الحوادث

ابنتها شاهدتها غارقة في دمائها.. شوّهها “للزواج بغيرها”

تبدأ النيابة العامة في البحرين صباح اليوم التحقيق في قضية بحريني (52 سنة) اعتدى على مطلقته السورية (35 سنة) بالضرب المبرح، فأصابها بارتجاج في المخ، فيما اتهمته مطلقته بالشروع في قتلها حتى يتخلص منها ومن أبنائهما الخمسة، الذين يعيشون معه في بيته بجبلة حبشي، حتى يتسنى له الزواج من فتاة بحرينية تعمل موظفة حتى تدر له دخلا، على حد تعبيرها.

وقال المحامي جعفر محمد معتوق وكيل المطلقة إن المحكمة الشرعية المستعجلة ستصدر غدا حكمها في قضية مرفوعة من مطلقته، للمطالبة بنفقة مدارس لأبنائه الأربعة، وأن وزير العدل كان قد رآها في المحكمة الشرعية خلال جولته بها بمناسبة العام القضائي، وقد تحدثت إليه فوجه بسرعة حل قضيتها، وقال إن هذا هو سبب غضب مطلقها واعتدائه عليها.

وقال إن موكلته كانت قد طلقت من زوجها خلال شهر حزيران الماضي، بعد زواج استمر 10 سنوات، أثمر خمسة أطفال أكبرهم بنتها البالغة من العمر 9 سنوات وهي في الصف الرابع الابتدائي، وأصغرهم طفلة عمرها شهر واحد، وقد ولدت الأخيرة بعد الطلاق بحوالي شهرين.

وقال إن موكلته تقيم في بيت مطلقها بموجب حكم قضائي باعتبارها حاضنه لأطفالهما، وقالت زهراء صبحي (المجني عليها) لـ”أخبار الخليج” وهي على سرير العلاج في مستشفى السلمانية، إن وجودها في البيت يضايقه وهو يريد قتلها حتى يخلو له البيت، ويتزوج من فتاة قال إنها موظفة وسوف تدر له دخلا شهريا، وأكدت قائلة: كان يريد قتلي.

وأضافت إن طليقها عرض عليها البقاء في منزله شرط الزواج منها متعة، ولما رفضت بدأ في ضربها وألقاها على الأرض وضرب وجهها بأرضية المنزل، ما أدى إلى حدوث هذه الإصابات البليغة في الوجه، وأضافت ان زوجها يمارس العنف ضدها وباستمرار ومن دون رحمة توجهت بهذه الحالة الموجودة على ملامح وجهها.

وقال المحامي إن الاعتداء حدث حوالي الساعة الواحدة بعد ظهر الثلاثاء الماضي، حيث قام المتهم بالاعتداء على موكلتي في الطابق السفلي للبيت، ولكمها عدة مرات، وأمسكها من رأسها وضربها في الحائط بعنف، ثم أمسك قطعة من السيراميك فكسرها فوق رأسها، وهنا وقعت على الأرض غارقة في دمائها.

ويضيف المحامي: لقد أنقذتها ابنتها الكبرى من موت محقق، فقد رأت الاعتداء على أمها الغارقة في الدماء، وسارعت لإنقاذها فوجدت والدها يقول “خلاص افتكينا منها”، وهنا أصيبت الفتاة بالرعب فهرولت نحو بيت الجيران لتخبرهم بما حدث، وقام الجيران بطلب الإسعاف وساعدوا في نقلها إلى مستشفى السلمانية، ليظهر التشخيص الاولي وهو إصابتها بارتجاج ونزف في الدماغ وتورم شديد للعينين ونزف مستمر فيها وكدمات (تورمات) في رأسها بالكامل مع رضوض أخرى بالجسم، وقال لقد قدمنا بلاغا إلى مركز شرطة الخميس فور وقوع الاعتداء، وقد حضر رجال الشرطة إلى المستشفى وأخذوا أقوالها في محضر رسمي.

وأكد المحامي السيد جعفر محمد معتوق إن هذا هو ثاني اعتداء كبير يقع على موكلته خلال ستة أشهر، حيث كان المتهم قد اعتدى عليها بالضرب وكسر أسنانها، وقدمنا بلاغ إلى الشرطة ولم يتم التحرك، ويبدو أن هذا هو سبب تماديه.

كسر أسنانها

وقال إن لدى موكلته مع مطلقها تاريخا من الضرب والإهانات، حيث انه يحتجز جواز سفرها السوري، وقد رفض تنفيذ حكم قضائي بتسليمها جواز سفرها فأمرت محكمة التنفيذ بحبسه أسبوعين.

وقال لقد كانت موكلتي تعيش في بيت أهله في غرفة واحدة مع أطفالها، وقبل سنتين، وبعد تقاعد مطلقها اشترى بيتا في جبلة حبشي ومن وقتها زاد أذاه لها ولأطفاله الى حد الضرب والطرد في عز الحر والبرد للأم واطفالها وكانت تذهب الى مركز الخميس لتقديم بلاغات ضده لكن من دون جدوى.

وخلال سنة 2016 قامت بتوكيلي للمطالبة بحقوقها وفعلا رفعت الدعاوى وكسبت حق الحضانة ونفقت الاولاد، وبعد صدور الاحكام لصالحها صار يزداد اذى وعنفا لعائلته الى حد انها تذهب بأطفالها للمحكمة وهم حفاة لامتناعه عن الانفاق وبعد صدور اوامر التنفيذ.

شرع بتكسير اسنانها الامامية واشتكت عليه مرات من دون جدوى، ما جعله يزداد ويتجرأ على الشروع بقتلها عندما كسبت حق السكن في البيت بعد ان طلقها وهي حامل بالطفل الخامس وبعد الولادة اصبحت مطلقة شرعا، لكن رغم صدور حق السكن لها لم يترك السكن وكان يهاجمها بين الحين والحين وتلجأ إلى اقفال باب غرفتها عليها هي واطفالها الذين لم يسلموا من الضرب أيضا.

وبعد صدور حكم السكن قمنا برفع دعوى اخرى نفقات المدارس لأولاده المستحقين للتعليم، ويوم الثلاثاء الماضي كانت أول جلسة لنظر طلبات نفقات الدراسة لبناتها وهما بنتان في المدرسة وبنت في الروضة إذا امتنع عن دفع النفقات بالرغم من دخول العام الدراسي.

هدد أمه بسكين

وقال المحامي إن أم المتهم كان تدافع عن مطلقته بسبب تعرضها للضرب والإيذاء بشكل مستمر، وقال: لقد أكد لي شقيقه أنه ثار على أمه بسبب دفاعها عن مطلقته ووصل به الأمر إلى حد أنه رفع سكينا عليها وهددها إذا دافعت عنها مرة أخرى.

وأضاف: سيحاول بعض أقاربه الادعاء بأنه مجنون أو يعاني من اضطراب نفسي في محاولة لتبرئته وهذا غير صحيح، فهو عاقل تماما ويعي كل تصرفاته لكنه تمادى عندما اعتقدا أن أحدا لن يستطيع أن يقف في وجهه، وقد كان يقولوها صراحه لمن يلومه «ما تقدرون تسوون شيئ معي».

وتؤكد الناشطة الحقوقية جنان الموسوي (زوجة محامي المجني عليها) إن مستشفى السلمانية خصص غرفة خاصة للمجني عليها، ولكنها رفضت الانتقال إليها خوفا من أن يتم الاعتداء عليها من أقارب مطلقها، وقالت إنها تفضل أن تبقى وسط المرضى لتحتمي بهم.

وقالت إنها خائفة على أطفالها الخمسة من وقوع أي اعتداء عليهم وطالبت من المجلس الأعلى للمرأة أو من مركز حقوق الطفل أن يتسلمهم حتى وقت خروجها من المستشفى والذهاب إلى الشقة التي خصصتها لهم وزارة التنمية في دار الأمان.

ولفتت الموسوي إلى أن هذه السيدة عانت كثيرا مع مطلقها، وتعرضت للضرب والإيذاء مرات عديدة وكان من الممكن أن تفقد حياتها في هذا الاعتداء، وقالت إن أم المجني عليها عندما علمت بالاعتداء الوحشي الذي تعرضت له، أرسلت اليها تسجيلا صوتيا تناشد فيه حكومة مملكة البحرين التدخل وحماية ابنتها وأحفادها من منطلق الرحمة والإنسانية، وأكدت أنها مستعدة لتقدم هذا التسجيل الصوتي لجهات التحقيق ولكل من يهمه الأمر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى