السياسة

الزعماء العرب يتمسكون بإقامة دولة فلسطينية وسط قلق من موقف ترامب

أكد الزعماء العرب مجددا تمسكهم بحل الدولتين لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي المستمر منذ عقود في ظل تزايد القلق من موقف الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.

وقال الزعماء العرب في نهاية قمة عقدت بمنطقة البحر الميت بالأردن واستمرت يوما واحدا إنهم على استعداد لتحقيق “مصالحة تاريخية” مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها عام 1967.

وجاء في البيان الختامي الذي حمل اسم إعلان عمان وتلاه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط “نؤكد استمرارنا في العمل على إعادة إطلاق مفاوضات سلام فلسطينية إسرائيلية جادة وفاعلة تنهي الانسداد السياسي وتسير وفق جدول زمني محدد لإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.”

وتابع البيان إن هذا المسار “يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار ونشدد على أن السلام خيار عربي استراتيجي تجسده مبادرة السلام العربية في قمة بيروت عام 2002 التي دعمتها منظمة التعاون الإسلامي والتي ما تزال تشكل الخطة الأكثر شمولية وقدرة على تحقيق مصالحة تاريخية.”

وشدد البيان على أن هذه المبادرة “تضمن معالجة جميع قضايا الوضع النهائي وفي مقدمتها قضية اللاجئين وتوفر الأمن والقبول والسلام مع جميع الدول العربية.”

وأربك ترامب الزعماء العرب والأوروبيين في فبراير شباط عندما لمح إلى انفتاحه على حل للصراع يقوم على دولة واحدة وهو ما يتناقض مع الموقف الذي تبنته الإدارات الأمريكية المتعاقبة والمجتمع الدولي.

وفي وقت لاحق قال ترامب في مقابلة مع رويترز إنه يفضل حل الدولتين لإنهاء الصراع لكنه لم يؤكد التزام بلاده بإقامة دولة فلسطينية وقال إنه “سيرضى بأي شيء يسعد الجانبين”.

ولم يشر الزعماء العرب المشاركين في القمة إلى ترامب أو إلى تصريحاته الغامضة.

وقال الملك عبد الله عاهل الأردن إن السلام لن يتحقق في الشرق الأوسط دون إقامة دولة فلسطينية على أساس حل الدولتين.

وتابع في كلمة ألقاها في افتتاح القمة العربية “تستمر إسرائيل في توسيع الاستيطان وفي العمل على تقويض فرص تحقيق السلام. لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية القضية المركزية للشرق الأوسط من خلال حل الدولتين.”

** انتقاد إسرائيل

وتقع منطقة البحر الميت على بعد بضعة كيلومترات فقط من الضفة الغربية المحتلة ويمكن لزائرها رؤية المستوطنات الإسرائيلية بالعين المجردة.

وهذا الأسبوع قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه ملتزم بالعمل مع ترامب لدفع جهود السلام مع الفلسطينيين لكنه امتنع أيضا عن تأكيد التزامه بحل الدولتين.

وانتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس السياسات الإسرائيلية في كلمته أمام القمة يوم الأربعاء.

وقال عباس إن “الحكومة الإسرائيلية منذ العام 2009 عملت على تقويض حل الدولتين بتسريع وتيرة الاستيطان ومصادرة الأراضي.”

والتقى جيسون جرينبلات مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط بعباس قبل القمة العربية وذلك للمرة الثانية خلال أسبوعين. ودعا ترامب عباس أيضا لزيارة البيت الأبيض.

وقال عباس إن الإدارة الأمريكية لديها “تساؤلات كثيرة ونحن نجاوب حتى تكتمل الصورة في أذهانهم بالتفصيل دون كلل أو ملل بلغة واحدة.”

وأضاف أنه أبلغ المبعوث الأمريكي بتمسك الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة لهم.

وقال الملك عبد الله الذي تتمتع بلاده بالوصاية على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس “سنواصل دورنا في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع القائم وفي الوقوف بوجه محاولات التقسيم الزماني أو المكاني للمسجد الأقصى-الحرم القدسي الشريف.”

وأضاف “أنتم السند والعون للأردن في هذه المسؤولية. فلا بد لنا من العمل يداً واحدة لحماية القدس والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد وهو ما سيكون كارثيا على مستقبل المنطقة واستقرارها.”

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه يؤيد حل الدولتين وأبلغ المشاركين في القمة أن هذا هو “السبيل الوحيد لضمان أن يصبح بمقدور الفلسطينيين والإسرائيليين إدراك طموحاتهم الوطنية والعيش في سلام وأمن وكرامة.”

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى