عاجل

«قم» تنتفض والمتظاهرون يهتفون «الموت لحزب الله».. اعتقال أعداد كبيرة وتهديدات بالقمع

بدلا من أن يتخذ المرشد الإيراني علي خامنئي أو حرسه الثوري إجراءات اقتصادية تطمئن الأسواق الإيرانية، هدد الاثنان بالتصدي لـ«المكدِّرين للأمن الاقتصادي».ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي لخامنئي عنه قوله، الأربعاء، إن على القضاء التصدي لمن يكدرون الأمن الاقتصادي.

وذكر الموقع أن خامنئي قال خلال لقاء مع مسؤولين بالسلطة القضائية: «يجب تأمين المناخ من أجل عمل وحياة ومعيشة المواطنين».

وفي الوقت الذي تحدث فيه قائد بالحرس عن «واجب الإيرانيين مساعدة الحكومة في تجاوز المشاكل الاقتصادية»، لم يحدد كيفية تجاوز المشاكل، وكيف يساعد الإيرانيون في حلها.

ونقلت وكالة «أنباء فارس» عن قائد كبير بالحرس الثوري قوله إنه من الواجب على جميع الإيرانيين مساعدة الحكومة في التغلب على المشكلات الاقتصادية.

وقال الجنرال يحيى رحيم صفوي، وهو أيضا مستشار كبير لخامنئي: «من واجبنا جميعا أن نعمل معا لمساعدة حكومتنا الموقرة وبقية الفروع الحكومية في حل المشكلات الاقتصادية».

وأضاف: «يجب أن نحبط خطط العدو للحرب الاقتصادية والعمليات النفسية».

وكان مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية قال، الثلاثاء، إن واشنطن أبلغت حلفاءها بوقف واردات النفط الإيراني.

وفي الوقت نفسه، أعلن عباس جعفري دولت آبادي، المدعي العام في طهران، اعتقال عدد كبير من المحتجين والتعامل الصارم معهم وعدم الإفراج عنهم وقال: «في الليلة الماضية، تم رصد عدد كبير من مثيري الشغب في السوق وتم اعتقالهم… هؤلاء المتهمون، مثل المتهمين في ديسمبر ويناير الماضيين، لن يتم إطلاق سراحهم حتى المحاكمة. لن تتوانى السلطات في التعامل مع أعمال الشغب والعبث بالأمن».

ويتزامن الإعلان الأمريكي مع خروج محتجين في طهران ومدن أخرى، يومي الإثنين والثلاثاء، بعد شكاوى تجار من التراجع الحاد في قيمة العملة الوطنية.

وقالت وكالات الأنباء الإيرانية «فارس» و«إسنا» و«تسنيم» إن احتجاجات التجار في طهران أو ما يعرف بـ «البازار الكبير» اندلعت عقب تراجع الريال الإيراني إلى 90 ألفا مقابل الدولار في السوق السوداء.

وسرعان ما تضاعف سعر الصرف، الذي حددته الحكومة، بـ42 ألف ريال مقابل الدولار، في السوق السوداء.

ونقل التلفزيون الرسمي عن محافظ البنك المركزي الإيراني، ولي الله سيف، قوله، الإثنين، إن الحكومة تعتزم إنشاء سوق موازية الأسبوع المقبل لمواجهة السوق السوداء.

وشهدت طهران، الإثنين، صدامات بين محتجين غاضبين والأمن أمام البرلمان، في أحدث موجة من المواجهات منذ اندلاع مظاهرات مشابهة هزت البلاد، مستهل العام الحالي.

وتشير المظاهرة إلى استياء واسع من القبضة الأمنية للنظام، بالإضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية عقب قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران، وإعادة تفعيل عقوبات على البلاد.

واعتقل الأمن، الإثنين، العشرات في محاولة لوقف المظاهرات، إلا أن تلك الخطوة باءت بالفشل مع تصاعد الغليان الشعبي ضد سياسات النظام الحاكم، الذي أدخل البلاد في نفق مظلم.

وتعد المظاهرات مؤشرا على حالة واسعة من عدم الارتياح تحت السطح في إيران، تجسدت نهاية العام الماضي حين نظمت احتجاجات في نحو 75 مدينة وبلدة عبر أنحاء البلاد.

وأدى القمع العنيف للاحتجاجات التي اندلعت في أواخر ديسمبر ومطلع يناير الماضي إلى مقتل 25 شخصا على الأقل، واعتقال السلطات لما يقرب من 5 آلاف شخص.

وانتقد المحتجون كلا من الرئيس الإيراني حسن روحاني والمرشد علي خامنئي علانية.16

«قم» تنتفض والمتظاهرون يهتفون «الموت لحزب الله»
تطورت الاحتجاجات في إيران في رقعتها وشعاراتها لتشمل في يومها الخامس «مدينة قم الدينية» وسط البلاد، حيث هتف المحتجون ليلة السبت الرابع من أغسطس بشعار جديد وهو «الموت لحزب الله».

ونشر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يهتف فيها المحتجون في مدينة قم القريبة من العاصمة الإيرانية ضد حزب الله اللبناني الذي يرى كثير من الإيرانيين أنه يسترزق على حساب الفقراء الإيرانيين، حيث تخصص له ميزانية سنوية يشرف عليها بيت المرشد بعيدا عن أي رقابة حكومية.

كما هتف المحتجون بشعارات ضد الحكومة والنظام، مطالبين المرشد بالتنحي عن السلطة، وهو الشعار الذي بات يتكرر في جميع الاحتجاجات الأخيرة.

وقال نشطاء إن الاحتجاجات انطلقت من «ميدان توحيد» وسط مدينة قم، وهتف المحتجون بشعارات مثل «جعلوا الدين سُلما وأذلوا الشعب» و«الموت للدكتاتور».

كما أفاد النشطاء بخروج مظاهرات في مدينة كرج وشيراز وبعض مناطق العاصمة طهران منها جسر كالج قرب ساحة فردوسي الشهيرة ضد الأوضاع المعيشية والفساد السياسي والاقتصادي في البلاد، مرددين شعار الموت للدكتاتور.

أما في مدينة كرج المستمرة منذ اليوم الأول في احتجاجاتها، فقد هفت المحتجون: لا تخافوا لا تخافوا كلنا معا والموت للدكتاتور.

وقال شهود عيان إن المناطق التي تشهد احتجاجات يتعمد الأمن الإيراني فيها قطع الإنترنت خشية إيصال الصور ومقاطع الفيديو للإعلام، حيث بات النظام محرجا أمام هذه التجمعات الاحتجاجية.

وأعلنت وسائل إعلام إيرانية مقتل متظاهر في احتجاجات مدينة كرج، ليلة الجمعة، بينما أعلنت السلطات حظر التجول في بعض المدن تحسبا لتجدد المظاهرات التي تدخل يومها السادس، امس الأحد، بدعوات لمظاهرات مسائية في مختلف المدن.

وفي حين ذكر ناشطون إيرانيون أن الشاب رضا أوتادي، سقط برصاص عناصر قوات الأمن خلال إطلاقهم النار على المتظاهرين في حي غوهر دشت، قالت وكالة «فارس» التابعة للحرس الثوري، إن المتظاهر قتل بإطلاق رصاص من قبل مجهولين.

كما ذكرت الوكالة أنه خلال الاحتجاجات التي وصفتها بأعمال الشغب، تم اعتقال 20 شخصا أيضا. وأضافت أن الملاحظ هو أن النساء كن يقمن بقيادة المظاهرات ويطلقن الشعارات المناهضة للنظام.

وقال شهود عيان إن حي غوهر دشت في كرج الذي شهد أكبر مظاهرات تحول إلى منطقة عسكرية نظرًا إلى كثافة انتشار الجنود وقوات مكافحة الشغب.

كما أن بعض أحياء العاصمة طهران مثل مفترق طرق «ولي عصر»، والشوارع المؤدية إلى مسرح طهران، يُلاحظ فيها انتشار رجال الأمن والشرطة أكثر من عدد المواطنين العاديين الموجودين، بحسب ما أفاد ناشطون عبر مواقع التواصل.

وكانت مدينتا كرج واشتهارد في محافظة ألبورز شهدتا المظاهرات الرئيسية خلال الأيام القليلة الماضية. وقال خيرالله ترخاني، رئيس الدائرة السياسية والأمنية في محافظة ألبورز، عن الاحتجاجات إنه «خلال هذه الفترة، حاولنا حضور التجمعات والاستماع إلى الناس، لكننا رأينا أن هذه المطالب ليست اقتصادية وإنما تحولت إلى احتجاجات ضد النظام».

ومع تصاعد الجولة الجديدة من الاحتجاجات، أعلنت السلطات منذ السبت، منع التردد وحظر التجوال في الطرق المؤدية إلى حي غوهر دشت في كرج وداخل الحي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى