السياسة

الكاتيب الصحفى الاستاذ سمير رجب يكتب / حتى.. ولو انسحبوا.. يكفى سفارة المليار دولار..!!

بالرغم من الانتقادات العنيفة التى يوجهها الشعب الأمريكى للرئىس جورج بوش بسبب حرب العراق.. وبالرغم من صيحات الديمقراطيين تحت قبة الكونجرس التى يطالب أصحابها بسحب القوات العسكرية.. رلا أن النوايا مختلفة تمام الاختلاف.. فلا الشعب يريد التفريط فى الغنيمة.. وكأنهم يستثمرون أموالهم اليوم طمعا فى الأرباح الخيالية التى يحصلون عليها غدا.. ولا الديمقراطيون صادقون فيما يرددونه.. لأنهم يعلمون جيدا أنهم إذا تولوا إدارة البيت الأبيض.. فلن يسلموا بسهولة.. الأرض التى دفعوا، وتحملوا الكثير من أجل الاستيلاء عليها..!!

فصيل شيعي يعرض لقطات من الجو "للسفارة الامريكية: لو شئنا لجعلناها هباءً  منثورا | صحافة نت العراق
لقطات من الجو “للسفارة الامريكية

* * *

ثم.. ثم.. إذا افترضنا وقرروا الانسحاب يوما فها هم قد أقاموا «سفارة» تستهدف ترسيخ الاحتلال بما يضمن بقاءه واستمراره.

يعنى -ببساطة- لديها من الإمكانات والقدرة والمقومات ما يجعلها تتحكم فى إرادة العراقيين الذين سيفرضون عليهم ولا شك حكامهم، والأنماط السياسية التى ينهجونها.. و.. و.. ووسائل التصرف فى أهم ثرواتهم.. النفط..!

السفارة التى افتتحتها الولايات المتحدة الأمريكية يوم 11 سبتمبر فى بغداد والتى يقولون إنها أكبر سفارة فى العالم تكلفت 600 مليون دولار بينما الواقع يقول إن هذا الرقم ارتفع إلى مليار دولار.. ومقامة على مساحة 100 فدان ومحاطة بسور يبلغ سمكه 15 قدما من أجل حماية أكثر من ألف موظف ورجل أمن يعملون بداخلها..!

تصوروا.. ألف موظف ورجل أمن.. فماذا عساهم «فاعلين»..؟؟

.. وأى سفارة تلك التى تزخر بهذا العدد.. اللهم إلا إذا كانت لها نشاطات علنية، وسرية.. منها ما يتعلق بالسياسة، والاقتصاد، وشئون الحرب، والاستخبارات.. وغيرها وغيرها..؟؟

* * *

ليس هذا فحسب.. بل إن مقر السفارة يضم 27 مبنى و6 عمارات تضم 619 شقة.. كلها مجهزة بأحدث وسائل التأمين الالكترونى أى أنها فى مجملها لا تختلف كثيرا عن أى «قاعدة عسكرية».. من تلك القواعد المنتشرة فوق أراضى الدول المجاورة وغير المجاورة!!

* * *

على الجانب المقابل.. أليس واردا.. أن يظهر خلال حقبة زمنية معينة «قائد وطنى» يعمل على تحرير بلاده.. فيسعى من ضمن ما يسعى إلى قطع العلاقات مع الأمريكان.. وإغلاق سفارتهم فى بغداد..؟؟

طبعا.. كل شىء ممكن.. لكن متى.. وأين.. فى ظل تلك القبضة الحديدية التى تكبل الإنسان.. والمكان.. وتمنع عجلة التاريخ من الدوران..؟؟

.. ومع ذلك فإن الشعب يوما إذا أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر..!!

وغدا -إن شاء الله- لناظره قريب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى