لم يدر بمخيلة الفتي النحيف الصغير وهو يغادر بوابات الوطن أن المستقبل يحمل له احداثا متلاحقه يأس واحباط وحزن وجع وفقر وحرمان وظروف معيشيه لا يتحملها الكثير من البشر ولكن لأنه يمتلك اراده من فولاز وقلب من دهب وطموح ليس له حدود وقدره هائله علي التحمل وايمانأ لايشوبه مجرد الشك أن ألله لا يضيع ابدأ أجر من أحسن عملا وكانت البدايه في العاصمة النمساويه الجميله فيينا والتي شهد فيها الفتي الصغير أصعب مراحل حياته ومن فيينا إلي كوبنهاجن بدأ الفتي المصري الصغير رحلة التسلق فوق أسوار النجاح والتي شهدت صعاب لا يعلم حجمها إلا الله سبحانه وتعالى ومن غاسل صحون إلي مدير لأحد أهم وأكبر فنادق كوبنهاجن..بعدها قرر الفتي المصري أن يستقل عن الآخرين وإلا يعمل عند أحد وكانت هذه هي الخطوه الحقيقيه ونقطة البدايه نحو الانطلاق في صاروخ النجاح حتي أصبح عنان الجلالي هو أصغر مؤسس وصاحب مجموعة فنادق علي مستوي العالم وهي مجموعة فنادق هلنان العالميه
سألت عنان الجلالي ونحن علي أعتاب عام جديد ٢٠٢٣..هل لو عادت بك الايام والسنين للبدايات هل كنت ستختار نفس المسار وتخوض نفس الرحله ..ابتسم الرجل وراح ينظر في السماء وكأنه يخترق ذاكرة تضرب في أعماق سنوات طويلة.. ورحلة مليئه بالاسرار رحلة الألف ميل التي بدأت بخطوات فشل تبعتها خطوات تحدي ودموع وطموح وسهر وعناء وسفر إلي بلاد الله خلق الله بدون هدف وبدون مأوي وبدون أموال.. دون مسانده من مخلوق مكتفيأ بمساعدة الله عز وجل وتوفيقه..يتذكر الرجل رحلة الفتي المصري الصعيدي ابن أسيوط وحفيد الإمام جلال الدين السيوطي صاحب التراث الأدبي والعلمي والانساني في كل مجالات الحياة وكأنها رحلة الإبداع التي تتوارثها الأجيال وتجعل عنان الجلالي يؤكد بعد كل هذه الرحله أن كل نجاح له ثمن وأنه بعيدا عن كل ما ناله من القاب ملكيه وعلميه وجبل النجاح الذي تسلقه ووقف علي قمته فانه سعيد جدآ بهذه التجربة الإنسانيه النادرة والتي يتمني أن تظل منهجا ونبراسا للأجيال القادمة
