السياسة

اسرائيل تنجح في اغتيال اخطر خصومها العسكريين مصطفى بدر الدين ذو الفقار

أعلن حزب الله اللبناني اليوم عن مقتل أحد قياديي الحزب العسكريين مصطفى بدر الدين ذو الفقار الذي يعتبر مهندس حرب تموز العسكرية ضد الصهاينة وقال الحزب في بيان نعى فيه أحد قادته: بعد حياة حافلة بالجهاد والأسر والجراح والإنجازات النوعية الكبيرة، يختتم السيد ذو الفقار حياته بالشهادة. وأضاف الحزب: عاد شهيدًا ملتحفًا براية النصر الذي أسس له عبر جهاده المرير في مواجهة الجماعات التكفيرية في سوريا، والتي تشكل رأس الحربة في المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.

في بداية الأمر لم يحدد حزب الله ملابسات مقتل ذو الفقار،حيث قال إنه سقط في قصف قرب مطار دمشق الدولي. وأشار الحزب في بيان له إلى أن المعلومات المستقاة من التحقيق الأولي تشير إلى أن انفجارًا كبيرًا استهدف أحد مراكزه بالقرب من مطار دمشق الدولي، مما أدى إلى مقتل بدر الدين وإصابة آخرين بجراح، وأضاف البيان أن التحقيق سيعمل على تحديد طبيعة الانفجار وأسبابه، وهل هو ناتج عن قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي، فيما قالت وكالة رويترز إن بدر الدين قتل بغارة جوية إسرائيلية على الحدود اللبنانية ـ السورية .. وقد رقص الاعلام السعودي والقطري والاماراتي فرحا بسقوط بدر الدين اكثر من فرحة الاعلام الصهيوني نفسه.

من هو ذو الفقار؟

مصطفى بدر الدين ذو الفقار، المعروف بـ«السيد ذو الفقار» في أوساط المقاومة، ولد في عام 1961، وهو شقيق زوجة قائد حزب الله العسكري الراحل، عماد مغنية، الذي قتل في تفجير سيارة مفخخة استهدفته في دمشق عام 2008.وكحال الكثير من قادة حزب الله، ظل بدر الدين شخصية يحيطها الغموض حول طبيعة عمله أو المناصب التي يتولاها داخل الحزب، كما أنه لم يكن له أي ظهور علني، لكنه كان مقربًا بدرجة كبيرة من القيادي عماد مغنية، الأمر الذي جعل الاحتلال يطلق عليه «خليفة عماد مغنية»؛ نظرًا لندرة ظهوره وروحه المقاومة التي تتشابه كثيرًا مع مغنية، كما يُعتقد أن بدر الدين هو الرجل الثاني في حزب الله بعد الأمين العام، حسن نصر الله.

ارتبط اسم بدر الدين منذ ريعان شبابه بالعمل المقاوم ضد الكيان الإسرائيلي، فمنذ أن كان ابن السادسة عشرة سُجن في الكويت، وصدر بحقه حكم بالإعدام عن دوره في هجمات بالقنابل في عام 1983، وهرب من السجن بعد أن غزا العراق الكويت تحت قيادة الرئيس الراحل صدام حسين في عام 1990، وعاد بعدها إلى لبنان؛ ليساهم في قيادة المقاومة العسكرية في نضالها لتحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، الذي استكمل في 25 مايو من عام 2000.

شهد له العديد من عناصر المقاومة بعقليته العسكرية الخلاقة وجديته واحترافه في عمله، فقد كان مبدعًا للتكتيكات العسكرية ومدربًا عسكريًّا شديد الانضباط، فاستطاع إنضاج تجربته العسكرية بالدمج بين العمل الميداني الذي فرضته طبيعة الصراع مع الكيان الإسرائيلي، والدراسات العسكرية المعمقة التي حظي بها، ما أهله للمشاركة في جميع معارك المقاومة المفصلية منذ عام 1982.

في العام الماضي فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على القيادي في حزب الله، مصطفى بدر الدين، متهمة إياه بأنه مسؤول عن العمليات العسكرية لحزب الله في سوريا منذ 2011، وأنه رافق الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، أثناء اجتماعات للتنسيق الاستراتيجي مع الرئيس السوري، بشار الأسد، في دمشق، وأنه كان العقل المدبر لعمليات عسكرية ضد إسرائيل من لبنان والخارج، وتمكن من الافلات من أيدي حكومات عربية وغربية بالعمل في الخفاء.

في إبريل من عام 2011 اتهمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مصطفى بدر الدين بالتورّط مع آخرين في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني، رفيق الحريري، في عام 2005، لكن حزب الله نفى الأمر بشكل حاسم.

إسرائيل تنتشي

لم يترك الكيان الصهيوني كعادته نبأ وفاة أحد قادة المقاومة، سواء اللبنانية أو الفلسطينية، يمر مرور الكرام دون شماته وتَشفٍّ، حيث تشكل المقاومة عامة واللبنانية على وجة التحديد شوكة في حلق الكيان، يتمنى القضاء عليها، وهو ما ظهر في أول تعليق صهيوني على استشهاد القائد حزب الله، مصطفى بدر الدين، حيث قالت صحيفة معاريف العبرية: إن اغتيال مصطفى بدر الدين بالقرب من مطار دمشق، الليلة الماضية، يشكل ضربة قاسية بشكل خاص لقيادة حزب الله العسكرية، مضيفة أن بدر الدين كان من الأوائل والمؤسسين للجناح العسكري لحزب الله، وهو بمثابة وزير أمن الحزب.

وأضافت الصحيفة الصهيونية: كما حصل بعد اغتيال مغنية، يمكن التقدير أنه في هذه الحالة أيضًا حزب الله سيتغلب على خسارته. مشيرة إلى أنهم في إسرائيل بالطبع لا يتأسفون على موت بدر الدين، الذي كان مشاركًا بالتخطيط لعشرات الخطط وتنفيذ هجمات ضد تل أبيب.

من جانبه اعتبر رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، يعقوب عميدرور، أن مقتل مصطفى بدر الدين «بشرى إيجابية لإسرائيل»، وقال عميدرور: إن هذا الخبر جيد بالنسبة لدولة إسرائيل. وأكد أنه كلما الذين جمعوا خبرات كثيرة، من قائمة المطلوبين، فإن الوضع يكون أفضل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى