الادب والثقافة

الرئيس السيسي .. وبرقية سجادة القطر المصري

بقلم / أ.د./ أيمن وزيري أستاذ الآثار والحضارة المصرية ورئيس قسم الآثار المصرية – كلية الآثار – جامعة الفيوم – نائب رئيس إتحاد الأثريين المصريين

هناك دلالات رمزية كامنة في سجادة القطر المصري بقصر الرئاسة المصرية والتي تُمثل برقية إستخباراتية شديدة اللهجة تدل على حنكة سياسية وعقلية إستخباراتية رفيعة المستوى. الرئيس السيسي وبرقيته الإستخباراتية التي تفوق حروب الجيل السادس يرسل الرئيس السيسي ببرقية من خلال سجادة القطر المصري الكائنة في قصر الرئاسة والتي تحمل في طياتها دلالات تاريخية وحضارية وتتضمن برقية إستخباراتية شديدة اللهجة ورفيعة المستوى.

أ.د./ أيمن وزيري أستاذ الآثار والحضارة المصرية ورئيس قسم الآثار المصرية– كلية الآثار – جامعة الفيوم – نائب رئيس إتحاد الأثريين المصريين

ونحاول هنا جاهدين من أجل إماطة اللثام عن فحوى هذه البرقية الإستخباراتية التي تفوق ما يُسمى بحروب الجيل الخامس وحروب الجيل السادس التي أشار إليها الجنرال الروسى فلاديمير سليبتشينك، حينما ذكر أن الحروب التقليدية قد عفى عليها الزمن مُشيراً إلى أن كافة الحروب بعد ذلك ستُدار من خلال نظم إستخباراتية ذكية. وتتضمن سجادة القطر المصري بعض البرقيات الإستخباراتية المُرسلة من الرئيس السيسي للعالم أجمع والتي يُمكن حصرها فيما يلي:

البرقية الإستخباراتية الأولى : تُعتبر الصناعات النسجية من أقدم الصناعات التى نشأت مع الإنسان منذ عصور فجر التاريخ والتي نشأت مع الإنسان المصري القديم والتي ترتكز مثلما ترتكز الحياة على ثلاثة أركان أساسية هي “المأكل، الملبس، والمسكن”، وهنا دلالة تاريخية وحضارية على أن صناعة الغزل والنسيج المصرية كانت ومازالت من بين تلك الصناعات التى لازمت الحضارة منذ نشأتها واستمرت خلال عصورها التاريخية تنمو تدريجياً وتتطور، وإن كان هناك إخفاق في الفترات السابقة فسيتم تدارك ذلك وستوجه الدولة المصرية عنايتها لهذا الشأن والصدد.

البرقية الإستخباراتية الثانية : “السجادة” هي كلمة مُشتقة من سجد ، يسجد ، سجود الإنسان لله في تضرعاته وصلواته، ومنها تم إشتقاق مُسمى “سجادة الصلاة” التي يسجد عليها من يُصلي ويتضرع لله سواء في المساجد أو المساكن والقصور. والسجادة يُطلق عليها أيضاً الأبسطة وهي مُشتقة مما يتم بسطه على الأرض، ويكمن في ذلك دلالة دينية قرآنية ذات مغزى عميق، كما تتضمن البرقية دلالة إستخباراتية رفيعة المستوى تفيد بأن الدولة المصرية ستوجه عنايتها للصناعات النسجية مما يضمن إضطراد التقدم والرقي وذلك على غرار مثلما كان حكام مصر الأقوياء يحرصون أشد الحرص على أن يضمنوا لمصر إحتكار صناعة كسوة الكعبة المشرفة التي كانت تُرسل من مصر ولم تتوقف إلا منذ عهدٍ سابق قريب، حيث كانت كسوة الكعبة المشرفة تُصنع وتُطرز بأيدي مصرية خالصة وفي ضواحي مصرية مثل شطا وتونه ومدينة ديبق المصرية والتي تُعتبر من أقدم مراكز الصناعات النسجية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى