الشرع يلتقى رئيس أذربيجان في تركيا

أذربيجان تتعاون مع الدولة السورية فى مجالات الاستثمار في قطاع الطاقة في لخدمة الشعب السوري

 بحث الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره الأذربيجاني إلهام علييف، سبل التعاون لأجل استعادة قطاع النفط والغاز السوري عافيته من جديد.

وقال المصدر: إن الحكومة السورية مهتمة بالحصول على مساعدة من شركة النفط الحكومية الأذربيجانية، “سوكار”، لتطوير حقول النفط والغاز في شمال شرق سوريا.

وهي التي يتركز فيها 90 بالمئة من نفط وغاز البلاد، والتي تسيطر عليها حاليا إلى حد كبير قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة.

فيما قال مصدر ثانٍ مطلع على تفكير الحكومة السورية: “تريد سوريا موازنة جميع القوى الإقليمية. ومشاركة تركيا وأذربيجان في تشغيل حقول النفط والغاز من شأنه أن يوفر شعورا بالاطمئنان تجاه إسرائيل”، لا سيما أن إسرائيل لم تتوقف عن قصف مواقع عسكرية بسوريا منذ اليوم الأول لسقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024، في محاولة لمنع الدولة الجديدة من النهوض وبناء قدراتها العسكرية.

ودخول أذربيجان على الملف السوري لم يكن مستغربا بحكم علاقة أنقرة الجيدة مع القيادة السورية الجديدة؛ حيث إن الرئيس أحمد الشرع التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرتين الأولى في أنقرة في 4 فبراير/ شباط 2025، والثانية في مؤتمر أنطاليا الأخير.

كما أن أذربيجان لها علاقة قوية مع إسرائيل حيث تعد الأخيرة هي المورد الرئيس للأسلحة إلى باكو.

ولهذا وفق الخبراء فإن أذربيجان ينظر لها من قبل سوريا وإسرائيل وتركيا على أنها “وسيط مقبول”، للتوصل إلى تفاهمات بشأن سوريا في هذه المرحلة الحساسة من إعادة الإعمار والنهوض بالاقتصاد وتحسين واقع المواطن السوري الذي ما يزال نصف سكانه البالغ 24 مليون نسمة نازح داخليا ولاجئ في الخارج.

وسبق أن أعلن مكتب رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 6 مارس 2025، وفقا لصحيفة “جيروزاليم بوست”، أن بلاده منخرطة في مناقشات مع الولايات المتحدة “لإقامة أساس قوي للتعاون الثلاثي بين تل أبيب وباكو وواشنطن”.

يؤكد المراقبون أن لدى تركيا رغبة كبيرة في استقرار الأوضاع في الجارة سوريا، ومن هنا كان دخول أذربيجان على المشهد؛ إذ تعد تركيا من أكبر الداعمين للمعارضة السورية سابقا وللقيادة الجديدة في دمشق؛ حيث يثير هذا النفوذ الجديد لأنقرة في سوريا قلق إسرائيل.

ولهذا قد تلعب أذربيجان أدوارا “إيجابية” في سوريا من الناحية الاقتصادية والسياسية في هذه المرحلة وفق المراقبين، فسوريا في هذه المرحلة الانتقالية تسارع الخطى لتحسين واقع المواطنين المعيشي وتحقيق الانتعاش الاقتصادي الذي يسهم في إعادة إعمار البلاد المدمرة، وجلب الدعم من الدول.

وتجتهد دمشق لاستيراد شحنات النفط الخام والمحروقات إلى البلاد لتخفيف أزمة الطاقة القاسية الناجمة عن العقوبات الغربية.

“حليف مؤهل”

وأذربيجان واحد من موردي الطاقة الرئيسين في العالم؛ حيث إن 12 دولة بما في ذلك عشرة في أوروبا، تتلقى الغاز الأذربيجاني.

منذ استقلالها عام 1991، اكتشفت أذربيجان حقولا جديدة للنفط والغاز الطبيعي تحت بحر قزوين، وبمساعدة شركات عالمية، ركزت اقتصادها بشكل أكبر على الهيدروكربونات، التي تُمثل اليوم جزءا كبيرا من الناتج الاقتصادي للبلاد ونسبة كبيرة من إيرادات الدولة.

وفي هذا السياق، قال الباحث في مركز “جسور” للدراسات، وائل علوان: “هناك دور كبير جدا يمكن أن تقوم به دولة أذربيجان على مستويين في سوريا، الأول على مستوى الريادة في قطاعي النفط والغاز وهي بشكل رئيس حليف مؤهل في بناء الدولة السورية والاستثمار في قطاع الطاقة في لخدمة الشعب السوري”. 

وأضاف علوان  لـ “الاستقلال” “الجانب الثاني هو الاستثمار السياسي حيث يمكن الاستفادة الكبرى من العلاقات الأذربيجانية المميزة والمتينة مع تركيا بحكم أن أنقرة داعمة للاستقرار في سوريا”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى