عاجل

تفاصيل أكبر هجوم إرهابي تشهده مصر

شمال سيناء – كتب علي خليل

تشير التقارير المحلية التي جمعت من شهود عيان ومسؤولين أمنيين أن المجزرة التي ارتكبها إرهابيون في مسجد الروضة في مدينة بئر العبد شمالي سيناء، تم الإعداد لها بحيث تحصد أكبر عدد من الأرواح.
فبينما كان المسجد مكتظا بالمصلين، ومع بداية خطبة الجمعة، دخل مسلحون من جميع الأبواب وألقوا بعبوات ناسفة قبل أن يمطروا المصلين بوابل من النيران، بحسب شهود عيان ووسائل إعلام محلية.
وذكر الشهود أن مسلحين يترواح عددهم ما بين 15 و20 عنصرا قدموا إلى المنطقة على متن 4 سيارات رباعية الدفع، وقد حرصوا بعد قتل المصلين على انتظار سيارات الإسعاف ليفتحوا عليها النار أيضا.
وأطلق المسلحون الرصاص على الفارين من المجزرة خارج المسجد، وأشعلوا النيران في بعض السيارات في محيطه، قبل أن يلوذوا بالفرار.

قالت النيابة العامة المصرية اليوم السبت إن عدد ضحايا الهجوم الذى وقع على مسجد في محافظة شمال سيناء يوم السبت ارتفع إلى 305 قتلى و128 مصابا.

cc167e9e-54c7-469e-816f-4582ce7cc92e-2
وأفادت مصادر أمنية أن الضحايا بينهم جنود لكن معظمهم من المدنيين، في الحادث الذي وقع بقرية الروضة التي تبعد نحو 40 كيلومترا غرب مدينة العريش، مركز المحافظة.

وفي وقت لاحق، نفذ سلاح الجو المصري غارة جوية باستخدام طائرتين من دون طيار على سيارتين رباعيتا الدفع تقل 15 مسلحا شاركوا في الهجوم، وتسفر عن مقتلهم جميعا.

كما قامت قوات الجيش بتمشيط موقع الحادث والمنطقة الصحراوية لقرية الروضة، لتضييق الخناق على العناصر المتوقع تواجدها لتقديم الدعم لمرتكبي الحادث.

وأكد مصدر أمني وصول تعزيزات عسكرية لمنطقة الروضة غرب مدينة العريش، وإغلاق الطريق الدولي العريش- بئر العبد، لضبط منفذي التفجير.

كما قامت قوات الأمن بوقف حركة السير على طريق العريش القنطرة، وإعلان حالة الطوارئ ورفع درجة الاستعداد بمحافظتي شمال سيناء وجنوب سيناء.

واستنفرت وزارة الصحة المصرية جميع المستشفيات في سيناء لاستقبال الجرحى.

خريطة لسيناء اوضح أبرز الهجمات في 2017
خريطة لسيناء اوضح أبرز الهجمات في 2017

وتكثف قوات الأمن المصري جهودها للقضاء على المجموعات المسلحة المنتشرة في شبه جزيرة سيناء، وأخطرها تنظيم “أنصار بيت المقدس” المنتمي إلى تنظيم “داعش”.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها لكن منذ 2013 تحارب قوات الأمن جماعة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء. وخلال تلك السنوات قتل المتشددون مئات من رجال الجيش والشرطة.

ونشرت وسائل الإعلام الرسمية صورا لمصابين تلطخ الدماء وجوههم وأجسادهم وجثث عليها أغطية في مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد غربي مدينة العريش عاصمة المحافظة.

وقال الشهود إن المصلين كانوا يفرغون من صلاة الجمعة في المسجد عندما انفجرت عبوة ناسفة. وأضافوا أن نحو 40 مسلحا اتخذوا مواقع خارج المسجد في عربات جيب وأطلقوا النار من اتجاهات مختلفة عندما حاول المصلون الهرب.

وقال شاهد يدعى محمد ”هاجمت أربع مجموعات المصلين داخل المسجد. وكانت مجموعتان تطلقان النار على سيارات الإسعاف لمنعها من الاقتراب“.

وبعد ساعات من الهجوم أعلن الجيش المصري شن ضربات جوية على أهداف في الجبال الواقعة حول بئر العبد وتدمير مركبات وبؤر لها صلة بالهجوم.

وقال الجيش إنه”في إطار ملاحقة القوات المسلحة للعناصر الإرهابية المسئولة عن استهداف المصلين بمسجد الروضة بمدينة بئر العبد، قامت القوات الجوية بمطاردة عناصر إرهابية واكتشاف وتدمير عدد من المركبات المنفذة للهجوم الإرهابي الغاشم وقتل من بداخلها في محيط منطقة الحدث فضلا عن استهداف عدد من البؤر الإرهابية التي تحتوى على أسلحة وذخائر خاصة بالعناصر التكفيرية“.وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمة بثها التلفزيون ”ستقوم القوات المسلحة والشرطة بالثأر لشهدائنا واستعادة الأمن والاستقرار بمنتهى القوة“.

وأضاف ”كل اللي بيتم دا محاولة لإيقافنا عن جهودنا في محاربة الإرهاب وتحطيم جهودنا لإيقاف المخطط الإجرامي الرهيب الذي يهدف إلى تدمير ما تبقى من منطقتنا“.

ويمثل الهجوم على مسجد تغييرا في أسلوب متشددي شمال سيناء الذين اعتادوا مهاجمة قوات الجيش والشرطة والكنائس.

وقالت قناة العربية التلفزيونية ومصادر محلية إن بعض المصلين صوفيون تعتبرهم تنظيمات مثل الدولة الإسلامية مرتدين.

وهاجم متشددون أفراد قبائل في شمال سيناء قائلين إنهم يتعاونون مع الجيش والشرطة ووصفوهم بأنهم خونة.

*فرع سيناء

ومتشددو شمال سيناء أحد أجنحة الدولة الإسلامية الباقية بعد انهيار الخلافة التي أعلنها التنظيم في سوريا والعراق عقب هزائمه العسكرية.

قالت النيابة العامة المصرية في بيان اليوم السبت إن مهاجمي مسجد الروضة في محافظة شمال سيناء يوم الجمعة كانوا يرفعون علم تنظيم الدولة الإسلامية وإن عددهم تراوح بين 25 و30 مهاجما.

وعقد السيسي اجتماعا طارئا بعد الهجوم مع وزيري الدفاع والداخلية ورئيس المخابرات العامة.

ويمثل الأمن منذ فترة طويلة أحد المصادر الرئيسية لتأييد الشعب للسيسي الذي من المتوقع أن يرشح نفسه لإعادة انتخابه العام المقبل لفترة أخرى تستمر أربع سنوات.

وفي تغريدة على تويتر وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهجوم بأنه ”هجوم إرهابي مروع وجبان“.

وأضاف ”العالم لا يمكنه التسامح مع الإرهاب. لا بد أن نهزمهم عسكريا وأن نفند الفكر المتطرف الذي يشكل أساس وجودهم“.

واتصل ترامب في وقت لاحق بالرئيس المصري لتقديم تعازيه وقال إن الولايات المتحدة ”تقف إلى جانب مصر في معركتها ضد الإرهاب ومستعدة لتعزيز التعاون مع مصر في هذا المجال“.

أدان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان الهجوم أيضا وقال إن باريس تقف مع حليفتها مصر.

* صراع سيناء

وأعلنت السلطات المصرية في وقت لاحق إنها ستؤجل فتح معبر رفح الحدودي لدواع أمنية.

وكان من المقرر فتح المعبر ثلاثة أيام اعتبارا من السبت.

لوقت طويل كانت محافظة شمال سيناء التي تمتد شرقا من قناة السويس إلى قطاع غزة وإسرائيل صداعا لقوات الأمن المصرية بسبب التهريب.

وقال مسؤولون أمنيون إن السيسي يحظى بتأييد بعض زعماء القبائل الذين ساعدوا الجيش في تحديد طرق تهريب الأسلحة التي تسلكها الجماعات المتشددة.

وفي وقت من الأوقات كانت جماعة أنصار بيت المقدس موالية للقاعدة لكنها انشقت عنها وبايعت تنظيم الدولة الإسلامية في 2014. وتصاعد العنف في شمال سيناء عندما أعلن السيسي عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في 2013.

وفي وقت سابق هذا العام نشرت الدولة الإسلامية فيديو يصور قطع رأسي صوفيين اثنين في شمال سيناء اتهمتهما بممارسة الشعوذة.

وفي يوليو تموز هذا العام قتل 23 جنديا على الأقل عندما هوجمت نقطتا تفتيش عسكريتين في سيناء بسيارات ملغومة وأعلنت الدولة الإسلامية مسؤوليتها.

وحاول المتشددون شن هجمات خارج سيناء حيث الكثافة السكانية عالية واستهدفوا كنائس. وفي مايو أيار قتلوا 29 مسيحيا كانوا متجهين إلى دير في الصحراء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى