عاجل

المحلل السياسي “محمد علي الحكيم” :

أبرز ما اكدته زيارة رئيس الوزراء العراقي السيد السوداني للولايات المتحدة الأمريكية وتداعياتها على العراق

بينما تتجه الانظار الى نتائج زيارة رئيس الوزراء العراقي “محمد شياع السوداني” الى واشنطن وتداعياتها على الواقع العراقي، الا ان المعطيات السياسية تشير ان نتائج الزيارة وتداعياتها لا تختلف عن نتائج زيارات رؤساء الوزراء السابقين للبيت الأبيض لأنها لا تحتوي في طياتها على خوض ملفات مجدية ومهمة للشعب العراقي والتي تعتبر أزمات حقيقية في البلاد.

غياب أبرز ملفين وعد السيد السوداني لطرحهما أمام القادة الأمريكان وهما اكتفاء الحاجة للقوات الأجنبية في العراق وتحرير العملة العراقية من الهيمنة والسطوة الأمريكية مما جعلت الزيارة بروتوكولية وسياسية لا اكثر، ناهيك عن انها زيارة ((مشروطة)) مسبقأ بعدما قدم مكتب رئيس الوزراء ١١ مرة طلب بزيارة واشنطن، لكن جميعها جوبهت بالرفض من قبل الادارة الامريكية، الا ان المرة ١٢ تم قبول تقديم الدعوة للسيد السوداني، لكنها مشروطة مقابل عدم فتح ملف خروج القوات الأجنبية وتحرير العملة العراقية وفتح ملفات محددة متفق عليها مسبقأ.

اذن زيارة السوداني إلى البيت الأبيض والتي تعوّل على الملف الاقتصادي وطلب الدعم الأميركي، وخلوّ الوفد الذي يتجاوز ١٣٤ ويعد الأكبر لزيارة الولايات المتحدة يخلو من شخصيات سياسية أمنية أو رتب عسكرية من وزير الدفاع ووزير الداخلية ورئيس أركان الجيش ومستشار الامن القومي، مما يوحي أن التباحث في مهمة التحالف الدولي بالعراق وخروج القوات الامريكية لم تكن حاضرة خلال المباحثات ولم تاخذ حيز مع الجانب الأمريكي، خلافأ للوعود التي أطلقها بعض زعماء الاطار التنسيقي ان ملف خروج القوات الأمريكية سيتربع على عرش المباحثات بين السيد السوداني والرئيس الأمريكي بايدن.

وعلى الرغم من أن الزيارة جاءت متأخرة وقبل أشهر فقط من الانتخابات الأميركية المزمع إجراؤها نهاية العام الجاري واحتمالية خسارة بايدن لأسباب عديدة، إلا أن هناك رأي في المقابل يشير إلى أهمية الزيارة من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية وأسعار الدولار ومكافحة منافذ التهريب ومستقبل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة.

وحول الأمور المالية المصرفية اتفق الجانبان حسب البيان المشترك بين الطرفين والذي يتجاوز ٦ صفحات اكتفي البيت الأبيض ووسائل الأعلام الامريكية بنشره وسط عدم الاكتراث الجانب العراقي بنشره وحتى القيام بالترجمة، والذي اتفقوا على خمسة أمور

١- مكافحة غسيل الاموال وتهريب العملة
٢- مكافحة تمويل الارهاب
٣-الاحتيال
٤-مكافحة الفساد
٥- مكافحة النشاط الخاضع للعقوبات

لكن الأهم في البيان وفي البند الثاني هو ((مكافحة تمويل الأرهاب))، الا ان الجميع يعرف ان العراق ومنذ سنوات هو ضحية الأرهاب الأعمى من القاعدة وداعش والمجاميع الارهابية الاخرى، اذن السؤال المطروح، كيف يكون العراق يمول الأرهاب وهو ضحية الأرهاب منذ سنوات؟؟!!!!!!!!!

واخيرأ في الختام جدد السيد السوداني والرئيس بايدن التزامهما بالشراكة الثنائية لمصلحة البلدين، وقررا توسيع التعاون في جميع المجالات التي تمت مناقشتها في الاجتماع وفي اجتماعات اللجنة التنسيقية العليا طبقأ ((لأتفاقية الاطار الاستراتيجي)) ، التي ترأسها بمشاركة وزير التخطيط العراقي ووزير الخارجية الأمريكي، مؤكدين عزمهما ومواصلة مشاوراتهما بشأن رؤية مشتركة لشراكة شاملة ومستدامة ومثمرة لتحقيق الأهداف المشتركة، مما توحي ان الأهداف الزيارة التي تم التباحث حولها قبل إجراء الزيارة مع زعماء القوى السياسية بالتحديد زعماء الإطار التنسيقي لم يتم التطرق لها اطلاقأ، بل كانت زيارة سياسية بأمتياز ولا ترتقي لحجم التسويق الذي قام به بعض المقربين للحكومة ولائتلاف إدارة الدولة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى