ثقافه وفنون

حكايات شهريار” الحكاية الأولى” … إسراء عبد التواب

اسراء عبد التواب
اسراء عبد التواب

حكايات شهريار” الحكاية الأولى”
إسراء عبد التواب

هبت علينا كنسيم طائر يهفو إلى الروح فيغير جسدى ، ويضرب فيه الإشتعال ، كلما أراها أتحول إلى طفل صغير لا يريد أن يبتعدعن جسدها النظيف ذو اللون البرونزى .
أنظر جيدا إلى حمالة صدرها وهى تتأرجح بدلال فى حركتها .أشعر أن جسدى ينتفض كلما قامت .تعرف جيدا كيف تنظر إللى لولا نظاراتها ذات اللون البنى الداكن التى تنظر تحتها بشبق إلى جسدى لكنها تتدلل .تريد دائما أن توحى أن لديها مواعيد ومهام مكدسة .تلعب بموبايلها ،وهى تريد أن ترى جسدى عاريا ، وكلما إقتربت كانت تخفى إرتباك ضعفها فى آداء حركات تمثيلية تعودت عليها بحكم الكاميرا ، ثم تعاود الإلتفاف لى تحت النظارة فألمح عيون تحتاج إلى حنان لضعفها الكامل ، لكنها تصدر دائما قوة مفتعلة حتى لا يهتك أحدا حجب الآسرار.
كل تفاصيلها أعشقها ولكنها تتمنع ولا تعرف من مع تجلس لا تعرف أننى قادر على إختراق أنفاسها لأعرف مسار توجهاتها فمثلى خلق وحيدا ولكنه قادر على إختراق نفوس عشاقه كما يخترق عضوى المتوهج أرحام من أعشق وأحب.هل تعرفين يافتاتى الكبيرة أننى لا أحب الدلال المفرط لأنه سيحولك بالتأكيد إلى إمرأة قاسية جافة وأنا لا أحب أن أسكن بين أحضان القاسيات.
تهفوروحى إلى إمراة أراها سكنا حقيقيا دون أن تكون محصنة بهذا الألق الدائم وبكل هذه التفاصيل المبهرة . أعرف جيدا أنك تغرقين فى المظاهرالحادة حتى إختيارك لحذائك الأسمر الأنيق كان يدب فى الأرض كمسمار رغم أن كعبه كان على شكل كوباية إلا أننى شعرت وأنت تقفين بدلال وتهربين من إقترابى برغبتك فى دخول الحمام أن كعبك يريد أيقاظى أننى لست إمرأة ككل النساء اللاتى مررن بحياتك .نعم ياحبيبتى أعرف جيدا ذلك ،لذا يشدنى إليك خيط الرغبة وأتأمل جيدا لون شعرك فأتأكد أننى سأغرق فى سنوات النضج التى أعشقها .النضج الذى يجعل جسدى يختلط بجسدك فلا أعرف ان أميز بينهما لأعثر على ذاتى.هل تجربين معى يوما أن تنامى فى أحضانى وتشعرين بأن حجم الآهات التى ستصرخين بها قادرة على إيقاظ العالم. إتركى نفسك لى أتركى نفسك للحب دون مواجع دون صفحات ماضية قاسية فأنا أعرف أن أنسحاب عينيك اليسرى المخيفة التى تريد الإنتقام من الماضى ستهدأ جيدا بمجرد أن تشربين ماء حبى ستجدينه عودا يشبه مسك ريقك الجميل ،شفاهك المكتنزة الممتلئة بالجروح هى سر جاذبيتك فأتركيها لى جيدا كي أرسم مدارها من جديد ولا تمانعين فالقبلة خلقت لإحياء الروح ،وأنت روحك ماتت منذ سنوات طويلة حتى أنك لا تشربين أى شيئ بإستمتاع كل شيئ يدخل يمر فوق تلك الشفاه الوردية يتحول إلى شراب مر .غضبت جيدا من أنك لا تحبين السكر الزائد فى السحلب الذى يشبه لون صدرك النارى، وعلى الرغم من تأففك دون مراعاة لشعور من يجلس بجانبى إلا أننى فى تلك اللحظة أردت أن يقف عمال كل القهوة ليقدموا لك إعتذارا حارا على إزعاج هذا اللسان المرمرى .
ياحبيبتى أقتربى أكثر إتركى لذاتك براحا دون هذه الأغلفة التى ستموتين بها دون أن تستمعى بالحياة فالمرأة التى تظل تظهر القوة ستتحول بمرور الأيام إلى قلب متحجر وأنا لا أحب رؤية الحجازة ماثلة أمامى .
أتخيلك تحت مياة شفافة تتساقط على جسدك الملون وأحلم بك وأنا أنزع كل قطعة من ملابسك بهدوء شديد فالحب لدى صارمرتبطا بالبطئ كلما أبطئت خطاك نحوى إزددت شوقا، وكلما تأخرت رغبتك على مهل أجن أكثر وأكثر ، فهل تستطيعين أن تشهقى لساعات طويلة دون أن تدفعينى بقوة إلى رحمك لأغرق فيه.
كل من مرو قبلك كانوا يريدون الإنتهاء بسرعة وأنا أريد الإستقرار فى المساحة البيضاء اللامعة بين حمامتيك الحمراواتين ،فأتركين لى جغرافيا جسدك لأتدفئ فأنا من زمن طويل وعينى مرهقة تبحث عن سكن دون أن تجده ، فأستقر وحيدا فى غرفتى وأغفو قليلا لأستيقظ لحياة الوحشة.
لا يغرك الوجه الجميل الذى يظل يضحك هنا ويوزع النكات الجنسية الصريحة .أنا فى الواقع حزين وأن لم تصدقى فإنظرى إلى الهالات السمراء التى تحيط بعينى لتعرفين أننى فى حاجة إلى إمراة تغدق على تحيطنى بصدرها وتلفنى من كل الزوايا وتقبض بيدها وبجسدها وبأقدامها على لتضغط اكثر كى تمص كل الأوجاع التى تحملتها سنوات طويلة بدعوى الإستمرار كرجل فارس .
هل تعرفين أننى مللت من الفروسية وأريد العودة إلى كونى طفلا صغيرا لا يفكر فى شيئ ولا يحسب للزمن أى حساب فقط يضحك بقوة دون أن يكون ورائه كما كبيرا من كل هذه المهام المكدسة .
فى مراهقتى كانت أنانيتى كبيرة ولكن أقسم لك أننى لم أحتضن إمراة يتأفف قلبى منها ، كل من قمت بإحتضانهن كن يغرقن فى أنفاسى وأنا مثلهن كنت أغرق فى أجسادهن وأرواحهن لأعلمهن طرقا جديدة للعشق ، ولكنى الآن ناضج وعميق وأعرف كيف أحتضنك بحنان مبهر وكيف أفتح يدك الجميلة تلك لأقبل تلك الخيوط المرسومة فيها وأعرف جيدا من قبضة يدك جيدا متى ينقبض رحمك ليستقبلنى أم لا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى