من القاهرة يكتب وائل ابو طالب عن هموم قريته يقول .. مكامير الفحم نقطة سوداء في تاريخ وزراء البيئة اعتلي فيها المهندس ماجد جورج وزير البيئة الأسبق الذي لم يستطع خلال فترته القضاء على مكامير الفحم وتحولت القليوبية إلى بؤر للتلوث البيئى والأمراض الصدرية والسرطان والفشل الكلوي والتسبب الدائم في وجود السحابة السوداء على مدار العام لوجود أعداد هائلة من مكامير الفحم وكان النصيب الأكبر لقرية أجهور الكبرى مركز طوخ بمحافظة القليوبية أكبر محافظة تحتل المركز الأول في مكامير الفحم وتأثيرها على صحة المواطنين ويصل عدد سكانها إلى أكثر من ١٤٠.٠٠٠ نسمة من محطة .
كلية الزراعة بالقليوبية يمكنك أن تستقل سيارة أجرة بـ ٢،٥جنيه من موقف أجهور وبعد ساعة أو أقل ستخبرك رائحة الفحم إنك وصلت لأجهور الكبرى معقل مكامير الفحم في القليوبية والتى تضم في أرجائها أكثر من ٧٠٠ مكمورة للفحم تحولت لمصدر رزق يقضى على الأخضر واليابس داخل القرية فإن شاء قدرك وأخذت الطريق الزراعي مرورا بكوبري قها ومن أسفل الكوبري سيأخذك طريق ينتهي بك إلى مجموعة عشوائية علي جانبي الطريق من المكامير.
وإن اتخذت طريق خط ١٢ طريق القناطر بنها فتجد باقي المكامير فكل الطرق المؤدية إلي القرية تنتهى إلى مكامير الفحم فهذه القرية عرفت قديما بأجهور الورد لشهرتها بزراعة الورد البلدى ثم تحولت بسبب الإهمال وعدم المتابعة إلي تلاشى رائحة الورود وأصبحت أجهور الكبرى قرية الـ ٧٠٠ مكمورة أكبر قري القليوبية مصدرة للفحم فعلي الطريق نجد أطفال وشباب يقطعون الأشجار ويحملون الخشب على أعناقهم ويغطونه بالقش ثم يشعلون فيه النيران من الداخل فيأخذ شكل التله الصغيرة، ويحرصون دائما على وجود فتحات للتهوية داخله حتى لا تنطفئ النيران ويعملون في جوف الظلام حتي لا يتم تحرير محاضر لأصحابها .
ويستخدمون المياه لإطفاء الخشب ثم يعاودون الكره مرة واثنان وثلاثة حتى تكتمل عمليه التفحيم للخشب ثم يبدأون تعبئته في أجولة ويحملونه لسيارات تمهيدا لتوزيعه للقرى السياحية وتجار الفحامين بالحسين والسفر للخارج لقطر وفلسطين والأردن والإمارات وإسرائيل عن طريق الأردن وفلسطين وقد جرم القانون في إسرائيل من يصنع الفحم بالعقوبة ٢٥ سنة حفاظا علي الإنسان أما في مصر لدينا من القوانين أن تجعل إبليس رجل صالح فخلال هذه المراحل الصناعية تتعرض قرى ومدن القليوبية لكارثة بيئية وصحية يتركز نصيب مركز طوخ في قرية أجهور الكبري بسبب تقاعس المسؤلين وعدم تطبيق القانون علي كل من تسؤل له نفسه في ضرر المواطنين .
فهذه الأدخنة السامة ينتج عنها السحب السوداء على طول الطريق والتي تحجب الرؤية ليلا وتؤدي إلي الإصابة بالربو والحساسية الصدرية نتيجة استنشاق الهواء الملوث بأكسيد الكربون الضار على صحة الإنسان والحيوان والنباتات وهذا ما أكدته الدراسة للدكتوره / راجية الجرزاوي … الباحثة في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية والتي تؤكد إن حرق الفحم ينتج عنه ٧٦ عنصرا ساما في الهواء ونتيجة إستنشاق هذه الأدخنة تؤدي إلي إصابة الجهاز التنفسي بالتهابات القصيبات الهوائية ومرض السدة الرئوية المزمنة وسرطان الرئة وهو أشد أنواع السرطان فتكا بصحة اللإنسان ولا ننسي الكارثه عندما وجدنا حالات إغماء كثيرة لطالبات مدرسة برشوم الفنية نتيجة استنشاقهن أدخنة ناجمة عن مكامير الفحم والتى تبعد عن المدرسة نحو 300 متر .
بالإضافة بأمراض الحساسية والكحة والكثير من الأطباء أكدوا أن مخ الإنسان لا يتحمل التعرض لأول وثاني أكسيد الكربون بصفة عامة، وفى حالة التعرض للأدخنة الناتجة عن مكامير الفحم، والتي تحوى غاز أول أكسيد الكربون يصاب مستنشقها بغيبوبة وبما يسمى “تسمم مخي”. وأن علاج مستنشقي هذا الغاز يكون باستنشاق الأكسجين والبقاء على أجهزة التنفس الصناعى حتى الانتهاء من كمية الغاز التى تشبع بها الجسم، وقد يدخل المريض فى حالة من التشنجات نتيجة التسمم المخى فعندما تولي الدكتور رضا فرحات محافظ القليوبية الأسبق كنت أشفك عليه لأنه ورث تركة ثقيلة بالمحافظة فهذا الراجل كان لا يهدأ ولا ينام من أجل راحة أبناءه بالمحافظة والسعي لحل مشاكلهم فحماسته وغيرته علي وطنه جعلتنا نطمئن أن هذا الملف سينتهي في عهده لكن لم تكتمل فرحتنا عندما ترك هذا الرجل محافظة القليوبية ليتولي محافظا للأسكندرية.
فهل ياتري سيبدأ اللواء عمرو عبد المنعم المحافظ الحالي من أول من إنتهي إليه المحافظ الأسبق ويغلق هذا الملف علي يده فالأيام القادمة ستظهر لنا الكثير في حنكة هذا الرجل في التعامل مع الملفات الشائكة فخبرته السابقة كأمين عام مجلس الوزراء تجعلنا نطمئن في القضاء علي هذه البؤر السرطانية التي تهدد حياة مواطني القليوبية .
