المنوعات

التمويل والإصلاح الإداري والتسييس أبرز تحديات المدير الجديد لليونسكو

بإجراءات شفافة شاهدها الملايين بأنحاء العالم انتهى المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) من المرحلة الأولى لاختيار المدير العام الجديد للمنظمة من بين تسعة مرشحين يتنافسون على المنصب.

واستمع المجلس المكون من 58 عضوا يوم الخميس وعلى مدى نحو سبع ساعات، تخللتها وقفات للاستراحة، إلى أربعة مرشحين من فيتنام ولبنان وأذربيجان وقطر.

ركزت كلمات معظم المرشحين على التحديات الراهنة التي تواجهها اليونسكو وفي مقدمتها نقص التمويل اللازم للمشروعات، الذي يرجع جزئيا لعدم التزام الأعضاء بسداد حصصهم المالية، وإصلاح الهيكل الإداري والفصل بين السياسية وعمل المنظمة.

وقال المرشح القطري حمد بن عبد العزيز الكواري أمام المجلس “الأزمة التي تشهدها اليونسكو حاليا هي أزمة سياسية بقدر ما هي مالية وينبغي معالجة هذه الأزمة من خلال استراتيجية شاملة. في السابق كانت عملية اتخاذ القرار عبر التوافق في الآراء نهجا سائدا وعلينا أن نعيد إحياء هذا النهج عن طريق انتخاب مدير يؤدي دوره بشكل محايد”.

وأضاف “الثقافة والحضارة العربية على غرار الثقافات والحضارات الأخرى يحق لها أن تضطلع أيضا بمهمة إدارة هذه المنظمة”.

ودعا المرشح القطري الذي شغل من قبل منصب وزير الثقافة والفنون التراثية ببلاده إلى إنشاء صندوق خاص للصناعات الصغيرة يهدف لمساعدة الدول الأكثر حرمانا واحتياجا.

وقال “تناقشت بشأنه مع عدد من رجال الأعمال وهم مستعدون للمساهمة في الصندوق وتحويله إلى حقيقة. إذا انتخبت مديرا عاما لليونسكو سوف أطلقه ابتداء من اليوم الأول لتولي المنصب”.

وألقت الأوضاع الجارية في دول عربية، مثل العراق وليبيا واليمن، وتفجيرات وقعت مؤخرا في أوروبا بظلالها على كلمة المرشح القطري الذي عرض رؤيته بشأن سبل مكافحة التطرف الفكري والعنف.

وقال “اليونسكو هي رأس الحربة في مكافحة الإرهاب لأن العمل العسكري بمفرده لا يكفي وقد وضح ذلك في الماضي والحاضر، وما تقوم به اليونسكو أساسي في هذا المجال لأنه بدون الحد من الفقر والقضاء على الأمية والجهل وتنمية الوعي بأهمية التعليم لا يمكن إطلاقا مكافحة الإرهاب وحل المشاكل التي يتسبب فيها”.

أما المرشحة اللبنانية فيرا الخوري فشددت في كلمتها على أهمية الإصلاح الإداري لليونسكو حتى تكون مشروعاتها أكثر فاعلية في الميدان مع ضرورة الاعتماد على الشبان والاستخدام الأمثل للتكنولوجيا في عالم أصبح يتطور كل يوم.

وقالت في كلمتها أمام المجلس التنفيذي “من لبنان أنا آتية، بلد غني بتاريخه وحضارته، غني باقتصاده الحر ونظامه التربوي، غني بطاقاته الفكرية والبشرية التي تجاوزت الحدود والأزمنة. وطني لبنان عرف كيف يرمم السلام ويحافظ على نفسه كنموذج للتنوع الثقافي ومرسى للتعايش والاحترام المتبادل بين مجتمعاته المتعددة”.

وأضافت “بلدي والمنطقة التي أنتمي إليها، أي منطقة الدول العربية، تزخر بالمواهب وبالكفاءات وبالمعارف. وهذه المنطقة هي حاملة لواء القيم وشغوفة بخدمة المنظمة وتتوق لخدمة المنظمة بعد انتظار دام 70 عاما”.

وتعاقب على قيادة اليونسكو منذ تأسيسها عام 1945 عشرة أشخاص بمنصب المدير العام ليس من بينهم أي عربي.

وعن سؤال بشأن عدم شغلها أي مناصب سياسية من قبل أو توليها مسؤولية مؤسسة كبيرة قالت المرشحة اللبنانية “أعتقد أن الألقاب ليست هي من تصنع الناس بل العكس هو الصحيح فالرتب والمناصب والألقاب ليست ضمانة للنجاح”.

وأضافت “إذا سمحتم لي أن أذكركم فإن جُل المدراء السابقين لم يتقلدوا مناصب سياسة قبل ترشحهم، فإذا أردتهم أن تنزعوا الطابع السياسي عن اليونسكو لا تحتاجون إلى شخصية سياسية”.

وكان المجلس برئاسة الألماني ميخائيل ووربس استمع يوم الأربعاء إلى خمسة مرشحين من مصر وجواتيمالا والصين والعراق وفرنسا.

وطبقا لبروتوكول الجلسات يلقي المرشح كلمة عامة مدتها 10 دقائق تليها جولة “أسئلة وأجوبة” تطرح فيها الكتل الإقليمية الست بالمنظمة ستة أسئلة يجيب المرشح على كل منها بإحدى اللغتين الإنجليزية أو الفرنسية فيما لا يزيد عن خمس دقائق.

ويختتم المرشح الجلسة بإلقاء كلمة أخيرة لا تزيد عن خمس دقائق. وأذيعت وقائع جميع الجلسات كاملة في بث مباشر على الموقع الرسمي لليونسكو بالإنترنت.

ويختار المجلس التنفيذي مرشحا من بين التسعة المتقدمين للمنصب عن طريق الاقتراع السري في اجتماعه القادم في أكتوبر تشرين الأول ثم يبلغ رئيس المجلس المؤتمر العام للمنظمة بالاسم المختار ليجري المؤتمر اقتراعا آخر عليه في نوفمبر تشرين الثاني قبل تعيينه لولاية مدتها أربع سنوات.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى