مقالات

قراءة فى خطاب الكونجرس والإنتخابات الإسرائيلية القادمة … بقلم – أسامة سرايا

 أسامة سرايا
أسامة سرايا

قراءة فى خطاب الكونجرس والإنتخابات الإسرائيلية القادمة
بقلم – أسامة سرايا
يوم الأربعاء الماضى أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري جون بوينر ان نتانياهو مدعوٌ لالقاء خطاب في الكونغرس في 11 فبراير. وقال بوينر في بيانه “في هذه الاوقات الصعبة، اطلب من رئيس الوزراء ان يتحدث امام الكونغرس عن التهديدات الخطيرة التي يمثلها الاسلام المتشدد وايران على امننا واسلوب حياتنا” واضاف ان نتانياهو “صديق عظيم لبلادنا، وهذه الدعوة تحمل في طياتها التزامنا الثابت بامن ورفاه شعبه”

سيكون هذا ثالث خطاب لنتانياهو في الكونغرس الاميركي بعد 1996 و2011، ولكن هذا الخطاب له مذاق مختلف عما سبقه من خطابات فهذه المرة تم تجاهل البيت الأبيض تماما، وتم التنسيق مابين نتانياهو وبوينر وحدهما دون علم البيت الأبيض، وهو ماتسبب فى موجة إنتقادات حادة وردود فعل عنيفة من البيت الأبيض، حيث رد البيت الابيض ببرود على ما أُعلن من انباء عن دعوة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لالقاء كلمة في الكونغرس الاميركي قائلا إنها تمثل خروجا عن البروتوكول الدبلوماسي وصرح المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست “لم نسمع من الاسرائيليين مباشرة اي شيء بشان هذه الزيارة” واضاف ان “البروتوكول المعتاد هو ان يتصل اي زعيم دولة بزعيم الدولة الاخرى عندما يريد زيارتها.. لذلك فان هذا الحدث يبدو خروجا عن البروتوكول”

هذه الإنتقادات هى مادفعت جون بوينر لتأجيل الموعد ،حيث قال في تغريدة على حسابه بموقع تويتر ” تم تغيير موعد الخطاب ليتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للولايات المتحدة مطلع مارس، لحضور مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية”أيباك” في واشنطن” ويأتي الموعد الجديد في مارس القادم، أى قبل أسبوعين من موعد الانتخابات المبكرة في إسرائيل، والتي دعا نتنياهو لإجرائها في 17 من نفس الشهر، بعد انهيار الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو سيُلقي الخطاب في الثاني من مارس، أى قبل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية، والقاعة حتما ستكون مليئة بالحضور.

الجمهور سيقطع حديثة بتصفيق حار ومدوٍ مرة تلو الأخرى، وسيخرج العديد من المتحدثين والمحللين ليقولوا إن هذا الخطاب لم يُشهد مثله منذ بدء السماح لقادة أجانب بمخاطبة الكونجرس، أعضاء مجلس الشيوخ سيشيدون ويعظمون الشخص والخطاب، وهو ماسيكون له بالغ الأثر فى الإنتخابات الإسرائيلية التى ستُعقد بعد هذا الخطاب بأسبوعبن. هل سيُعجب الإسرائيليون بهذا الخطاب الذي سيشاهدونه على شاشات التلفزيون ببث حي ومباشر من واشنطن؟ بالطبع سيُعجبون.

نتنياهو يعرف كيف يثير العجب. أحد قادة حزب الليكود قال ذات مرة إنه حتى عندما يصل نتنياهو الى الحضيض عند الرأي العام الإسرائيلى وداخل حزبه أيضاً، فإنه يستطيع أن يخرج إلى الأضواء سريعا ويقنع الناس بشخصيته. فهل نستطيع الآن التأكيد على فوز نتانياهو خلال الإنتخبات القادمة ..

بكل ثقة .. نعم بلا شك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى