الصحة

اجلس واسكت.. طفلك أصبح إمعة ..! – بقلم – شيماء الشاعر

عندما تقل لطفلك هذه العبارة تعوده منذ الصغر على عدم إظهار وإبداء الرأي الذى يجول فى خاطره مما يؤدى بعد ذلك لظهورالأمعية ( الإتكالية)وأن رسولنا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام قال ( لا تكن إمعة) فإذا تعود طفلك على عدم إظهار رأيه والدفاع عنه يمكن ان تصاحبه هذه الفكرة حتى الكبر ولم يبدي أى رأي ، حتى وإذا كان متأكداً منه ولديه أدله على صحته ، وذلك لأن لديه فكرة أن من سوف يقول له الجميع نفس العبارة التى كان يسمعها فى الصغر ، فيخجل ولا يبدى رأيه .
فقد تلاحظ طفلك يكبر ، وتبدأ علامات الاستفهام تعلو وجهه ، ومشاعر خفية تتضح معالمها فى تصرفاته وملامحه ، ولكنه يخفيها عنك ، لماذا لأنك فى يوم من الأيام صرخت فيه بعبارة اسكت ولا تتكلم ، لا تنطق بحرف واحد أنت لا تعرف شيئاً .. وبالتالى فقدت بعد ذلك حديثك وتواصلك معه … هل مررت أنت بهذا الموقف؟19832488_1760497124241900_1114361055_n
فبعد أن كان طفلك يعبر بصراحة عن مشاعره بصراخ وضحك ، وبوضوح وبساطة بدأ يغلف مشاعره ويكبتها بعيدة عن أقرب الناس إليه .. لأنك نهرته … لأنك كنت قاسياً عليه فى توجيه … لأنك أحرجته أمام إخوته وأقاربه وأصحابه … فعلى الآباء هنا التوقف على جرح الأبناء بألفاظ غير لائقة ، مثل نعته بالفشل لمجرد فشله فى حل مسألة حسابية أو أداء واجب ، ، واحترام شخصية الطفل وتقديرها والتعامل معهم بشكل إنسانى بإعتبار الطفل الصغير هو شاب المستقبل وناهض المجتمع ، حيث أن عندما نقلل من شأنه ومن ذاته ومن رأيه يصبح كارها لشخصه ومجتمعه ، مما يجعل منه شخصاً مهزواً غير واثق بنفسه وقدراته .
من الضرورى تشجيع طفلك على استمراية التواصل والتعبير عن مشاعره الداخلية بصراحة، حتى وإن كنت تختلف معه ،فينبغى أن لا تستنكر مشاعره أو رفضها ، حتى وإن كانت بسيطة ،شاركه هذا الشعور مثل حزنه على مشاجرة صديقه له أو مرضه ، أو فقدان حيوان قام بتربيته ، وألا تستهين بمشاعره الداخلية وشجعه على إظهاره بالحديث عنه ، حيث تجنى ثمار ذلك عند الكبر ، فيبادلك ويشارك احزانك ومتاعبك بعد ذلك . علم أولادك منذ الصغر على الحوار لا تسيطر عليهم بقولك ( اسكت ، لا تفعل ، هذا خطأ أنا أكبر منك وأعرف عنه ) ..
فكن محاور له فى كل الأمور ، ولا تكبته كن محاور معه كى يفهم لغة الحوار ، حتى لا يذهب لمن لا يخاف الله ليضله ويصدقه لأنه يستمع إليه ويشاركه دون إعتراض فى سن المراهقة .

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى