عاجل

ألمانيا – دعوات لطرد دبلوماسيين سعوديين بسبب قضية خاشقجي

في ضوء تداعيات مقتل جمال خاشقجي دعا رئيس لجنة السياسة الخارجية بالبرلمان الألماني إلى نهج أكثر تشدداً في العلاقات مع المملكة السعودية، فيما طالب الحزب الاشتراكي بـ”مراجعة شاملة” لها، وسط دعوات لإيقاف صادرات الأسلحة.

 

ما تزال قضية مقتل الصحفي السعودي خاشقجي تثير غضباً دولياً بعد أن أدت إلى توتر العلاقات السياسية والتجارية بين الدول الغربية والسعودية حليفة الولايات المتحدة وأكبر مصدر للنفط في العالم.

وفي ألمانيا كشف موقع مجلة “دير شبيغل” الألمانية أن الائتلاف الحاكم بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل يناقش طبيعة الرد الألماني على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي على يد مسؤولين سعوديين في قنصلية بلاده في إسطنبول.

دعا رئيس لجنة شؤون السياسة الخارجية بالبرلمان الألماني “بوندستاغ” إلى النظر في طرد دبلوماسيين سعوديين من ألمانيا في أعقاب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول.

وقال نوربرت روتغن لصحيفة “فيلت أم زونتاغ” الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر (21 تشرين الأول/ أكتوبر 2018) إنه لابد من وقف جميع توريدات الأسلحة للسعودية على الفور، بما فيها التي تم التعهد بها بالفعل، إذا لم يكن هناك عواقب حاسمة “على المدى القصير جداً” في الرياض.

وأكد روتغن أنه يتعين على الحكومة الاتحادية أيضاً الإصرار على المدى القصير على ألا يتم الاقتصار فحسب على تخلف ساسة ألمان عن المشاركة في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” المقرر في المملكة (25-23 تشرين أول/أكتوبر الجاري)، ولكن يتعين كذلك الإصرار على أن يتم اتخاذ الإجراء ذاته مع مسؤولين اقتصاديين رفيعي المستوى.
وقال السياسي الألماني البارز المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل: “يسري ذلك من وجهة نظري، على سبيل المثال، على الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز الذي كان تعهد بالمشاركة”. وأضاف أنه يرى أنه يتعين على الحكومة الاتحادية التعاون مع الحكومات الأوروبية جميعاً والولايات المتحدة الأمريكية لتوضيح “أن الأمر يتعلق هنا بحالة اختبار مطلقة للدور القيادي الدولي المعنوي للولايات المتحدة الأمريكية”.

وأضاف روتغن: “سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرقين الأوسط والأدنى بالتعويل تماماً على المملكة العربية السعودية من أجل عزل إيران، سمحت بتشجيع ولي العهد السعودي على الاعتقاد أنه لم يعد هناك أي حدود بالنسبة له مطلقاً”.

وفي سياق متصل طالبت زعيمة الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني أندريا ناليس بمراجعة شاملة للعلاقات بين الرياض وبرلين. وأضافت ناليس لصحيفة “بيلد أم زونتاغ”: “بعد حدث غير معقول من هذا النوع فإن علاقات ألمانيا بالسعودية باتت بحاجة لمراجعة جذرية”، معتبرة أن ذلك يشمل صادرات الأسلحة. وأضافت بالقول: “يجب أن تكون هناك عواقب ملموسة” لما جرى.

كما دعت ناليس مدير إدارة شركة سيمنس الألمانية العملاقة جو كايزر إلى عدم المشاركة في المؤتمر الاستثماري الذي تعتزم الرياض عقده الأسبوع المقبل، وقالت: “آمل أن يعيد جو كايزر النظر في قراره بالمشاركة مرة أخرى”. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه العديد من مدراء الشركات الأمريكية الكبرى مقاطعتهم لمؤتمر “دافوس الصحراء” في إطار ردود الفعل على مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول.

وأثارت قضية مقتل خاشقجي غضبا دوليا وأدت إلى توتر العلاقات السياسية والتجارية بين الدول الغربية والسعودية حليفة الولايات المتحدة وأكبر مصدر للنفط في العالم.

وكانت الحكومة الألمانية قد أدانت مقتل خاشقجي “بأشد عبارات الإدانة” وطالبت بمزيد من التوضيح. فقد طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في بيان مشترك لها مع وزير الخارجية هايكو ماس السعودية بـ”الشفافية”، قائلة إن “البيانات التي صدرت بشأن أحداث القنصلية في إسطنبول ليست كافية”.

أما ماس فقد قال في مقابلة على القناة الأولى في التلفزيون الألماني “إيه.آر.دي” إنه لا ينبغي حالياً الموافقة على صادرات سلاح ألمانية إلى السعودية، بينما لا تزال هناك أسئلة حول مقتل خاشقجي، مشيراً في الوقت ذاته إلى عدم مشاركته في أي أحداث في المملكة. وتعتبر السعودية ثاني أكبر مستورد للسلاح الألماني بعد الجزائر.

أوروبياً قالت المفوضة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرني إن “الظروف المستجدة” لموت خاشقجي “مقلقة للغاية”، كما دعت إلى “إجراء تحقيق شامل وموثوق وشفاف”. فيما دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان هو الآخر إلى إجراء “تحقيق شامل”، مشيراً إلى أن “تأكيد مقتل السيد جمال خاشقجي يعتبر خطوة أولى للوصول إلى الحقيقة”.

يُذكر أن السفير السعودي لدى برلين لم يعد إلى ألمانيا لمباشرة مهامه إلا في التاسع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بعد أن كان قد غادرها قبل نحو عام بسبب تعليقات أدلى بها وزير الخارجية الألماني وقتئذ زيغمار غابرييل بشأن الأزمة السياسية في لبنان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى