جوع ومرض وقتل العشوائي .. مأساة يعيشها المواطن السوداني على مرأى ومسمع من العالم؟

لا تزال الانتهاكات والجرائم التي ترتكب ضد المدنيين خلال الصراع الدائر للعام الثالث على التوالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تمثل جرحا نازفا يدمي القلوب في واحدة من أبشع الجرائم في العصر الحديث، حيث يعيش المواطن سواء كان صغيرا أو كهلا كابوس القتل من الطرفين، لأنه متهم دائما بالخيانة.
إلى متى تظل معاناة المواطن السوداني الذي يعيش المجاعة والمرض والقتل والجرح والرعب في كل دقيقة تحت آلة قتل عمياء لا تميز بين الكبير والصغير أو المرأة أو الطفل..بل يتم إطلاق القنابل وقصف المنازل بشكل عشوائي بلا رحمة أو خوف تحت شعارات تبرأ منها المواطن الذي خرج قبل أعوام للمطالبة بالحرية والعدالة؟
بداية، تقول لنا مهدي عضو الهيئة القيادية للقوى المدنية المتحدة “قمم”، والقيادية في تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”ما يحدث في نيالا والفاشر ليس معركة بين طرفين بل عملية إبادة ممنهجة يقودها جيش فقد بوصلته الأخلاقية والسياسية يرى في كل مدني عدوا محتملا ويعامل الجميع كخصوم لا كمواطنين”.

وقود الحرب

وأضافت في حديثها لـ”سبوتنيك”: “الصمت الدولي شريك في الجريمة لكنه لا يبرئ من ينفذها ومن يضغط الزناد ومن يقصف الأسواق و يحاصر المستشفيات لا يمكنه أن يدعي بعد اليوم أنه جيش الشعب، الشرعية لا تستعاد بقصف الأحياء ولا تبنى فوق أنقاض المستشفيات ولا تُحرس بجثث الأطفال، من يرفع شعار الدولة وهو يهدمها هو أول أعدائها”.
من هو كامل إدريس رئيس وزراء السودان الجديد؟ - سبوتنيك عربي, 1920, 01.06.2025

رئيس الحكومة الجديدة في السودان.. 
وتساءلت مهدي: “إلى متى سيبقى المدنيون هم الوقود لهذه الحرب ويترك مصير السودان لمن لا يعرفون حتى ما هى المواطنة والمواطن، لا يعرفون سوى قتل من يخالفهم أو حتى يتوهمون أنه يخالفهم، الأمر الذي أدى إلى تدمير السودان وإلى المجاعة، لا يمكن أن يكون هناك سلام بلا مساءلة، الذين يدعون قيادة البلاد حاليا والكتائب التي تساعدهم لا يحمون الدولة بل يختبئون خلف بعضهم البعض لحماية أنفسهم تحت شعارات الوطنية ويخوضون حربا على الشعب بدلا من قتال الأعداء، ثم يطلبون من العالم الدعم تحت غطاء السيادة والشرعية”.

انتهاكات خطيرة

وقالت مهدي: “في تقرير صادر عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في مارس/أذار 2025 جاء فيه، أن الانتهاكات المرتكبة من قبل الجيش في إقليم دارفور تشمل اعتقال أشخاص لمجرد الاشتباه في انتمائهم الجهوي أو العرقي، ما يعكس مناخا من التمييز والترويع ضد مجموعات سكانية بعينها، كما رصد التقرير عمليات إعدام ميداني دون محاكمة ودفن جماعي في أطراف بعض المدن مثل نيالا والفاشر”.
وتابعت: “الانتهاكات الخطيرة ضد المدنيين في دارفور رسمت ملامح موقف شعبي ناقم داخل دارفور تجاه المؤسسة العسكرية إذ يرى كثير من الأهالي أن القوات المسلحة التي يفترض أن تحميهم أصبحت مصدر تهديد لحياتهم وممتلكاتهم، لقد أثارت عمليات القصف الجوي التي نفذها الجيش في مدن وبلدات دارفور غضبا واسعا، ومن أبرز هذه الأحداث القصف الذي استهدف سوقا مكتظا في بلدة كبكابية شمال دارفور والذي أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى بين المدنيين”.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى