مقتل الكاتب الأردني ناهض حتر أمام محكمة بوسط عمان
قال شهود عيان ووسائل إعلام أردنية رسمية إن مسلحا قتل الكاتب الأردني ناهض حتر أمام قصر العدل حيث كان سيمثل للمحاكمة في اتهامات متعلقة بازدراء الدين بعد نشره كاريكاتيرا اعتبر مسيئا للإسلام.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية أن المسلح اعتقل في موقع الحادث. وقال مصدر أمني إن القاتل عمره 39 عاما ويعمل واعظا إسلاميا بأحد مساجد العاصمة عمان.
واستنكرت الحكومة الأردنية الحادث مؤكدة أن القانون سيطبق بحزم على من قام بهذا العمل.
وقال محمد المومني وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق باسم الحكومة في تصريح نقلته وكالة الأنباء الأردنية “اليد التي امتدت إلى الكاتب المرحوم حتر ستلقى القصاص العادل حتى تكون عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة الغادرة.”
وأطلق المسلح ثلاث رصاصات على حتر أمام قصر العدل في منطقة العبدلي بوسط عمان حيث كان في طريقه للمثول أمام المحكمة في اتهامات “بإثارة النعرات المذهبية والعنصرية” بعد أن أعاد نشر رسم كاريكاتيري اعتبر مسيئا للذات الإلهية.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية إن قوات الأمن المتواجدة بمحيط المكان ألقت القبض على المسلح وهو يخضع حاليا للتحقيق.
ونعى حزب الله اللبناني حتر وأدان اغتياله واصفا إياه بأنه “كان بحق صوتا شجاعا ومدويا في مناهضة حركة التكفير والإلغاء والإقصاء والإبادة”.
وقبض على حتر- وهو مسيحي مؤيد للرئيس السوري بشار الأسد- في أغسطس آب الماضي بعد أن أعاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي نشر الكاريكاتير الذي يصور رجلا ملتحيا في الجنة على سرير مع نساء ويطلب من الرب أن يحضر له الخمر والمكسرات.
واعتبر مسلمون محافظون أردنيون ما فعله حتر مسيئا للإسلام. وقالت السلطات إنه انتهك القانون بإعادة نشر الكاريكاتير.
وأصدر حتر حينها بيانا أوضح فيه أن الرسم الذي نشره “كان يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد.”
وقال شريف منصور منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين في بيان إن مقتل حتر نتيجة مباشرة لعدم الالتزام بحرية التعبير من جانب السلطات الأردنية.
ونقلت الوكالة عن مصدر أمني قوله إن المسلح أطلق ثلاث رصاصات على حتر وهو على درج سلم قصر العدل في العاصمة الأردنية.
ونقلت عن المصدر الأمني قوله “فور إطلاق النار تمكن رجال الأمن العام الموجودون على مقربة من الحادث من القبض على مطلق النار وضبط السلاح الناري الذي بحوزته وبوشرت التحقيقات معه للوقوف على ملابسات الحادث.”
وقال شاهدا عيان إن المسلح وهو ملتح كان يرتدي دشداشة تقليدية من النوع الذي يرتديه السنة المحافظون ممن يهجرون النمط الغربي في حياتهم.
واستنكرت دائرة الإفتاء العام في الأردن في بيان على موقعها الرسمي مقتل حتر مؤكدة أن “الدين الإسلامي برئ من هذه الجريمة البشعة ويمنع الاعتداء على النفس الإنسانية.”
وأودع حتر رهن الاحتجاز لنحو أسبوعين قبل أن يصدر أمر قضائي بالإفراج عنه بكفالة مالية في وقت سابق من هذا الشهر.
ولد حتر في 1960 وتخرج في الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفة ونال درجة الماجستير في فلسفة الفكر السلفي المعاصر. أصدر 15 كتابا من أبرزها (دراسات في فلسفة حركة التحرر الوطني) و(في نقد الليبرالية الجديدة.. الليبرالية ضد الديمقراطية) و(الملك حسين بقلم يساري أردني).