الشيخ “الطباخ الرئيس” وورقة إسرائيل” الرابحة في رام الله”

وصول حسين الشيخ المفاجئ نائبا رسميا للزعيم الفلسطيني الحالي. متجاوزا قادة أقدم منه وأكثر حضوراً وشعبية، جاء بعدما تدرج سريعا خلال أعوام قليلة في هرم المؤسسات الثلاث الأكثر أهمية: السلطة وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ومنظمة التحرير.

وخلال السنوات القليلة الماضية، أصبح الشيخ “الطباخ الرئيس” في المطبخ السياسي والأمني، بصفته “ورقة إسرائيل” الرابحة.

ويأتي تكليفه نائبا، في توقيت حرج، تعمل فيه إسرائيل على تصفية القضية الفلسطينية عبر عدوانها اللانهائي على غزة والحديث عن ضم الضفة الغربية.

 وهي مرحلة تتطلب شخصية متعاونة مثل “الشيخ”، الذي يوصف بأنه “رجل إسرائيل في رام الله”.

“رجل إسرائيل”

تؤكد مصادر فلسطينية قريبة من السلطة لـ “الاستقلال” أن حسين الشيخ أكبر المساهمين في قمع المقاومة في الضفة الغربية.

وتوضح أن إسرائيل تسعى بشدة منذ فترة لوأد خطة حركة المقاومة الإسلامية حماس لنقل العمل العسكري من غزة إلى الضفة والقدس.

وأوضحت أن إسرائيل تعده أحد رجالاتها، لأنه يعادي المقاومة الشعبية في الضفة، وكذا المسلحة في غزة، واشتهر بعقد لقاءات وفتح خطوط ساخنة مع قادة الاحتلال لقمع المقاومين، ودعا علنا لاقتحام جنين.

وهو ما يفسر ترحيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، به، حيث بعث برقية تهنئة إليه بمناسبة تعيينه نائباً لمحمود عباس، رغم قطيعته مع السلطة الفلسطينية ودعوته لحلها، وفق ما قال موقع حدشوت للو تسنزورا العبري.

ويوصف “حسين الشيخ” في أروقة تل أبيب وصحفها بأنه رجلها في رام الله، كما نقلت ذلك صحيفة “فورين بوليسي” 31 يوليو/تموز 2023، عن مسؤولين إسرائيليين.

أكدت أنه يُعد حلقة الوصل الأساسية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، ويتحدث العبرية بطلاقة، ويزور باستمرار مكاتب قادة الجيش والشاباك (جهاز الأمن العام) في تل أبيب.

ويقول المحلل السياسي الفلسطيني “شرحبيل الغريب” إن تعيين حسين الشيخ نائبا لعباس يكرس مسار التبعية للسياسات الإسرائيلية والأميركية ويعمق أزمة الشرعية داخل السلطة الفلسطينية”.

وأشار إلى أن حسين الشيخ معروف بعلاقاته الوثيقة مع الإسرائيليين وبدوره في ملف التنسيق الأمني، لذا فهو مرشح غير مقبول شعبياً.

وأوضح لـ “الاستقلال” أن هذه الخطوة تعكس نهاية عملية أوسلو فعلياً، وتعيينه لا ينقذ هذا الإرث بل يدفنه بطريقة مشوهة، وبمفهوم الهيمنة الإسرائيلية، واستمرار نهج السلطة في الارتهان للاحتلال والتماهي مع شروطه.

و”هذا التعيين بالتزامن مع مساعي الاحتلال لتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، لا يمكن قراءته إلا كاستكمال للانهيار السياسي الفلسطيني الرسمي، وضربة إضافية لأي مشروع وطني تحرري”، وفق “الغريب”.

وأردف: “يدرك الشارع الفلسطيني أن من يختاره الاحتلال لن يكون ممثلاً لطموحاته، بل جزءا من إدارة الأزمات لصالح العدو”.

ويطالب الشارع بإعادة بناء القيادة الفلسطينية على أسس المقاومة والشرعية الشعبية، لا عبر التعيينات المفروضة من الخارج، وفق الغريب.

ووصفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” 27 أبريل 2025، “الشيخ” بأنه “معروف بعلاقاته الوثيقة” مع تل أبيب وواشنطن.

وقالت: “بتعيينه نائبا، حصل على دفعة في معركة الخلافة للسيطرة على السلطة الفلسطينية عندما يموت زعيمها الحالي البالغ من العمر 89 عامًا”.

وشارك حسين الشيخ في عدة مؤتمرات إقليمية ودولية، وجولات رسمية مع عباس كان أكثرها إثارة للجدل زيارتهما وزير جيش الاحتلال الأسبق بيني غانتس في منزله بضواحي تل أبيب.

وفي اللقاء الذي جرى في 29 ديسمبر/كانون الأول 2021، قال غانتس: إنه بحث “قضايا أمنية لضبط الاستقرار بالضفة الغربية”، في إشارة للتنسيق ضد خطط حماس، في تناقض واختلاف مع تصريحات الشيخ التي تحدثت عن مناقشة “فتح مسار سياسي”.

وفي 23 يناير 2022، التقى الشيخ وزير الخارجية الإسرائيلي وقتها يائير لابيد وقال: إنهما تباحثا عدة قضايا سياسية ومسائل ثنائية.

وحين نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، 31 يوليو 2023 تقريرا عن حسين الشيخ، ارتكزت على مقابلة شخصية معه ومع 75 شخصية فلسطينية ترصد محطات من سيرته، ما بدا أنه محاولة تلميع واضحة له.

وقدمت “الشيخ” من زاوية أهميته لتل أبيب، لا الشعب الفلسطيني، واعترفت أن الفلسطينيين يكرهونه، لكنها نشرت معلومات عن فساده المالي والأخلاقي والسياسي كما تفعل إسرائيل، “كجزء من السيطرة الغربية والإسرائيلية عليه”، وفق أوساط فلسطينية.

وأشارت إلى إعجاب المسؤولين الصهاينة بشخصية الشيخ بوصفه “شريكا براغماتيا يتمتع بقدرة خارقة على إيجاد أرضية مشتركة” مع الإسرائيليين، وقالت إنه يوصف بأنه ” رجل إسرائيل” في رام الله”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى