
بعد تحويله إلى “ثكنة” عسكرية .. مصير مجهول للنازحين في “مخيم زمزم”
يواجه النازحون في “مخيم زمزم” قرب مدينة الفاشر بشمال دارفور مصيرًا مجهولًا بعد أن قامت القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني بتحويل المخيم إلى ثكنة عسكرية.
وأكدت مصادر محلية بولاية شمال دارفور، في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن قوة عسكرية كبيرة من الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني تمركزت داخل المخيم بعد انسحابها من مدينة الفاشر التي تشهد مواجهات محتدمة مع قوات الدعم السريع.
وأوضحت المصادر أن القوات أقامت تحصينات عسكرية داخل المخيم، ما أثار مخاوف النازحين من التعرض للاعتقال أو القتل إذا أبدوا معارضة، كما أشارت إلى أن استخدام النازحين كدروع بشرية خلال العمليات الحربية أصبح أمرًا محتملًا.
وأفادت التقارير بأن مئات الأسر النازحة بدأت موجة نزوح جديدة من مخيم “زمزم” إلى مناطق “طويلة” و”جبل مرة”، الخاضعة لسيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور.
من جانبه، صرّح المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرييلو، اليوم السبت، بأن عسكرة مخيم زمزم يُعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، مشددًا على أن هذا الاتجاه “خاطئ تمامًا”.
وفي مقابلة مع موقع دارفور 24 المحلي، قال بيرييلو: “يجب علينا العمل على إزالة العسكرة من مخيم زمزم، فلا يمكن استخدام هذه الخطوة كذريعة لقصف مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء”.
ونبه المبعوث الأمريكي على الوضع الإنساني المأساوي للنازحين داخل المخيم، واصفًا الوضع بـ”المروع”.
وفي سياق متصل، انتقدت المنسقية العامة للنازحين بدارفور الانتهاكات التي يتعرض لها النازحون في مخيم زمزم.
وفي بيان صدر اليوم السبت، طالبت المنسقية جميع الأطراف المتصارعة بالابتعاد عن معسكرات النازحين، ووقف استخدامها كساحات للمعارك.
وقال تقرير للمنسقية: “يجب على جميع الأطراف احترام حقوق النازحين، وعدم استخدامهم كدروع بشرية أو منعهم من حرية التنقل، إذ تُعد هذه الممارسات جرائم تخالف القوانين الدولية”.
وأضاف التقرير أن القصف المدفعي والجوي العشوائي من قِبل الجيش السوداني يجب أن يتوقف فورًا، داعيًا إلى وقف الحرب بشكل عاجل، وإنقاذ حياة النازحين، خاصة النساء والأطفال الذين يعانون فقدان أبسط حقوقهم الإنسانية.
كما دعت المنسقية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لممارسة ضغوط على الأطراف المتصارعة، ووضع حد للانتهاكات المتكررة بحق المدنيين في إقليم دارفور.

أشارت مصادر متطابقة إلى أن الوضع داخل “مخيم زمزم” مرشح لمزيد من التأزم، خاصة بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على المسافة الفاصلة بين المخيم ومدينة الفاشر.
وبحسب التقارير، فقد طوقت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر من جميع الاتجاهات، ما زاد حدة الخناق على الجيش السوداني، والحركات المسلحة داخل المدينة.
وأفادت المصادر بأن هذه القوات وصلت إلى منطقة السوق الكبير، مقتربة بذلك من مقر قيادة الجيش السوداني.
وأكدت التقارير أن الجيش السوداني انسحب باتجاه جامعة الفاشر، والمطار، ومقر قيادة المدفعية والدفاع الجوي، بينما استقرت القوة المشتركة في مقر بعثة اليوناميد السابق.