الادب والثقافة

محمد مجد الفنان الذي نحت اسمه بأظافره على صخور الإبداع


أما أول تجربة عالمية فكانت في فيلم «شهرزاد» لفيليب دوبروكا، و«الرسالة» للراحل مصطفى العقاد، الذي يعتبر بمثابة البداية الحقيقية لمحمد مجد وللعديد من الممثلين المغاربة في عالم السينما، وكان ذلك سنة 1976. ومنذ ذلك التاريخ وحتى سنة 1998، كان مجد يشارك في بعض الأفلام الأجنبية، كما كانت له علاقات كبيرة مع بعض المخرجين العالميين، الذين أصبحوا في ما بعد يعتمدون عليه في اختيار الممثلين وبعض أماكن التصوير بالمغرب.
ومع بداية سنة 1999، ستولد السينما المغربية الحقيقية مع العديد من المخرجين المغاربة، وكانت الانطلاقة بفيلم «علي زاوا»، لنبيل عيوش سنة 2000، ثم «عود الريح»، لمحمد البوعناني، وداود أولاد السيد سنة 2001، ليتبعه «وبعد» لمحمد إسماعيل سنة 2002، ثم «ألف شهر» لفوزي بنسعيدي سنة 2003، ليعقبه «لحظة ظلام» لنبيل عيوش سنة 2004، ثم «طريق النهر» لنيكولا كازالي سنة 2005، و«الرحلة الكبرى» لإسماعيل فروخي 2006، وجاء بعده «ريح البحر» لعبد الحي العراقي سنة 2006، وفي «انتظار بازوليني» سنة 2008، ثم «عين النساء» لرادو ميهايلينو الذي مثل المغرب في «كان»، وكان العمل بمعدل فيلم واحد في السنة تقريبا، وهي نسبة مهمة جدا بالنسبة للمغرب، فبينما لم يكن الفنان في المغرب يعمل إلا في فيلم واحد كل أربع أو خمس سنوات، كانت هناك إمكانية للعمل كل سنة تقريبا بالنسبة إلى محمد مجد.

يعد محمد مجد المزداد سنة 1940 بالدار البيضاء، أحد أهرامات الفن المغربي، حيث نحث اسمه باظافره على صخور الابداع وقدم العديد من الأعمال السينمائية والتلفزية، مغربية وعربية وعالمية أهلته ليكون أحد أنجح الممثلين المغاربة العصاميين .
بدأ محمد مجد رحلته مع السينما منذ سنة 1966، حيث كان يتردد، حسب ما ورد على لسانه، على بيت أحمد الناجي، رفقة العديد من الأصدقاء المهتمين بالفن الذين سيشكلون فيما بعد النواة الحقيقية للسينما المغربية،  من بينهم الرشيش، السقاط، ، البرمكي، والسيناريست البوعناني، والممثل محمد الحبشي، لتأتي فكرة تصوير أول فيلم سينمائي قصير كان من إخراج عبد المجيد الرشيش سنة 1967 بعنوان «6 و12»، ليأتي بعد ذلك الفيلم الثاني للمخرج نفسه تحت عنوان «الغابة» سنة 1968، الذي شارك في مهرجان قرطاج بتونس سنة 1970، ونال الجائزة الأولى، تم تلاه فيلم «البراق» سنة 1970 للمخرج ذاته.

ويُجمع العديد من المتتبعين للسينما المغربية، على قوة أداء الراحل، وعلى كونه واحدا من الممثلين القلائل الذين أقنعوا في جل أدوارهم.
حظي محمد مجد بتكريمات خاصة في بلجيكا، وإسبانيا وفرنسا، والمغرب حيث كرمته الدورة السادسة لمهرجان مراكش الدولي للفيلم كما كرمه مهرجان تطوان السينمائي المتوسطي سنة 2012، كما حصل على وسام الاستحقاق الفرنسي للفنون والآداب من باريس والعديد من الشهادات التقديرية من بلجيكا، وإسبانيا، وإيطاليا. ونال ايضا جوائز مهمة من كافة أنحاء أوروبا، ومن الهند والأرجنتين، ومصر، حيث حصل على الجائزة الكبرى لمهرجان القارات الثلاث سنة 2004، وجائزة أحسن ممثل في مهرجان نانت الفرنسي سنة 2001 عن دوره في فيلم «عود الريح»، وأحسن ممثل في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة عن دوره في فيلم «الرحلة الكبرى» سنة 2005، كما حصل على الجائزة نفسها في إحدى دورات مهرجان «مار ديل بلاتا» بالأرجنتين.
ومن بين الأعمال البارزة للفنان محمد مجد: مسلسل بوعزة الحكيم، مسلسل لا تبحثوا عني، مسلسل ذئاب في الدائرة، مسلسل سرب الحمام، فيلم ولد الحمرية، فيلم شادية، فيلم أمواج البر، فيلم طيف نزار، مسلسل جنان الكرمة، مسلسل صقر قريش، فيلم وبعد، فيلم رحيل البحر، فيلم شظايا الماضي، مسلسل ربيع قرطبة، فيلم نافح العطسة، فيلم طريق مراكش، فيلم الطريق الصحيح، فيلم فطومة، فيلم حكاية زروال، فيلم الحي الخلفي، فيلم عن الرجال والبحر، مسلسل علي بابا والأربعين حرامي، فيلم ياسمين والرجال، فيلم سميرة في الضيعة، فيلم طريق العيالات، فيلم خيط البحرار، فيلم غني يا فاطمة، فيلم سيدة الفجر، مسلسل أرض الضوء، مسلسل المجدوب، سيتكوم ياك حنا جيران، سيتكوم ديما جيران، فيلم القرصان الأبيض، فيلم ملاك، مسلسل الحياني، فيلم الزيرو، فيلم كان يا مكان، وفيلم زينب زهرة أغمات.
عن عمر ناهز 73 عاماً، توفي محمد مجد صبيحة يوم الخميس 24 يناير 2013 حيث أثر عليه المناخ والتكييف الذي تعتمد عليه فنادق دبي، مما جعله يضطر إلى الاستعانة بتقنيات التنفس الاصطناعي في رحلة العودة بالطائرة وبعد وصوله إلى المغرب أجرى فحوصات طبية أكدت إصابته بمشاكل في التنفس استدعت نقله إلى العناية المركزة، غير أن تدخلات الأطباء لم تنفع لإنقاذه، لتوافيه المنية مخلفا إرثا فنيا كبيرا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى