د عبد الوهاب فتحي خبير اقتصادي” /الحوكمة والتطور التكنولوجي “
في عالم يتسم بالتغير السريع والتقدم التكنولوجي المستمر، تظل الحوكمة أحد أهم عوامل نجاح الشركات والمؤسسات والتي توفر الإطار الذي تضمن فيه المسؤولية ، الشفافية، والمساءلة في اتخاذ القرارات ، لذلك سنوضح في هذا المقال كيف يمكن للحوكمة أن تكون عاملاً محفزًا للتطور التكنولوجي، وكيف يمكن للتطور أن يدعم ممارسات حوكمة فعّالة ، فالحوكمة القوية لها تأثير في مساعدة الشركات في وضع استراتيجيات تكنولوجية مدروسة وموجهة نحو تحقيق أهداف الأعمال مع ضمان التوازن بين الابتكار والمخاطر لضمان استغلال التكنولوجيا بشكل مستدام . و تبدو أهمية دعم الاستراتيجيات الرقمية في الحوكمة بتوفير نظم رقمية تعزز من شفافية العمليات ويُسهِل على جميع أطراف المعنية الوصول إلى المعلومات بسهولة، و ترسيخ ثقة المستثمرين والشركاء بالإضافة إلى استخدام التقنيات الرقمية لتحسين فعالية العمليات، والحد من الأخطاء، مما يساهم في تحقيق أداء متميز للمؤسسة و توفير منصات تفاعلية تسهل التواصل بين أعضاء مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية وبين العاملين ، مع اعتماد الحلول التكنولوجية المتقدمة و الاستثمار في أنظمة تقنية متطورة و تدعم العمليات الرقمية و تنفيذ الاستراتيجيات الرقمية بفعالية ، فضلاُ عن توفير التدريب المستمر لفريق العمل على استخدام التكنولوجيا وفهم أهميتها ضمن إطار الحوكمة مع مراعاة القيام بتقييمات دورية لأنظمة الحوكمة الرقمية لضمان فعاليتها والتأكد من مواكبتها للتطورات الحالية. ، لذلك تظل الحوكمة عنصرًا أساسيًا لنجاح الشركات والمؤسسات ، و المساهمة في بناء بيئة أعمال فعّالة ومستدامة على المدى الطويل ، وفي هذا الإطار لا تألو الحكومة المصرية جهوداُ في دعم الاستراتيجيات بتحقيق التقدم والتنمية في مختلف القطاعات من خلال رؤية مصر 2030 ، والتي تمثل خارطة طريق طموحة تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة ورفع مستوى المعيشة.