الجزائر – حصد فيلم “لا فاش” (البقرة) الفرنسي للمخرج الجزائري محمد حميدي الجائزة الكبرى لمهرجان الدولي للفيلم الكوميدي “ألب دويز” بفرنسا.
ومُنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة في المهرجان إلى فيلم “ادوبت ان فوف” من إخراج فرانسوا دسانيا وبطولة اندريه دوسولييه.
وأسندت بطولة فيلم “لا فاش” إلى جمال دبوز ولامبير ويلسن، ويتناول شخص اسمه “فاتح” وهو مزارع جزائري صغير دُعي إلى معرض الزراعة في باريس ليقدم فيه “جاكلين”، وهي بقرة يوليها عناية كبيرة.
ويُعد الفيلم، وهو الثاني لحميدي، الفائز الأكبر في النسخة الـ19 من المهرجان إذ فاز أيضاً في جائزتي الجمهور والتمثيل، ومُنحت الأخيرة إلى الممثل جمال دبوز.
ويحظى دبوز بشعبية كبيرة في فرنسا والعديد من الدول العربية لحسه الفكاهي الكبير وانتقاده للاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وكان الفنان الفكاهي الفرنسي جمال دبوز قدم اول عرض له في الجزائر بعد مسيرة طويلة جاب خلالها العالم دون ان تطأ قدماه ارض البلد المجاور لموطنه الاصلي المغرب.
ودبوز حضر الى الجزائر كاحدى محطات جولته العالمية لتقديم عرضين في وهران والجزائر العاصمة بعنوان “كل شيء عن جمال” وهو من نوع “وان مان شو”، يروي فيه قصة حياته خلال اكثر من ساعتين من الضحك والفكاهة وبعض الدراما خاصة عندما تحدث عن ابنه البكر ليون وعن زوجته الصحفية ميليسا توريو.
واستطاع دبوز ان يمرر بالضحك بعض العبارات “النابية” ويتطرق الى مواضيع تعد من المحرمات في المجتمع الجزائري.
ولم يمنع ارتفاع سعر تذكرة الدخول (حوالى 50 يورو) اكثر من الفي شخص من حضور العرض المسرحي في الخيمة الكبرى لفندق هيلتون في ضاحية العاصمة الشرقية.
وكان دبوز بدأ عرضه ببعض النكات عن طريقة قيادة الجزائريين للسيارة مستغربا كيف يحصلون على رخصة، ولقي تجاوبا كبيرا من الجمهور في بلد يموت فيه سنويا اكثر اربعة الاف شخص في حوادث السير.
ووجد الفكاهي حرية كاملة في الحديث عن بعض المحرمات في المجتمع الجزائري كالجنس والدين، رغم وجود عائلات واطفال في القاعة.
فتحدث عن حرية المعتقد وكيف احتفل بزواجه من ميليسا مرتين، الاولى على الطريقة التقليدية المغربية الاسلامية والثانية في الكنيسة بحضور والديه المسلمين. وقال مستهزئا “الكاهن المسكين لم يجد ما يقوله سوى “الله اكبر”وهو يشاهد هذا العدد الكبير من المسلمين في الكنيسة”.
وروى قصة ختانه في سن متأخرة (10 سنوات) “دون بنج” في تازا قريته المغربية، ومعاناته بسبب ذلك. وقال انه لن يجعل ابنه ليون يعاني مثله وسيقوم بختانه في المستشفى..لكن بعد ان يتفق مع زوجته وتقبل بالفكرة اصلا.
ولم يفوت جمال دبوز الفرصة للتذكير بالعلاقات الوطيدة بين الشعبين الجزائري والمغربي رغم اختلاف السياسة، ودعا صراحة الى فتح الحدود بين البلدين المغلقة منذ 1994.
