الادب والثقافة

*شعيرنا والحنطة*

60789926_2320655184888846_3371743867903672320_n

 

شعر : الأمين مسعود
تونس الخضراء.

صه.. يا عالي المقام
الساحة ما تزال ندية
تفوح من ترابها رائحة
تشبه..غزوات الماغول
وغبار خيول..مدربة
على حمل الجريح
والعودة إلى الديار
رأفة بالشيوخ
والنساء..وعصافير
تحلم بلباس العيد
واللعب والمزمار
يا عالي المقام..
جنودك عاثوا..
وجندلوا..وهدموا
ما تبقى لنا من ركن
وأنقاض بيوت..
ما تركوا ملاذا
لا ولا حتى جدار..
أهي أوامركم.؟!.
أم أنها قرارات
مسقطة..تنفذ هكذا
عند الطوارئ..
دون تنبيه!..
أو حتى اشعار
أظنكم..لم تعلموا ؟
أو أنكم تراقبون
من ذلك القصر
الخالد.. تحيطه الأعين
واعلى تقنيات الرؤى
والتنصت و”الصناّر”
يا عاليَ المقام..
أزعجتكم..
سيادة
المبجل المحترم
صاحب السعادة
وسليل الأكابر
والأخيار…
ما ها هنا..تنفذ
العدالة..والحق
ونصرة الضعيف
أظنكم..أخطأتموا
القرار.. أخطأتم الفصل
وموعد الدمار
فكل أهل
عترتي وملتي
دمائهم وردية
شفاههم وردية
والأغلب رعاة
وحاملي المعاول
والبيدر ربيعهم
سلاحهم مناجل..
في قيض صيف حالم
بزرعنا ..وخيرنا
شعيرنا ..والحنطة
المباركة في غمدها
تهلل تكبر.. ترتل
نأكلها تبركا تضرعا
للخالق ..أتقلقون
من ملّة التراب
والطين والخمير
أتقلقون. سادتي
إن مسنا الكساد
وزحف الجراد
ولم نجد في ركننا
رغيفنا.. أو حفنة شعير
ما ذنبنا في الفقر
ما ذنبنا في القحط
أنفرح بالخير
ونشرب العصير
من كل ما خلق..
وعند كل قحط
لا نحسن التدبير
ما هكذا ترد ..لصانعي
الديار وحاملي الشعار
فما عسانا نحن
أصوات المحرومين
أتقلقوا إن قلنا
يا سادتي: لنا..
كرامة ترد
وموطن يرد
وموقف وشحنة
تدوس من تدوس
رقاب الظالمين
من أين قد صنعتم
نحوت الخالدين
قلاع الوافدين
ان لم تكن من قشنا
وريشنا ودأبنا
لكم حفينا فيها
دروب القانطين
لكم سهرنا نبني
طريق العابرين
ممن.. يا سيادة المبجل
سننتم القواعد وسجن
المنسيين
ألم نكن ننادي نريدها
حياة بعزة الضمير
وكف الكادحين
والعدل ليس سيفا
يسلط لقطع
رؤوس الصامدين
السلطة تُدار ليحيا
كل شعب ريادة
الحياة ..
ومتعة الحياة
والكل فيها صانع
لقارب النجاة..
يا عالي المقام
الصمت ليس عار
والفقر ليس عار
العار أن تظل رؤوسنا
تُدار.. بضغطة من زر
يسكتنا الحصار
في كل موعد ..انفجار
ونهرع خرافا تلوذ
بالفرار..
نقرر نعيش..
ونزرع المزارع
العار، ان بكينا ودمعنا
يُشاع
العار لو خنعنا للجبن
والضياع..
للظلم والضباع..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى