مقالات

في مصــــر مازال مسلسل الاهمال وعدم الرقابة وقلة الضمير في التأمين الصحي والمستشفيات الحكومي امراً عادياً – بقلم – انجي شاكر

 في مصر فأنت مُدان عندما تحاول ان تُبلغ عن الفساد او الاهمال فتصبح انت المخطئ وتحول الي التحقيق ,نعم فنحن أمام اهمال عمداً ومقصود من أجل لجوء المرضي للمستشفيات الخاصة .

فأنت امام خيارين وهو دفع الاف الجنيهات او الموت بجانب السور التي لايقدر الفقراء علي دفع تكاليف علاجها فهكذا هو الحال التي وصلت اليها المستشفيات الحكومية من اهمال ولامبالاه بأوجاع والام المرضي الفقراء وسوء التعامل الغير أدمي اللذين لايملكون رفاهية العلاج علي نفاقتهم الخاصة وايضا التعامل اليومي الغير انساني بين المرضي وبين العاملين في المستشفيات من اول أمن المستشفي لأكبر دكتور مسئول القائمين علي تقديم الخدمات الصحية ونقص الامكانيات والادوية التي من المفترض انها مجانية واقل شيئ ممكن تقديمه للمريض , ترتب عليه تأخير مصر الي المركز 71 علي مستوي الصحة في العالم وفق منظمة الصحة العالمية.

فان المستشفيات الحكومية بها نقص في الادوية في كل المحافظات وضعفها في القري والريف والعجز بالنسبة للأطباء الاخصائيين , فنحن نعكس الحاله التي وصلت اليها المستشفيات الحكومية في مصر وسط غياب الدور الرقابي لوزارة الصحة , ومن صورالاهمال والفساد في اغلب المستشفيات هي الاهمال بالنظافة الي وجود قطط وفئران ودورات مياه قذرة تفوح منها أبشع الروائح غير أدمية وأحياناً لن تجد بها مياه وداخل الحجرات وغرف العيادات سراير مليئة بالبقع الملوثة وأرضيات لم تطلها يد النظافة فهي لاتصلح لمعالجة الحيوانات , ونتساءل دائما لماذا يزداد اعداد المواطنين الذين يصابون بالسرطان وفيرس سي !؟

ياله من سؤال أحمق بل واهدار الارواح عن طريق ترك الاجهزة التالفة بدون صيانة دورية وخصوصاً بالعناية المركزة والبطء في نقل الحالات الي مستشفيات اخري عندما تكون الحالات خطيرة لان علاجها غير موجود بالمستشفي وعدم توافر التمريض الكافي والشكوي المستمرة ايضا من عدم وجود سرائر, والموجود به عُطل ويحتاج لصيانة وعدم توافر الحضانات بالشكل الكافي وعدم توافر الادوية والاجهزة غير المتوفرة وبسؤال المسؤلين تكون الاجابة النموذجية هي عدم توافر مبالغ مالية من اجل شراء اجهزة متطورة او اصلاح وصيانة الاجهزة التالفة ليس في الاقسام العادية فقط بل بالعناية المركزة واقسام العلاج الخطرة ونقص المقابل المادي للعاملين .

كما لفت انتباهي في احدي المستشفيات ورقة مكتوب عليها ( المصعد معطل ) علماُ بأن هذه العيادات يوجد بها اقسام قلب ,أشعة , عظام.. ألخ ومعظم المرضي (كبار في السن محالين علي المعاش) أي لايستطيعون صعود السلم فما بالك عندما يأتي رجل مُسن او شخص مريض بالقلب او قدمه مكسورة ! إذنً فأين الانسانية ! والشكوي من سوء معاملة بعض الممرضات والعاملين بصيدليات العيادة للمرضي وكأن المرضي جائوا ليتسولوا منهم الدواء. وعلي سبيل المثال وجود خلل كالعادة في احد اجهزة الاوكسجين في احد المسستشفيات الحكومية مما أدي لوفاه المريض في الحال .

والبطء في اسعاف بعض الحالات مما يوجد فتيات يعملن بالتمريض مع جهلهن بكل مايجب ان يقومون به , فقد تبين ان بعضهم ليسوا حاصلين علي شهادات تمريض ولا متعلمين من الاساس .

فالمسؤلون يقومون بالانكار عند الوقوع بأي خطأ , فكلنا نسمع من الوقت للأخر عن الخطا الطبي بالحضانات وانقطاع الكهرباء عنها مما يؤدي لوفاه المولود او اصابته بالعمي او الشلل ومن أبرز الحالات ماحدث مع مريضة رفض اطباء في احدي المستشفيات قبول حالاتها وذلك لعدم متابعتها مع عيادات الاطباء الخارجية رغم وجود خطر علي الجنين في حاله الانتظار وعدم تقديم العلاج لها , ورفض تجاهل اجراء العمليات الجراحية بالعين او تأجلها لشهور فيؤدي الي المضاعفات وفقد البصر في بعض الحالات , أيضـاً شكوي المرضي من معالجة أطباء الامتياز لهم دون رقيب مما يتسبب في خطأ في التشخيص وبالتالي في العلاج الخطأ.

ومعظم الاطباء في المستشفيات وعيادات التأمين الصحي لا يلتزمون بالمواعيد المحددة في الفترة الصباحية رغم تكدس الحالات ولايقومون بالكشف بضمير عليهم بل يكتفون بسماع الاعراض من فم المريض وكتابة (اللي يقدره عليه ربنا من علاج) , والمريض لاحول له ولا قوة.

فأغلب الحالات تأتي من الفجر واوقات تأتي من محافظات أخري جالسه أمام المستشفي او العيادة منتظرة موعد فتح ابوابها في الثامنة صباحاً حتي يضمن له دوراً في اول كشف , ثم عليه الانتظار ساعتين او اكثر حتي يأتي الطبيب , ومن المفترض ان لكل طبيب له عدد حالات يومياً ولكن الطبيب لا يلتزم أبداً بذلك حتي يتمكن من الانصراف في اي وقت , ومن الاهمال والفساد في المستشفيات والتأمين الصحي الي الأدوية (ياقلبي لا تحزن )

فالشكوي المستمرة هي نقص الادوية بالصيدلية الداخلية بالمستشفي وعدم وجود الدواء البديل ففي بعض المستشفيات لايوجد غير قطرة العين فقط وليس لها قيمة فهي ماء مقطرة . وعلي مريض التأمين الصحي تحمل تكلفة علاجه علي نفقته الخاصة من الصيدليات الخارجية ومع وجود زيادات في اسعار الادوية من اليوم للتالي في كل يوم نسبة زيادة وعدم الالتزام بالزيادة العامة فكل مكان له سعره وكأنه (محل بقاله ) والمعاناه من اختفاء بعض الادوية وارتفاع اسعارها بشكل متكرر ويومي وصل لـ 60% وبعض الادوية وصل اسعارها لـ 100% فهي كارثة في حق المواطنين البسطاء ولا حياه لمن تنادي وسط نقص كبير في الادوية المستوردة وكل الادوية الخاصة بالأمراض المزمنة فأكثر الادوية المستوردة ليس لها بديل مصري والعكس !

فمعظم الحالات يرفضون البديل المستورد لانه الاغلي ! ففي كل الازمات كان من المحتمل تجاوزها من جانب المواطنين مثل ازمة السكر او الزيت او القوت اليومي علي رغم معاناه المواطن المصري , ولكن لايمكن ان يتجاوز المواطن أزمة نقص الدواء او ارتفاع اسعاره ، ومن اسباب اختفاء العديد من الادوية المستوردة يرجع الي الشركات المحتكرة لحجبها بالمخازن ومنع بيعها للصيدليات المختلفة منتظرين الزيادة الرسمية

انجي شاكر

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى