المنوعات

من صفحة أسامة حجي على الفيسبوك : قراءتي الشخصية لأحداث البارحة:

١) – إسرائيل قصفت قنصلية إيران وهو بكل المعايير والقوانين الدولية عمل ارهابي واعتداء على الأراضي الإيرانية يستدعي رد من نفس صنف الاعتداء،
٢) – قامت ايران فعلا بـ”عملية” (وليست حرب) هدفها الرد على هذا الاعتداء (وليس تحرير فلسطين) وهو حق مشروع لإيران التي يحق لها أن تدافع عن نفسها.

٣) ايران كان لها عدة اهداف من ردها:
أ- هدف عسكري: ضرب (وليس تدمير) قاعدة “رامون” الجوية التي انطلق منها قصف قنصليتها في – سوريا وقد تحقق ذلك فعلا وأصيبت القاعدة بصاروخين تم تصويرهما وهما يصيبان هدفهما
ب- هدف سياسي: إرسال رسالة واضحة للغرب بالأساس ولإسرائيل بشكل ثاني أن زمن عدم الرد انتهى وان الاعتداء على ايران سيكون له تبعيات ولن يقابل كما مضى بالصمت أو من خلال شركاء ايران.
ج- هدف استراتيجي: وهو تغيير معادلة الردع deterrence. في المنطقة والتي دوما كانت تميل لكفة اسرائيل التي تهاجم الجميع وتقتل وتتغتال كما تريد ولا تقبل حتى بالرد والغرب يدعمها في ذلك – هذا ايضا تغير وأصبحت اسرائيل يرد عليها سواء اعجب ذلك الغرب ام لا وأيا كان رأيه.

٤) أداء ايران العسكري: يشوب الآراء التي قرأتها الكثير من الكراهية الطائفية على حساب التحليل العسكري: ايران تعلم أنها تقنيا أقل من اسرائيل ولكن هذا لا يعني أن اسرائيل اجمالا متفوقه والحل الايراني لتخطي الدفاع الجوي الاسرائيلي لضرب قاعدة رامون هو الهاءه بـ١٧٠ من المسيرات الانتحارية (suicide drones) من نوع شاهد-١٣٦ وهي عبارة عن صاروخ مجنح لا يمكن تركه لانه قابل للانفجار لو اصاب هدفه ولو انشغلت الدفاعات الجوية الإسرائيلية مع هذا العدد الضخم من المسيرات (وهذا بالضبط ما تريده ايران) سيخلق انشغالها ثغرة في ادارة الدفاع الجوي تتسلل من خلالها الصواريخ البالستية لتضرب قاعدة رامون وهو ما حدث فعلا كما خطط له. ايران عمليا حققت أهدافها العسكرية بنجاح وقد أعلنوا ذلك فعلا. مهم أن ندرك أن ايران:
أ) لم تخسر جندي ايراني واحد في هذا الهجوم،
٢) لم تكن وحدها وأثبتت أن حلفائها سيساعدوها (تحديدا أنصار الله/اليمن وحزب الله/لبنان) ولها حلفاء آخرين في سوريا والعراق …وروسيا وكوريا الشمالية …لم تحركهم بعد.
ج) لم تستخدم بعد جيشها! نعم الرد الذي شاهدتهوه قام به “الحرس الثوري” وليس الجيش الايراني وهو أكبر حجما وافضل تسليحها بمراحل … بمعنى أدق ايران تقول للعالم ومعه اسرائيل “هذا أقل رد عندنا” والجيش الايراني فعلا يملك عشرات الآلاف من الصواريخ والمسيرات.

٥) أداء اسرائيل العسكري: عمليا أداء مهترأ يملأه الغرور: لا يمكن في زمن الأقمار الصناعية اخفاء اطلاق المسيرات والصواريخ وكان عندها ٩ ساعات كاملة للتصرف ولكنها لم تفعل شيئا! اشتبكت القوات الجوية الأردنية والأمريكية والبريطانية مع “اغلب” المسيرات واسقطتها فوق الاردن وهو ما اعترفت به اسرائيل بأن اغلب المسيرات سقطت خارج اسرائيل ليس بسبب عدم الدقة ولا بسبب كفاءة الدفاع الجوي الاسرائيلي بل بسبب تدخل الاردن وامريكا بالذات وعلى أقصى تقدير اسقطت اسرائيل ٣٣٪ من ال ٩٩٪ الذي سقط وهو بكل المقاييس ادا مزري علما بأن في الثانية فجرا عشرات الصواريخ والمسيرات حلقت فوق اسرائيل ودخلت مجالها الجوي وسقطت في أكثر من ٢٠ موقع اسرائيلي دوت فيهم صفارات الانذار باعتراف “الجبهة الداخلية الاسرائيلية” (أحد مؤسسات الكيان الصهيوني). الاهم من كل هذا فعلا أن ايران أبلغت أمريكا بما هو بديهي “أنها سترد” وسترد “عسكريا” والسبب في هذه الخطوة توجيه رسالة واضحة لأمريكا نفسها بأن تدخلها ضد إيران يعني ضرب القواعد الأمريكية كما حدث في العراق وامريكا فعلا التزمت بعدم مهاجمة ايران حتى وإن دافعت عن اسرائيل.

سيقلل الغرب من قيمة ما حدث وسيزعم أنه انتصر لانه اعترض ٩٩٪ من مسيرات ارسلتها ايران اساسا ليقوموا بذلك …رأيي أن كل هذا حفظ لماء وجههم واكبر دليل على أنهم خائفين على وجود اسرائيل من الخطر الحقيقي الايراني أنهم جميعا تدخلوا لحمايتها وفرنسا أعلنت ارسال سفن عسكرية لمساندة اسرائيل والطيران الأمريكي والبريطاني والأردني هم وليس اسرائيل (التي منعت طائراتها من دخول المجال الجوي الاردني) من أسقطوا اغلب المسيرات (الصواريخ البالستية تصعد نحو الفضاء اولا ثم تنزل منه على هدفها في اسرائيل مباشرة لذلك لم تتصدى لها هذه الدول) …فلو اسرائيل قوية فعلا … وقادرة وحدها فعلا … لماذا كل هذا اللطم والهلع والقوات التي يتم إرسالها والتدخل الغربي!؟

لا يساورتي شك أن اسرائيل تلقت لطمة معتبرة البارحة … واكبر دليل على انها لطمة كبيرة رغبت اسرائيل المحمومة في الرد والثأر لكرامتها …وايضا عدو رغبة الغرب في ذلك لأنهم يعلمون ماذا تعني حرب مع ايران خصوصا على أسعار البترول …الوحيدين الذين اعمتهم طائفيتهم ولا يرون ما أنجز ولا جسامة الموقف هو نحن … نردد منذ أكثر من ٤٠ عاما أن ايران نمر من ورق! وماذا فعلتم انتم ايها النمور الحقيقية أكثر من الحديث على المقاهي!؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى