؤلاء لا ينتمون الى هذا العالم فى شئ .. مهابيل مخابيل يحتاجون أدوية للهلوسة و الجنون مثلهم مثل الذين يخططون بعد موتهم لمن بعدهم و لا يدركون انهم سيتحولون الى هيئة لا ندركها و لا علاقة بينهم و بين الأحياء من اهلهم
و أن ليس للإنسان الا ما سعى و ان سعيه سوف يرى
كل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه كل نفس بما كسبت رهينه

المسئولية فردية فى الدنيا و الآخرة و الثناء فردى و العقاب فردى

لا تشعر باللوم أو الفضيحة أو الرثاء أو المسؤلية أو العار حين تكون متعلقة بمجتمعك أو جنسك أو دينك أو بلدك أو كليتك أو حتى عائلتك و اولادك

الاسرة لا تزيد تأثيرها عن أكثر من عشرين بالمائة فلا تلوم و لا تأخذك الفخر و الاعتداد بأولادك الأذكياء
اعمل لنفسك .. هذه ليست دعوة للأنانية .. لان قمة السعادة ان تسعد من حولك و حتى الفوز فى الآخرة فى قمة أنانيته يحتاج الى البشر و غفران البشر و مساعدة البشر

انت مسئول عن اعمالك مسؤلية كاملة .. عن صحتك و علمك و فقرك و غناك و سعادتك و حريتك
انت كابتن سفينة حياتك .. مخير فى كل امورك
لا الحسد و لا العين و لا الأصدقاء و لا المجتمع و لا أهلك و لا أحد فى هذه الدنيا يملك ان يغير مقادير حياتك و نهايتك و مستقبلك إلًا انت
فاختر لنفسك…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى