رأي عرب تليجراف : (السادس من أكتوبر… حين استيقظت الأمة على صوت الكرامة)

في مثل هذا اليوم، لم تنتصر مصر فحسب، بل استيقظت أمة بأكملها من سباتها الطويل.
السادس من أكتوبر لم يكن مجرد معركة عسكرية، بل تحول حضاري وإنساني أعاد للعرب ثقتهم بأن الهزيمة ليست قدرًا، وأن الإرادة قادرة على قلب الموازين مهما كانت السماء ملبدة باليأس.

52 عامًا مضت، وما زال صدى العبور يعلو على كل ضجيج السياسة.
عبور قناة السويس كان عبورًا من الانكسار إلى الكبرياء، من التبعية إلى السيادة، ومن فقدان الثقة إلى ميلاد الوعي.
لقد كان نصر أكتوبر إعلانًا عربيًا بأن الكرامة لا تُستعاد بالمفاوضات وحدها، بل بالتضحية والإيمان والعمل المشترك.

لم تكن معجزة أكتوبر وليدة صدفة أو لحظة حماس، بل ثمرة عقل عسكري مصري واعٍ، ووحدة عربية حقيقية، شاركت فيها دماء من مصر وسوريا والعراق والمغرب والسودان وغيرها من الأقطار التي آمنت أن المصير واحد.
تحت راية “الله أكبر” توحّد الصوت العربي، فارتبك العدو الذي ظن أن الأرض لا تُسترد، وأن الجندي العربي لا يقاتل إلا دفاعًا عن الخوف، لا عن الشرف.

واليوم، ونحن نستحضر تلك اللحظة الخالدة، يتأكد لنا أن أكتوبر لم يكن نهاية المعركة بل بدايتها — معركة وعي وهوية وسيادة.
فما نواجهه اليوم من حروب ناعمة وتحديات اقتصادية وإعلامية لا يقل خطرًا عما واجهه الجنود على الجبهة.
العدو تغيّر شكله، لكنه لم يغيّر هدفه؛ وما زالت معركة استرداد الإرادة مستمرة، لكن ساحتها أصبحت العقول والاقتصاد والوعي العام.

إن إحياء ذكرى أكتوبر ليس طقسًا وطنيًا فحسب، بل رسالة إلى الأجيال الجديدة بأن الوطن لا يُبنى بالشعارات، بل بالعرق والانتماء والعزم.
وأن الجيش المصري الذي حمى الأرض بالأمس، ما زال يحمي حدود الوعي اليوم، ويقف سدًا منيعًا أمام كل محاولة لكسر إرادة هذا الشعب العظيم.


🖋️ عرب تليجراف – كلمة الموقف
“في أكتوبر انتصر السلاح… واليوم يجب أن ينتصر الوعي.”

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى