السياسة

البطريرك الماروني في لبنان يدعو السياسيين إلى سرعة تشكيل حكومة وطنية

 دعا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، أكبر رجال الدين المسيحي في لبنان،إلى الإسراع في تشكيل حكومة وطنية لكي يتم التركيز فورا على التحضير لانتخابات رئاسة البلاد التي يتعين أن تجرى قبل انتهاء ولاية رئيس البلاد أي قبل نهاية أكتوبر تشرين الأول.

وكان الرئيس ميشال عون قد كلف رئيس حكومة تصريف الأعمال الملياردير السني نجيب ميقاتي، الذي سبق أن شغل منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات، بتشكيل حكومة جديدة وهي عملية تستمر عادة لأشهر مع قيام الفصائل السياسية بتوزيع الأدوار في الحكومة وخارجها.

لكن مع احتدام الانقسامات بين النخبة الحاكمة في لبنان، فمن المتوقع على نطاق واسع أن يواجه ميقاتي مشكلات جمة أمام تشكيل الحكومة مما سيمدد فترة الشلل السياسي ويقوض إصلاحات تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي للحصول على مساعدات مالية.

وقال البطريرك الراعي في عظة الأحد “إنا من جديد نطالب بالإسراع في تشكيل حكومة وطنية لحاجة البلاد إليها، ولكي يتركز الاهتمام فورا على التحضير لانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية. فلا تفسير لأي تأخير في التشكيل سوى إلهائنا عن هذا الاستحقاق الدستوري. لا يوجد أي سبب وجيه ووطني يحول دون تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس الجديد”.

وناشد الراعي “جميع الأطراف بأن تتعاون مع الرئيس المكلف بعيدا عن شروط لا تليق بهذه المرحلة الدقيقة، ولا يتسع الوقت لها، ولا تساهم في تعزيز الوحدة الوطنية وصورة لبنان أمام العالم. وننتظر من الرئيس المكلف، بالمقابل، تشكيل حكومة على مستوى الأحداث، تشجع القوى الوطنية على المشاركة فيها، وتعزز الشرعية والنزعة السيادية والاستقلالية في البلاد وتجاه الخارج”.

ويتوقع محللون وسياسيون أن تزداد عملية تشكيل الحكومة تعقيدا بسبب الصراع الذي يلوح في الأفق بشأن من سيخلف عون، رئيس الدولة المسيحي الماروني المتحالف مع حزب الله، عندما تنتهي ولايته في 31 أكتوبر تشرين الأول.

أدى الانهيار الاقتصادي المستمر منذ نحو ثلاث سنوات إلى فقدان الليرة أكثر من 90 بالمئة من قيمتها وزيادة الفقر وشل النظام المالي وتجميد أموال المودعين جراء أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وبدا البرلمان، الذي ينتخب الرئيس الجديد، منقسما بشدة عقب الانتخابات العامة التي أجريت الشهر الماضي، إذ فقد حزب الله وحلفاؤه أغلبيتهم وحقق الوافدون الجدد ذوو العقلية الإصلاحية مكاسب قوية وحصل حزب القوات اللبنانية المسيحي المقرب من السعودية على مقاعد أكثر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى