عاجل

خبيران: زيارة ملك المغرب للإمارات تعطي دفعة قوية للعلاقات وتعزز ‏تنفيذ “مشروع خط الغاز”‏

كللت زيارة العاهل المغربي، الملك محمد السادس، إلى الإمارات العربية ‏المتحدة، بالتوقيع على 12 مذكرة تفاهم، وقعها مع الرئيس الإماراتي، الشيخ ‏محمد بن زايد آل نهيان.وجاءت الزيارة في توقيت تشهد فيه القضية الفلسطينية تطورات غير مسبوقة، وسط مطالب تنديد وتحركات من أجل وقف دائم لإطلاق النار.وتعد الإمارات أكبر مستثمر عربي في المغرب والثاني عالميا، بقيمة استثمارات تبلغ أكثر من 50 مليار درهم (نحو 14 مليار دولار أمريكي) مع نهاية عام 2021، وبنسبة مساهمة وصلت إلى 21% من إجمالي رصيد الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المغرب.في المقابل، بلغت قيمة الاستثمارات المغربية في الإمارات 289.9 مليون درهم (نحو 79 مليون دولار أمريكي) بنهاية 2020، وفق بيانات رسمية.

ويرى خبيران أن الزيارة تؤكد عمق العلاقات بين البلدين، وتشمل في شقها الاستثماري والاقتصادي التعاون في عدد من المشروعات على رأسها تمويل خط الغاز “المغربي- النيجيري”، الذي يعرف بعض التحديات بالنظر للاضطرابات في المنطقة الأفريقية.

دفعة قوية لمشروع “خط الغاز”وتمثل مشاركة الإمارات أهمية كبرى بشأن المشروع، الذي كان يمثّل التمويل أهم العقبات أمام تنفيذه. وفي الإطار، قال الخبير المغربي، علي السرحاني، إن “الاتفاقيات تستهدف تمويل مشروع الغاز النيجيري، كما تشمل الاتفاقيات المشروعات المرتقبة خط القطار السريع من القنيطرة إلى مراكش، والذي يتم إنجازه قبل استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم”.ولفت إلى أن “التعاون بين الإمارات والمغرب، يشمل العديد من المجالات، خاصة بعد تأكيد الإمارات مرة أخرى على الوحدة الترابية للمغرب”.ولفت السرحاني إلى أن “اللقاء بين قيادتي البلدين ناقش الملف الفلسطيني، في ظل الحرص على مواكبة القضية الفسطينية بكل تطوراتها، بما تمثله من أهمية للبلدين”.علاقات وطيدة

من ناحيته، قال الباحث السياسي المغربي، نوفل البوعمري، إن “الزيارة التي نظمها ملك المغرب لدولة الإمارات، تعكس أواصر الأخوة التي تجمع بين قائدي البلدين، وهي أواصر تاريخية ضاربة جذورها في تاريخ العلاقة بين المغرب والإمارات، التي تدعم الوحدة الترابية المغربية والسيادة الكاملة للمغرب على كامل ترابه، مما يعكس حجم التوافق الموجود بينهما في مختلف القضايا، ذات الطابع الحيوي”.ولفت إلى أن “الزيارة أتت في هذا الإطار، تجسيدا لكل التقارب الحاصل بين الشعبين وبين قائدي البلدين”.ويرى البوعمري أن “الإعلان الصادر عن الزيارة عكس طبيعة القضايا التي جرى نقاشها بين قائدي البلدين، وهي ذات طابع اقتصادي وسياسي وتنموي، وذات بعد ليس فقط مرتبط بدعم الاستثمار بالمغرب، بل اتخذت طابعا إقليميا منخرطة في ما أعلن عنه الملك محمد السادس في خطاب “المسيرة الخضراء“، من توجه المغرب نحو دعم الاستثمار والتنمية بالمحيط الأطلسي في امتداداته الجغرافية بالجنوب المغربي”.

وأشار البوعمري إلى أن “الاتفاقيات التي أعلن عنها، ترتبط بتقوية الاستثمار في وسط المغرب وجنوبه بصحرائه، كما أن بعض ما تم الإعلان عنه متعلق بالمشروع الكبير الذي وقعه المغرب مع نيجيريا، المرتبط بأنبوب الغاز والذي يعزز الحضور الإماراتي فيه فرصة إنجازه بشكل سريع، خاصة وأنه مشروع ضخم وكبير”.وتابع: “المشروعات المعلن عنها مرتبطة برؤية دعم التنمية الاقتصادية من 2024 – 2029 التي ستعود بالنفع على البلدين من حيث تقوية الاستثمارات، واستفادة رجال الأعمال الإماراتيين من الفرص التي يتيحها المغرب، ذات البعد الإقليمي – الأفريقي، الذي يتكامل مع مشروع السكك الحديدية الرابط بين وسط المغرب بشماله وجنوبه”.ويرى أن “الإعلان الصادر عن الزيارة يعكس طبيعة الثقة التي تجمع البلدين وحجم الرهانات الاقتصادية المشتركة، التي سيستفيد منها كل بلد، وستقوي من الشراكة التاريخية التي جمعت الإمارات بالمغرب”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى