عاجل

ابن سلمان ينقذ الحريري ويساعد في دفع مستحقّات الموظّفين

تحت عنوان “انهيار عملاق المقاولات في الشرق الأوسط… سعودي أوجيه”، نشرت قناة الـ”CNBC” العربيّة تقريراً لها، تناولت فيه مسيرة أربعين عاماً شهدت خلالها الشّركة أهمّ محطّاتها وأبرز عمليّات التوسّع التي مكّنتها من أن تكون الشّركة الأولى في المنطقة من حيث الحجم والنفوذ وقوّة المشاريع. واليوم أوشكت رحلة “سعودي أوجيه” المملوكة من رئيس الحكومة سعد الحريري على الانقضاء، بعد تراكم الديون، إذ بلغت قيمة انكشافاتها للبنوك نحو مليار دولار فضلاً عن 2.5 مليار ريال تمثل فقط مستحقات العاملين لديها.

وذكر التقرير أنّ “الشركة سرّحت نحو 40 ألف عاملاً من أصل 56 ألف عامل لديها”، مشيراً إلى أنّ “الأزمة بدأت تتكشّف في عام 2015 والتي لم تكن معلنة حتّى عام 2016، من خلال الإعلان عن تأخر رواتب العاملين 9 أشهر، وبيع أصول بقيمة 30 مليار ريال”.
يأتي هذا التقرير، في الوقت الذي يعيش موظّفو “سعودي أوجيه” في لبنان حالاً من الضياع بين الوعود التي تنهال عليهم بدفع مستحقّاتهم، والتي يُقابلها وقائع تثبت أنّ عمليّة الدفع هذه لن تتمّ قريباً. الأمر الذي جعلهم ينفّذون اعتصاماً قبل أيّام أمام بيت الوسط، شارك فيه رئيس الاتّحاد الوطنيّ للنقابات كاسترو عبدالله وعائلات الموظّفين، الذين رفعوا الصوت عالياً، مهدّدين بخطوات تصعيديّة.

وفي هذا السّياق، تردّد أنّ “الرئيس سعد الحريري، سيسدّد بعض رواتب ومستحقّات الموظّفين اللّبنانيّين كمرحلةٍ أولى في نهاية شهر تمّوز، وذلك بعد الاعتصام الأخير الذي نفّذته لجنة المتابعة لحقوق موظّفي “سعودي أوجيه”. بيد أنّ مصادر خاصّة أكّدت لموقع “ليبانون ديبايت”، أنّ هذا الكلام غير جدّي وغير موثوق ولم يُترجَم بعد بأيّة خطوة أو حركة، فلم يتلقَّ الموظفون ولا قسماً منهم أي اتّصال بهذا الشّأن، أو إشارة واضحة حول إمكانيّة دفع مستحقّاتهم في الموعد المُشار إليه”.

ورأت المصادر أنّ “ما يتردّد حتّى الآن، هو محاولة لتهدئة الأجواء بعدما رفع الموظّفون الصّوت عالياً مُهدّدين بخطوات أشدّ تأثيراً في الفترة المّقبلة، ولن يتحوّل إلى كلام جدّي إلّا مع التنفيذ الفعلي الواضح والصريح”.

ولم تنفِ المصادر “إمكانيّة أن تكون هذه الأقاويل صحيحة، خصوصاً أنّ لبنان مقبل على انتخاباتٍ نيابيّة أشبه بالمعركة بين القِوى السياسيّة، وليس في صالح الرئيس الحريري أن يخوض هذا الاستحقاق وفي “رقبته” أرزاق آلاف الموظّفين والعائلات، إذ إنّ الاستمرار في عدم دفع مستحقّات هؤلاء سيؤثّر سلباً على شعبيّة الحريري والنتائج التي سيحصل عليها هو وتيّار المستقبل، فعدد الموظّفين ليس قليلاً، بل على العكس يشكّل شريحة واسعة قادرة على قلب المعادلة وتغيير وجهة الأصوات والنتائج. من هنا وتداركاً لهذا المصير، سيسعى الحريري إلى فعل المستحيل بغية إنهاء هذه الأزمة وإبعاد تداعياتها السلبيّة على الاستحقاق النيابي”.

في المُقابل، لفتت المصادر إلى أنّه “على الرغم من عدم تلقّي الموظّفين أي إشارة جدّية، أو اتّصال حول عمليّة الدفع، واقتصار الموضوع على الكلام الإعلاميّ وخلفيّاته الحقيقيّة، فإنّ الموظّفين قد يتفاءلون خيراً باقتراب حلّ هذه القضيّة، والوصول إلى خواتم سعيدة، مع تعيين ولي العهد السّعودي محمد بن سلمان بدلاً من محمد بن نايف، وتدخّله شخصيّاً في هذا الملفّ لإيجاد الحلول فيما خصّ المسائل الماليّة العالقة في “سعودي أوجيه” سواء أكان في ما خصّ الموظّفين السّعودييّن أم العرب وكذلك اللّبنانيّين منهم، إذ لن يستثني أحداً من مبادرته”. معتبرةً أنّ “العلاقة الجيّدة والمتينة التي تربط بن سلمان والحريري ستلعب دوراً كبيراً في هذا الإطار، لناحية دعم الحريري ومساعدته لدفع رواتب الموظّفين، ليكون بن سلمان قد أنقذ الحريري ماليّاً، وانتخابيّاً”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى