السياسة

ناشطة تشوه وتمزق صورة صاحب وعد بلفور احتجاجًا على الحرب في غزة

احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة الفلسطيني قامت ناشطة بإتلاف لوحة لوزير الخارجية البريطاني الراحل، آرثر جيمس بلفور، صاحب وعد بلفور الشهير الذي وعد فيه الإسرائيليين بوطن قومي في فلسطين،

وقالت منظمة العمل الفلسطيني Palestine action على موقعها الرسمي إن الناشطة قامت برش لوحة رسمها فيليب ألكسيوس دي لازلو عام 1914 للورد آرثر جيمس بلفور، المدير الاستعماري والموقّع على وعد بلفور، داخل كلية ترينتي التابعة لجامعة كامبردج.

وأشارت إلى أن الناشطة قامت أولاً برش اللوحة بالطلاء الأحمر الذي يرمز إلى سفك دماء الشعب الفلسطيني منذ صدور وعد بلفور عام 1917 حتى الآن، كما قامت بتمزيق لوحة صاحب الوعد الذ وضع البذرة لسفلك كل هذه الدماء.

ونشرت المنظمة على حسابها بموقع X مقطع فيديو للناشطة وهي ترش الطلاء وتمزق لوحة اللورد بلفور، مشيرة إلى أن إعلان بلفور الذي صدر عام 1917 كان سببًا في خسارة الفلسطينيين لوطنهم.

وأوضحت أن الناشطة قامت بهذا الفعل للتأكيد على الدور التاريخي والحالي لبريطانيا في احتلال فلسطين، قائلة إن “الوعد الذي كتبه بلفور عام 1917 كان سببًا في بداية التطهير العرقي في فلسطين، من خلال وعد بأراض لم يكن للبريطانيين أي حق فيها أبدًا”.

وفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد صدر وعد بلفور عام 1917، وكان عاملًا رئيسيًا في إقامة دولة لليهود على أرض فلسطين المحتلة عام 1948، بينما ما زال الفلسطينيون ينتظرون إقامة دولتهم المستقلّة على أرضهم حتى الآن.

وفي الثاني من نوفمبر 1917، بعث وزير خارجية بريطانيا آنذاك، آرثر جيمس بلفور، الذي تولى فيما بعد منصب رئيس الوزراء، رسالة إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية، عُرفت فيما بعد باسم “وعد بلفور”.

وجاء في نص الرسالة: “حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل عظيم جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية”. وزعم بلفور في رسالته أن بريطانيا ستحافظ على حقوق القوميات الأخرى المقيمة في فلسطين، وهو ما لم تلتزم به.

وتزامن الوعد مع احتلال بريطانيا كامل أراضي فلسطين التاريخية خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918). وبعد مرور عام، أعلنت كل من إيطاليا وفرنسا موافقتها عليه، ثم تبعتها موافقة أمريكا عام 1919، ثم لحقت اليابان بالركب في العام ذاته.

وخلال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين (1917-1948)، عملت لندن على استجلاب اليهود من كافة دول العالم إلى أراضي فلسطين المحتلة، وتنظيمهم وتقديم الدعم لهم لتأسيس دولة إسرائيل.

ووفقًا لموقع Palestine action فإنه عندما أصدر آرثر بلفور ببناء “وطن قومي للشعب اليهودي” في فلسطين، لم يكن غالبية السكان الأصليين من اليهود.

وأشار على أنه بعد الإعلان، وحتى عام 1948، أحرق البريطانيون قرى السكان الأصليين لتمهيد الطريق لتوطين اليهود القادمين من جميع انحاء العالم؛ وترافق ذلك مع عمليات القتل التعسفي، والاعتقالات، والتعذيب، والعنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب ضد النساء والرجال، واستخدام الدروع البشرية، وإدخال عمليات هدم المنازل كعقاب جماعي لقمع المقاومة الفلسطينية.

وكان البريطانيون يبادرون بالتطهير العرقي لفلسطين، لتحقيق هدف بناء وطن لليهود فوق الأراضي التي كانت تقع عليها المجتمعات والبلدات والقرى والمزارع وأراضي الأجداد الفلسطينية الغنية بالتراث والثقافة والتاريخ الأثري القديم.

ويشير الفلسطينيون إلى هذه الفترة باسم “النكبة”، حيث قامت الميليشيا الصهيونية، التي دربها البريطانيون عام 1948 بإجبار أكثر من 750 ألف فلسطيني على النزوح، ودمرت أكثر من 500 قرية، وأجبرت من بقوا على العيش تحت حكم الاحتلال الوحشي.

ومنذ عام 1948، واصلت إسرائيل عمليات التطهير العرقي للشعب الفلسطيني، والتي بلغت ذروتها حاليًا بارتكاب إبادة جماعية مكثفة في غزة، أطلق عليها كثيرون اسم “النكبة الثانية”.

وفي الأيام الـ 154 الماضية من الحرب على غزة، قتلت إسرائيل أكثر من 30 ألف فلسطيني، وأصابت أكثر من 72 ألف آخرين، وشردت أكثر من 1.9 مليون شخص يمثلون 80% من سكان غزة.

وأكدت المنظمة إلى أن دعم بريطانيا لاستعمار فلسطين مستمر منذ عام 1917 حتى الآن، مشيرة إلى أن شركة إلبيت سيستمز، أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل، والتي تستخدم الفلسطينيين الأسرى في غزة كمختبر بشري لتطوير أسلحتهم، تستخدم بريطانيا كموقع تصنيعي.

وتزعم المنظمة أن صناع الأسلحة الإسرائيليين يقومون بتصنيع الأسلحة في المصانع في جميع أنحاء البلاد ويعملون بشكل وثيق مع الحكومة البريطانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى