مقالات

بعد “عاصفة الحزم”.. هل يثور الشيعة في الخليج؟

بعدعاصفة الحزم.في خضم المُفاوضات الايرانية – الأميركية بشأن الملف النووي الايراني، حظيت العملية العسكرية “عاصفة الحزم” بقيادة الملكة العربية السعودية على مواقع للحوثيين في اليمن بتأيدٍ عربي ودولي لا مثيل له في السابق في وجه “التمدد الايراني” في دول عربية كاليمن، العراق، سوريا ولبنان، مما يطرح أكثر من سؤال عما اذا كانت ايران ستتخلى عن نفوذها الاقليمي لقاء تنازلات للدول العظمى في الملف النووي؟ اما إنَّ دول الخليج ستشهد ثورة الاقليات الشيعية؟

الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون، وفي حديثٍ إلى موقع “ليبانون ديبايت”، استبعد أنَّ يكون هناك أي مُقايضة أميركية – ايرانية، لافتاً إلى أنَّ “اللاعب العربي غاب في السنوات الماضية عن الساحة الاقليمية وتجاذبت الولايات المتحدة وايران الأدوار فيها”.

ورأى أنَّ “غرور ايران واعتقادها انها اللاعب الاقليمي الوحيد في المنطقة تجاوزا كل الخطوط في اليمن مما ادى الى رد فعل عربي ودولي ضدها”، مُضيفاً “الانتصار الأساسي اليوم للمملكة العربية السعودية ان ايران اصبحت معزولة”.

وفي هذا السياق، أعرب بيضون عن اعتقاده أنَّ “العد العكسي قد بدأ بانحسار النفوذ الاقليمي لايران ليس فقط في اليمن انما في كل المنطقة بما فيها سوريا ولبنان والعراق. وفي مُقابل خسرتها في اليمن ستُحاول ايران تقوية موقعها في سوريا لكنه سيكون مؤقت في ظل التغيير الدولي الكبير إذ إنَّ الأولوية ما عادت مُحاربة “تنظيم الدولة الاسلامية – داعش” فقط بل أصبحت مُحاربة كل الاذرع الميليشياوية في المنطقة وهذا يعني ان النفوذ الايراني في المنطقة سيتراجع”.

وإذ أشار إى أنَّ “ما تشهده اليمن اليوم هو تحالف عربي دولي ضد احتلال ايران لليمن”، قال: “اليوم هناك موقف عربي يواجه الاحتلال الايراني اكان لليمن او للعراق أو لسوريا أو للبنان والاحتلال الايراني عبارة عن اجتياح مذهبي وليس دعم لاستقرار المنطقة، ولأول مرة هناك قيادة عربية مُمثلة بالسعودية والامارات جمعت تحالفاً عربياً دولياً ضد هذه السياسة التخريبية للمنطقة وضد الميليشيات الايرانية التي تسمح بنهيار الدول على حساب تقدم “داعش” وتنظيم “القاعدة””.

وتابع بيضون: “لا شك ان هناك بصمة للملك سلمان فهو يلعب دوراً قيادياً استثنائياً”. إلى ذلك رأى أنَّ “على لبنان أنَّ يقول ان لا حرباً على الارهاب من دون حرب على الميليشيات. كما ان على حزب الله أن يأخذ قراره بالتخلي عن كونه ميليشيا ويدخل ضمن العملية السياسية لبناء الدولة وكفاه تخريب للدولة اللبنانية وللمؤسسات اللبنانية”.

العميد الركن الدكتور هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات، لفت في حديثٍ إلى موقع “ليبانون ديبيات” إلى أنَّ “الغارات الجوية التي تُشن على الحوثيين وحتى لو استمرت لأسابيع ليست هي التي ستحل المشكلة في اليمن، وعلينا أن نرى ما هو الهدف الاستراتيجي من هذه الغارات هل هو القضاء على الحوثيين؟ الجواب لن تستطيع الغارات الجوية القضاء عليهم. هل تهدف إلى تركيعهم والجيش اليمني الذي يقف إلى جانبهم. الجواب لا. لذلك أرى أنَّ هذه الغارات الجوية لن تؤدي إلى أي نتيجة بل ستزيد الحقد والدمار والقتل”.

وأضاف: “عسكرياً الغارات الجوية تأتي لمُساندة القوات البرية، هل هناك من استعدادات لتدخل عسكري بري؟ في حال كان الجواب نعم، أرى أنَّ هناك خطورة لأن هذا التدخل له تداعيات خطيرة وستغطس السعودية في وحول اليمن. اليمنيون مُقاتلون شريسون، جغرافية اليمن صعبة جداً. وإذا عادوا إلى تاريخ اليمن إنَّ الرئيس المصري جمال عبدالناصر، زعيم العرب قال إنَّ أكبر خطأ ارتكبه هو تورطه في حرب اليمن في الستينات”.

وإذ لفت إلى أنَّ ما يجري في اليمن له تأثير بشكلٍ أو بآخر على ما المُفاوضات الايرانية – الأميركية، قال: “إنَّ قضية اليمن هي ورقة ضاغطة على المسار التفاوضي مع ايران. وصحيح أنَّ أميركا أعطت الضوء الأخضر للسعودية والتحالف العربي لكنها عادت وقالت كما بريطانيا والاتحاد الأوروبي أنَّ هذا العمل العسكري ليس حلاً في اليمن بل أنه يجب أن يكون سياسي”.

وأضاف: “إيران رفضت حتى هذه الساعة أن تُفاوض أو تتعاون مع أميركا بشكل مباشر لحل أي ملف سواء السوري أو العراقي أو اليمني قبل انهاء الملف النووي لكن أن تتنازل عن اليمن لشراء سوريا ولبنان لا يُمكنني قول هذا الكلام”، وختم: “العرب يقولون ان “داعش” و”القاعدة” هما الخطر الأول، هل ضيَّعت هذه الدول اتجاهها؟ من المُستفيد اليوم من هذه العماليات العسكرية في اليمن؟ الجواب تنظيم “القاعدة”، بالتالي هل هو تنظيم ارهابي نعم أو لا؟ هل بامكان العرب الاجابة على هذا السؤال؟ وفي حال نسوا “القاعدة” واتجهوا نحو الحوثيين لنعرف لكي نسير ورائهم. هل يتحمل العرب ثورة الاقليات الشيعية الهامدة والصامدة في اراضيها؟”.

كارين بولس | ليبانون ديبايت
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى