ثقافه وفنون

برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم .. القى الأستاذ الدكتور/ أيمن وزيري أستاذ الآثار المصرية محاضرة بعنوان دراسة لغوية مقارنة بين اللغتين العربية والمصرية القديمة

القى الأستاذ الدكتور/ أيمن وزيري أستاذ الآثار المصرية المساعد بكلية الآثار جامعة الفيوم ورئيس اتحاد الأثريين المصريين محاضرة على هامش المؤتمر بعنوان دراسة لغوية مقارنة بين اللغتين العربية والمصرية القديمة في مفاهيم أنساق التكرار البديعي الإيقاعي والدلالي وماهيات التوارث الفكري والحضاري وذلك في المؤتمر الدولي السادس للغة العربية الذي نظمه المجلس الدولي للغة العربية  في دبي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي حفظه الله.

وذكر الدكتور/ أيمن وزيري أنه مما لا شك فيه أنه من الأمور الخارقة للعادة في تاريخ اللغات ، أن تحيا وتزدهر اللغة المصرية القديمة لفترة تزيد عن الخمسة آلاف عام. ومن المعروف أنه قلما تنعزل لغة عن بقية اللغات ، وعادةً ما يكون لها شبه بلغات أخرى تكون معها مجموعة ، وتتكون الأسرة اللغوية من هذه المجموعات.18386881_1137632236364370_1557399872_n

هذا وتحتوى اللغة المصرية القديمة على ثلاثمائة أصل مشترك مع اللغة السامية وأكثر من مائة أصل مشترك مع اللغة الحامية ، وعلى ذلك فإن الماضي اللغوي يؤكد الدليل الجغرافي.

ولما كانت مصر تقع في مفترق الطريق الموصل بين آسيا وأفريقيا ، فقد احتوت لغة المصريين القدماء على ألفاظ يتجلى فيه الأثر الإفريقي والسامي ، ومع ذلك فمن الضروري أن نقرر طرافة هذه اللغة وتفردها. والمُلفت للنظر أن بعض الكلمات التي نستعملها الآن في أحاديثنا اليومية أصلها مصري قديم ، فلا نـزال نعيش في الجو الذي كان يعيش فيه المصريون القدماء ، سواء من ناحية العادات أو التقاليد أو اللغة ، بل أننا مازلنا نستعمل بعض الكلمات نفسها ، والعبارات التي كانوا يتكلمونها ، دون أن نفطن إلى ذلك ، رغم مضىّ أكثر من خمسة آلاف عام.18361130_1137631853031075_1093494296_n

وبدراسة اللغة العربية واللغة المصرية القديمة تبين أنهما من أصل واحد ثم افترقتا بما دخلهما من القلب والإبدال كما حدث في كل اللغات القديمة.  فالألفاظ العربية لها مثيلها في اللغة المصرية القديمة ، وقد بقيت اللغة القبطية – وهى آخر مراحل تطور اللغة المصرية القديمة – متداولة في البلاد حتى القرن السابع الميلادي ، ثم حلت محلها اللغة العربية، وأصبح استعمال اللغة القبطية مقصوراً على الطقوس في الكنائس. وفى مصر الآن تختلف اللغة الدارجة في كل محافظة أو مركز، عنها في مكان آخر ، فالتأثيرات الجغرافية لها تأثير كبير على اللغة، فهي تكون اللغة كما تكون الأشخاص، واللغة المصرية القديمة عامل قوي ومؤثر في اللغة العربية الدارجة كالتقاليد والعادات المصرية القديمة والمتوارث منها.واللغة المصرية القديمة فيها الاسم الجامد، والمشتق، والفعل بأزمانه، والظرف(ظرف الزمان وظرف المكان) ، وحروف العطف ، والتذكير والتأنيث ، ثم المفرد والمثنى والجمع، والضمائر المتصلة والمنفصلة، والبناء للمعلوم والمجهول ، والصفة تتبع الموصوف ، والإضافة المباشرة ، والإضافة باللام (كقولك كتاب محمد وكتاب لمحمد) ، ثم النسب بالياء ، وفيها الحال والتمييز ، والجملة الاسمية والجملة الفعلية وما إلى غير ذلك سبيل، ولعل الأكثر دلالة على صلة الرحم القديمة بين اللغة المصرية القديمة واللغة العربية هو وجود صلات جوهرية بين قواعد النحو في كل منهما ، على الرغم من اختلاف صور الكتابة بينهما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى