السياسة

إخوان مصر ومزدوجي الجنسية.. مناورات انبعاث بدروع “الجيل الثالث”

فوضى ضربت الإخوان وفتته لأكثر من جبهة تدفع التنظيم الإرهابي لمحاولة بناء جديدة تتخذ من “الجيل الثالث” لمزدوجي الجنسية دروعا لها.

خبراء بملف الإسلام السياسي والحركات الإرهابية أجمعوا على أن الإخوان يحاولون استخدام الجيل الثالث من شباب الجماعة بالدول الأوروبية والحاصلين على جنسيتين في مناورة جديدة لإعادة الصفوف والتغلغل داخل المنطقة العربية.

وأوضح الخبراء، في أحاديث منفصلة لـ”العين الإخبارية”، أن من هؤلاء يشكلون خطورة كبيرة نظرا لتغلغلهم داخل المؤسسات الأوروبية ومراكز صنع القرار والمراكز الحقوقية والبحثية لتنفيذ مخططاتهم نحو الدول العربية.

مناورة جديدة

الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، منير أديب، يرى أن الإخوان يحاولون إعادة بناء التنظيم من جديد.

ويقول أديب في حديثه لــ”العين الإخبارية”، إن المناورة الجديدة يحاولون عبرها إعادة بناء التنظيم من خلال شباب الإخوان بالخارج واستخدامهم في بناء هياكله تنظيمياً بعد انهياره في مصر بعد عام 2013.

وأكد أن الكيانات الجديدة المستخدمة في إعادة البناء معظمها شبابية وعاملة في مراكز حقوق الإنسان وتقدم نفسها للمجتمع الأوروبي على أنها أكثر انفتاحاً وقبولاً واتساعاً لآخر واعترافا بحقوق المرأة.

ويتوقع الخبير أن هؤلاء قد يتلقون دعماً أوروبيا ومن الدول التي يتواجدون فيها نظرا لتمثيلهم لجيل جديد بعيدا عن تلك الأجيال القديمة التي لازالت متمسكة ببعض الأفكار المتشددة.

خطر كبير

يتفق مع أديب، الباحث في حركات الإسلام السياسي عمرو عبد المنعم، حول وجود 3 مستويات للإخوان يعملون عليها الآن، منها تغير الهيكلية الإدارية التي يحافظون عليها منذ أكثر من 70 عام.

ويقول عبد المنعم لــ”العين الإخبارية”، إن التنظيم يحاول اتخاذ مجموعة من الشباب من أولاد القيادات أو جيل الشباب الذي تربى في المؤسسات الغربية بشكل كبير ويكونون من مزدوجي الجنسية، لافتا إلى أن هذا أخطر ما في الأمر.

ويؤكد الباحث في حركات الإسلام السياسي أن خطورة حمل الجنسية الغربية بالإضافة إلى المصرية يعطيه تحركا أكثر قوة وقدرة للتعامل مع الملف بشكل دقيق مما يعيق عملية التصدي له.

مضيفا أن الدوائر الغربية التي تدير تلك التجمعات الإخوانية الجديدة وما يطلق عليهم بالليبراليون الإسلاميون والديمقراطيين الذين يستخدمون من مبادئ وأفكار الإسلام السياسي والتقليدية والمعاير الغربية في اتخاذ الرؤى والمفاهيم التي يتحركون بها بشكل كبير.

ويضيف أنه من هنا تأتي الخطورة الثانية في التعامل مع دولهم نظرا لأنهم يستطيعون كسب مصداقية وواقع وأفكار غربية مما ينعكس على سلوكياتهم واستجابة الدول الغربية لهم.

وشدد على الجزء الخطير والأخطر وهم من يؤسسون شركات بحثية وجمعيات خيرية ومراكز حقوقية وفضائيات إعلامية يتخذ منها بعد ذلك محطة للتعامل مع الدول التي يحاولون النيل منها.

وحذر من أن “تلك المناورة الجديدة تشكل خطورة على دولنا العربية وخاصة مصر التي توافق على حمل الجنسيتين الدولة الأم والدولة الغربية”.

أما الباحث المصري عمرو فاروق، فيرى أن الاستعانة بالشباب من ذوي الجنسية المزدوجة بدأت منذ فترة، لافتا إلى أن هؤلاء نجحوا بشكل كبير بأوروبا في بناء مؤسسات اقتصادية ضخمة تدعم التنظيم بشكل كبير.

إعادة تطوير 

وأكمل الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي، حديثه بالقول إن مزدوجي الجنسية نجحوا في استثمار علاقتهم سياسياً واقتصادياً ودعويا من خلال المراكز الإسلامية والجمعيات لجمع التبرعات وكل ما له علاقة بالشأن الديني والدعوي بدون رفع لافتة الإخوان.

بالإضافة إلى تنظيم تكتيك بالعمل بين تلك المؤسسات بعيدا عن الأخرى حتى يضمن بقاءها ولا تتأثر بوضع الأخرى على قوائم الإرهاب أو مصادرة أموالها.

وأشار إلى أن ثورة بعض الدول الأوروبية الآن ضد الإخوان متأخرة لأنه استفاق على تغلغله داخليا، مشيرا إلى أن الذي يتحرك الآن هم الجيل الثالث من المهاجرين الذي يعد أوروبيا بشكل كبير.

وأكد أن هذا الجيل أشد خطورة لأنه يقدم نفسه على أنه أوروبي ويمثل حلقة وصل وامتداد للتنظيم بشكل أو بآخر.

ولفت إلى أن الخطر يكمن في عددهم الكبير بالمنظمات الحقوقية ومراكز الأبحاث والمراكز الإعلامية التي تحمل صبغة أوروبية وهي بنفس التوقيت تحمل الأجندة الإخوانية دون الإعلان عن ذلك، وهي كثيرة جدا وتضم الكثير من الشخصيات ذات الهوية الإسلامية العربية والمصريين الهاربين والإخوان وممثلين عن الكنيسة الإنجيلية وشخصيات عامة بعضها ملحدين.

وأشار إلى أن هناك منصات لهم مختلفة تعمل بشكل كبير تحت مسميات منها الفكر وتدعم ما يعرف بالانسانيات، مما جعل الغرب قوة داعمة للإخوان وتوفير أمان للبعض الملاحقين أمنيا من الدول العربية.

وبحسب الخبير، فإن عودة الإخوان للمنطقة العربية لن تكون تنظيمية ولكن فكرية، مشيرا إلى أن التنظيم يعمل الآن على هذا المنح من خلال السوشيال ميديا.

وختم بالقول إن المشهد اختلف من استخدام المساجد والجامعات إلى التكنولوجيا الحديثة والانترنت لاستقطاب الشباب والشرائح المختلفة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى