السياسة

استقلال كردستان..يعيد تشكيل الشرق الأوسط؟! .. حقائق قد لا تعرفها عن الأكراد

اعداد – علي خليل

يشارك نحو 5 ملايين نسمة في مناطق خاضعة لسيطرة الأكراد في شمال العراق في استفتاء غير ملزم على الاستقلال اليوم الاثنين. وسيجيب المشاركون في الاستفتاء بنعم أو لا على سؤال “هل تريد إقليم كردستان والمناطق الكردية خارج إدارة الإقليم أن تصبح دولة مستقلة؟”

قالت صحيفة “ناشينال إنترست” الأميركية إن “استقلال إقليم كردستان وانفصاله عن العراق سيعيد تشكيل خريطة الشرق الأوسط من جديد”.

وأشارت الصحيفة، في عددها الصادر امس، إلى ضرورة أن تبحث الولايات المتحدة الأميركية عن إمكانية ما وصفته بالتعاون الوثيق مع الأكراد في حال قرروا الانفصال، متسائلةً عن “الأسباب التي يمكن أن تجعلهم يثقون بحكومة بغداد بقيادة شيعية (حيدر العبادي)، في وقت لا يثق به العرب السنة بالعراق”.

وبالنسبة للولايات المتحدة، تقول الصحيفة، فإن المسألة تتعلق بكيفية رؤيتها لمستقبل الشرق الأوسط وعلاقتها بالدول القومية، وهو ما يستدعي من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إيجاد رؤية شاملة لأهداف بلاده الإقليمية في المنطقة.

وأشار الصحيفة إلى أنه على الرغم من انضمام أميركا لمجموعة الدول الرافضة للاستفتاء، لكون واشنطن تريد “عراقاً مستقراً وآمناً وموحداً”، بحسب بيان للخارجية الأميركية، فإنها في الوقت ذاته تتصرف بواقعية في حال أصر الأكراد على إجرائه.

وتصويت الأكراد، المقرر يوم غدٍ الإثنين، بنعم سيمنحهم تفويضاً شعبياً للانفصال عن العراق، عبر التفاوض وليس الخروج المباشر، كما يحدث حالياً في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ومنذ أجبر الأكراد قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على الانسحاب من المناطق التي يسيطرون عليها الآن سنة 1991، وهم يتمتعون بشبه استقلال وحكم ذاتي، وعقب 2003 أنشؤوا مؤسسات مستقلة، من بينها برلمان ووزارات وقوات مسلحة.

كما أن الأكراد تلقوا تأكيدات من شركائهم الشيعة بأن يبقى الإقليم الكردي متمتعاً بشبه استقلالية عن حكومة المركز في بغداد، ويحصل على جميع الموازنات المخصصة له قبل أن يجري تفاوض على المناطق المتنازع عليها كما عرّفها الدستور العراقي، غير أن ذلك لم يحصل، وهو ما دفعهم إلى إعادة طرح سيناريو الانفصال.

وفي سياق قريب تقول الصحيفة إن “الولايات المتحدة عليها وضع استراتيجية جديدة للتعامل مع الشرق الأوسط الذي يتشكل من جديد، فإدارة ترامب ركزت على هزيمة تنظيم الدولة وتحجيم نفوذ إيران”.

ويجب التركيز على إيران في معادلة الشرق الأوسط الجديد الذي يتم تشكيله على أنقاض “الدول القومية”، كما يجب التصدي لأوجه القصور في الاتفاق النووي (بين واشنطن وطهران سنة 2014)، إذ إن إيران تشكل تهديداً استراتيجياً أكبر بكثير من ذاك الذي تشكله “داعش”، على حد رأي الصحيفة.

وتختم الصحيفة أنه “في الوقت الذي نجحت فيه واشنطن بمهمتها الأولى في هزيمة التنظيم، فإن الاستراتيجية الثانية لا يبدو أنها تسير بشكل جيد، على الرغم من أن أميركا استعانت بإيران تكتيكياً للقضاء على “داعش”، فإن ذلك لم يكن استراتيجياً”.

حقائق قد لا تعرفها عن الأكراد

التاريخ

الأكراد هم أكبر مجموعة عرقية ظلت بلا دولة عندما قسمت بريطانيا وفرنسا، القوتان الاستعماريتان المنتصرتان في الحرب العالمية الأولى، الإمبراطورية العثمانية. وظل حوالي 30 مليون كردي بالمنطقة متناثرين في أربع دول هي العراق وإيران وتركيا وسوريا وعانوا جميعا الاضطهاد وكثيرا ما حرموا من الحق في التحدث بلغتهم. وفي عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عانى الأكراد حملات لاقتلاعهم من مناطقهم.

لماذا الاستفتاء؟

تقول حكومة إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق إن الحكومة المركزية في بغداد لم تحترم الحكم الذاتي الذي حدث بعد الإطاحة بصدام حسين عام 2003 في غزو قادته الولايات المتحدة.

لماذا الآن؟

تقول حكومة إقليم كردستان إن الاستفتاء يقر بالمساهمة الحاسمة التي قدمها الأكراد في مواجهة تنظيم “داعش” بعد انهيار الجيش العراقي أمامه عام 2014 وبعدما بسط سيطرته على ثلث العراق.

وستكون نتيجة الاستفتاء تصويت الأغلبية “بنعم” على الأرجح. وتخطط حكومة إقليم كردستان التي يقودها مسعود البرزاني إلى استخدام هذا التصويت كتفويض شرعي للضغط من أجل إجراء مفاوضات مع بغداد ودول الجوار للوصول إلى الاستقلال.

لماذا تعارض الحكومة المركزية الاستفتاء؟

تعتقد بغداد أن التصويت قد يحدث انقساماً فوضوياً بالعراق في الوقت الذي يكافح فيه من أجل إعادة الإعمار وعودة اللاجئين. وهي تعرض إجراء محادثات لحل النزاعات على الأراضي وموارد الطاقة والمشاركة في السلطة بما في ذلك وضع منطقة كركوك المتعددة الأعراق الغنية بالنفط.

لماذا تعارض تركيا وإيران الاستفتاء؟

يخشى جيران العراق من انتقال عدوى الانفصال إلى سكانهم الأكراد. وبتركيا أكبر أقلية كردية بالمنطقة، وهي تقاتل لإنهاء تمرد كردي في جنوبها الشرقي منذ عام 1984. أما الأكراد الإيرانيون فقريبون ثقافيا من أكراد العراق ويتحدثون اللغة الكردية ذاتها. كما أن طهران قريبة من الأحزاب السياسية التي تحكم العراق أو تتولى مواقع أمنية أو حكومية مهمة منذ عام 2003.

من أيضا يعارض الاستفتاء؟

الاستفتاء يعارضه الجميع تقريبا بما في ذلك الولايات المتحدة والأمم المتحدة خشية زعزعة استقرار العراق في وقت لم تضع فيه الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية أوزارها.

لماذا برزت كركوك كبؤرة للتوتر؟

كركوك مدينة متعددة الأعراق تقع خارج إقليم كردستان ويقطنها أكراد وتركمان وعرب ومسيحيون آشوريون. ولدى كركوك احتياطيات نفطية كبيرة وهي تصدر النفط الخام من خلال خط أنابيب عبر البحر المتوسط يمر من إقليم كردستان العراق وتركيا. وإذا قررت تركيا إغلاق خط الأنابيب فسيحرم ذلك حكومة كردستان في أربيل من معظم دخلها من العملة الصعبة.

أهمية إقليم كردستان لأسواق النفط

ينتج إقليم كردستان العراق نحو 650 ألف برميل نفط يوميا من حقولها بما في ذلك حوالي 150 ألف برميل من مناطق كركوك المتنازع عليها. ويمثل إنتاج الإقليم 15 في المئة من إجمالي الإنتاج العراقي ونحو 0.7 في المئة من إنتاج النفط العالمي. وتطمح حكومة إقليم كردستان إلى إنتاج ما يربو على مليون برميل نفط يوميا بحلول عام 2020.

أهمية إقليم كردستان لشركات النفط

تهيمن شركات نفط متوسطة الحجم مثل جينيل ودي.إن.أو وجلف كيستون ودانة غاز على إنتاج النفط في كردستان. ولدى شركات النفط الكبرى مثل شيفرون وإكسون موبيل وروسنفت مشروعات أيضا في كردستان لكن أغلبها في المرحلة الاستكشافية. غير أن شركة النفط الروسية العملاقة روسنفت أقرضت حكومة إقليم كردستان ما يزيد على مليار دولار بضمان مبيعات النفط وتلتزم بأربعة مليارات دولار إجمالا لمشاريع مختلفة في كردستان. وأقرضت مؤسسات تجارية دولية، مثل فيتول وبيتراكو وترافيجورا وجلينكور، نحو ملياري دولار إجمالا لكردستان بضمان مبيعات النفط. وقدمت تركيا أيضا 1.5 مليار دولار في المجمل دعما لأربيل في العامين الأخيرين.

من يحق لهم التصويت وأين؟

يحق التصويت لجميع السكان المسجلين الأكراد وغير الأكراد في المنطقة الخاضعة للأكراد بشمال العراق. وتشمل المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد مناطق داخل الحدود الرسمية لإقليم كردستان ومناطق محيطة سيطرت عليها قوات البشمركة خلال حربها مع “داعش”. وتقع كركوك خارج إقليم كردستان وتطالب بغداد بالسيطرة عليها.

وسيسمح للنازحين داخليا من المناطق المتنازع عليها بالتصويت. كما سيسمح للأكراد العراقيين المقيمين بالخارج بتقديم بطاقات اقتراع إلكترونية يومي 23 و24 أيلول.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى