ظهر منتخب الجزائر كأفضل المنتخبات المشاركة في كأس أمم أفريقيا 2019، التي تستضيفها مصر حتى 19 يوليو (تموز) الجاري، حتى الآن، بينما كانت النقطة البارزة هي أن “محاربي الصحراء” يخوض البطولة تحت قيادة فنية بمدرب وطني هو جمال بلماضي.
واعتمدت المنتخبات العربية التي دخلت البطولة مرشحة للمنافسة على اللقب، على مدربين أجانب، بقيادة المكسيكي خافير أغيري لمنتخب مصر، والفرنسي ألان غيريس لمنتخب تونس، والفرنسي هيرفي رينارد لمنتخب المغرب، بينما على غير العادة اعتمد منتخب الجزائر على مدرب وطني.
وودع منتخبا مصر والمغرب البطولة، بينما أكمل كل من تونس والجزائر مشوارهما إلى ربع النهائي، إذ أن “نسور قرطاج” لم يحقق أي فوز حتى الآن بالتعادل في 3 مباريات في دور المجموعات، وفي دور الـ16 قبل الفوز بركلات الترجيح على غانا، أما الجزائر يعد المنتخب الوحيد الذي حقق الفوز في جميع مبارياته في البطولة حتى الآن.
وبتألق “محاربي الصحراء” أعاد المدرب جمال بلماضي، السيرة الرائعة للمدرب المصري حسن شحاتة، الذي قاد “الفراعنة” لتحقيق 3 ألقاب متتالية تاريخية في نسخ 2006 و2008 و2010، إذ يبرهن دائماً المدرب الوطني على امتلاكه قدرات أفضل من الأجنبي، خاصة في الجوانب النفسية، وكيفية التعامل مع اللاعبين.
وحقق منتخب الجزائر لقب كأس أفريقيا مرة واحدة في 1990، كانت تحت قيادة فنية وطنية، مع المدرب عبدالحميد كرمالي، كما أعاد المدرب رابح سعدان الكرة الجزائرية إلى الواجهة بالتأهل إلى كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا بعد غياب طويل عن المونديال.
ويتميز المدرب جمال بلماضي بأنه منضبط تكتيكياً، خاصة على الصعيد الدفاعي، ويكفي أنه لم يتلق أي أهداف خلال 4 مباريات خاضها في البطولة حتى الآن، وهو يملك القدرة في الوقت ذاته على حسم المباريات بالهجمات الخاطفة، كما أن “الخضر” يملك مزيجاً متزناً من العناصر الشابة الواعدة، والأسماء التي تملك الخبرة والقدرة على إفادة الصاعدين، وفي مقدمتهم النجم الكبير رياض محرز.
ولم يخشى المدرب الجزائري خسارة أحد نجوم الفريق قبل بدء البطولة، باستبعاد لاعب خط الوسط هاريس بلقبلة، بسبب فيديو فاضح انتشر له قبل انطلاق البطولة بأيام قليلة، ما عكس عزم المدرب الشاب على إحداث ثورة كبيرة في صفوف “الخضر”، بعد 4 سنوات من الانفلات في صفوف المنتخب الجزائري، دفع ثمنها عدم الظهور في مونديال روسيا 2018، والغياب عن بطولة كأس أمم أفريقيا 2017 في الغابون.
