مقالات

ذبح خروف العيد أمام الأطفال بين مؤيد ومعارض – بقلم – شيماء الشاعر

   الأضحية سنة نبوية ، نتقرب بها من الله سبحانه وتعالى ، فماذا عن نفسية الأطفال فى حالة رؤيتهم لعملية الذبح مباشرة وسيلان الدم.

حيث يمثل اللعب مع خروف العيد فرحة كبيرة للعديد من الأطفال في الأعمار المختلفة، بل ويتخذ بعض منهم من خروف العيد صديقاً له يجري خلفه ويحاول الإمساك به ويرتبط وجدانياً بهذا المخلوق الجميل، لكن وفي صباح يوم العيد وإن لم يكن هناك تهيئة مناسبة سابقة من الوالدين للطفل عن المفاهيم الأساسية عن هذة السنة المطهرة، فقد تكون الصدمة كبيرة حين يذبح هذا الصديق أمام عينيه. فما هو سن الطفل المناسب  رؤية الطفل لمشهد الذبح من دون أن يمهد له أو أن يعرف السبب الحقيقي وراء ذلك، وأن هذا ليس بعقاب أو عدوانية تجاه الخروف، قد يؤثر على نفسيته ويسبب له الخوف والقلق.

شيماء الشاعر
شيماء الشاعر

رأى مؤيد

أحد الأباء يقول ” تعودنا منذ الطفولة على مشاهدة الذبح مع والدى وأنا الأن احرص بنفسى على ذبح الأضحية وسلخها ويصر أحد أبنائى على مشاهدة ذلك و منهم من يشارك فى عملية التقطيع والسلخ ومنهم من يكتفى بالمشاهدة بالفرحة والتهليل فقط ويذكر أن الدلال الزائد من قبل البعض هو السبب فى وجود الأطفال لا يتحملون ذلك المنظر ، وبالتالى لا يتحمل المسؤلية .

رأي معارض

أحدى الأمهات تروى عندما شاهدت ابنتى وهى فى سن الخامسة من العمر امتنعت عن أكل اللحم وأكتفت بأكل الدجاج والسمك .
فماهو سن الطفل المناسبة لرؤية مشهد ذبح الأضحية ؟وما هو الرأى النفسى

الحقيقة أن مشاهدة الطفل لأحداث يوم النحر المتعلقة بذبح الأضحية إحدى الأمور التى تتسبب فى إثارة حالة من الخلاف بين أختلاف الآراء بين رافض ومؤيد

فأن تقبل الأطفال لذلك المنظر يعتمد على مدى توعيتهم لهذه الشعيرة الدينية ، وكل أسرة ممكن أن تتجنب أى آثار سيئة لهذا الحدث بتوعية الأطفال بالأضحية وأهميتها يجعلها ذبيجة وفداء لإنسان وهى لا شك تساهم فى علاج من المخاوف التى قد تنتباهم عند رؤية مشاهد العنف التى تنتشر فى عصرنا لكى يتعامل معها بشيئ من الواقعية، بالإضافة للسن المناسبة هي سن السعي، الذي وصل إليه سيدنا إسماعيل عليه السلام عندما رأى في المنام أنَّ والده يذبحه وفداه بذبح عظيم، وهي السن التي تبدأ بعشر سنوات فما فوق.
كذلك من الأمور التي يجب أن تلتزم بها الأسرة التي تضحي، ولديها أطفال من الممكن أن يشاهدوا مشهد ذبح الأضحية ، يجب التمهيد للطفل بالتدريج كإخباره أنَ الخروف ضيف مؤقت، وأنَّ لحمه هو نفس اللحوم التي نتناولها ونستمتع بطعمها، وكذلك أنَ كل شيء في الحياة له دور يقوم به والخروف خلقه الله ليقوم بدوره،مع سرد قصة سيدنا إبراهيم مع الاستعانة ببعض الصور أو الأفلام الكرتونية بعد مشاهدتها والتأكد من خلوها من الأخطاء، مع ضرورة الإجابة عن كل أسئلة الطفل وعدم تجاهلها.

-ويجب ألا نعزز وجود علاقة بين الطفل والخروف خلال هذه الفترة ، حتى لا تكون الصدمة مؤثرة عند الطفل الذى ينشأ على علاقة حاطئةو مفهوم خاطئ
ـ زرع العقيدة السليمة في نفوس الصغارو وأنَّ الله لم يأمرنا بشيء إلا وفيه الخير العظيم.
ـ الحرص على عدم السخرية من الطفل في حال رفض الذهاب لمشاهدة الأضحية وعدم التهكم عليه بالألفاظ القاسية، والأهم من ذلك عدم إجباره؛ لأنَّ ذلك من الاحترام لرأي الطفل وذاته .
ـ تشجيعه على المشاركة في سنة سنها الله علينا ولها الأثر الرائع في تقوية وتعزيز شخصيَّة الطفل .

ـ من الجميل إعطاء الطفل دوراً في توزيع لحم الأضحية على الفقراء والمحتاجين والجيران والأهل، فهذا الأمر يقوي لديه الثقة بالنفس، مع الحرص على تدريبه على كيفية السلام والحوار الجيِّد مع الآخرين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى