السياسة

سفيرة السعودية في واشنطن .. حفيدة ملك وناشطة اجتماعية ومحطمة أرقام قياسية

يعيش السعوديون منذ فترة على وقع تغييرات متسارعة في هيكلية الدولة والمجتمع، تمهد الطريق لولي العهد محمد بن سلمان لترسيخ صورته كقائد تغيير سياسي واقتصادي ومجتمعي. ومن أهم أسس الجانب الاجتماعي في هذا التغيير هو تمكين المرأة، كما يراد له أن يبدو، رغم الانتقادات الحقوقية المشككة مع استمرار اعتقال ناشطات وتوارد تقارير وأنباء تفيد بسوء معاملتهن.

وأتى مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وما حمله من ضغوطات دولية عصفت بأجواء المملكة ليزيد من تواتر هذه التحركات مؤخراً

ففي أحدث المراسيم الملكية عين الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز نائباً لوزير الدفاع بمرتبة وزير، تاركاً منصبه كسفير للسعودية في الولايات المتحدة والذي تقلده منتصف عام 2017 خلفاً لعبد الله بن فيصل بن تركي، لتأتي هذه الخطوة وسط اتهامات بتورط خالد بن سلمان بمحاولات استدراج الصحفي جمال خاشقجي إلى المملكة.

لكن الملفت هو تعيين امرأة على رأس البعثة الدبلوماسية في واشنطن في سابقة في تاريخ المملكة التي شهدت فيها النساء عقوداً من التهميش والتمييز والقمع، لتصبح الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود أول سفيرة للمملكة في الولايات المتحدة والعالم.

فمن هي ريما بنت يندر؟
هي الأميرة ريما ابنة الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود سفير السعودية في واشنطن منذ عام 1983 وحتى عام 2005، ولدت عام 1975 وانتقلت إلى الولايات المتحدة رفقة عائلتها، وتربت في كنف الدبلوماسية في عاصمة صنع القرار الأمريكي، وترعرعت على يد صاحب أطول مدة خدمة دبلوماسية سعودية في الولايات المتحدة.

حائزة على شهادة البكالوريوس من جامعة جورج واشنطن الأمريكية في دراسات المتاحف والآثار.
جدها لوالدتها هو الملك فيصل ووالدتها الأميرة هيفاء الفيصل التي لعبت دوراً ريادياً في المملكة في مجال تعليم الفتيات.

وتنوعت نشاطات السفيرة الجديدة لتغطي عدة قطاعات، حيث عملت كمستشارة في مكتب ولي العهد، وكانت أول امرأة أيضاً ترأس الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية، وكانت وكيلة للتخطيط والتطوير في الهيئة العامة للرياضة، وسعت لتمكين المرأة السعودية في المجال الرياضي من خلال تأسيسها -بالتعاون مع وزارة التعليم- التعليم الرياضي للفتيات في المدارس والسعي لإشراك النساء في المنافسات الرياضية.

كما عملت في مجال التوعية الصحية، حيث أنها عضو مؤسس في جمعية زهرة لسرطان الثدي، وقامت من خلال إطلاق مبادرة 10ksa بتنظيم فعالية لرسم أكبر شريط وردي -وهو رمز التوعية بهذا المرض- بمشاركة عشرة آلاف سيدة سعودية لتدخل المبادرة موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

أسست مبادرة ألف خير وهي مؤسسة اجتماعية متخصصة في تطوير رأس المال البشري، واستطاعت من خلال إدارتها لشركة ألفا العالمية/ هارفي نيكلز الرياض من رفع نسبة العمالة النسائية السعودية في الشركة بشكل ملحوظ، كما أسست شركة ريمية المتخصصة بالإكسسوارات الفاخرة، وعلامة تجارية للحقائب المصنوعة من الجلود النادرة.

ظهر اسم ريما على قائمة مجلة فوربس الشرق الأوسط عام 2014 كواحدة من أقوى مئتي سيدة عربية.
قبل طلاقها منه عام 2012، كانت ريما متزوجة من فيصل بن تركي بن ناصر آل سعود الرئيس السابق لنادي النصر السعودي ولها منه ابن وابنة.
وبعد صدور الأمر الملكي، نشرت السفيرة الجديدة تغريدة على تويتر تعهدت فيها بخدمة وطنها وشكرت فيها العاهل السعودي وولي عهده على ثقتهما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى