
«مصر خالية من السرطان – نحو جيل قادر على الحياة والبناء» (اعداد – على خليل)
( نداء إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي)
فخامة الرئيس،
لقد شهدت مصر خلال السنوات الأخيرة نقلة حقيقية في مجال الرعاية الصحية الوقائية، وكان أبرزها المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، التي غيّرت قواعد التعامل مع المرض، وأنقذت آلاف السيدات من الألم والإنهاك وفقدان الأمل. كانت تلك المبادرة مثالاً حيًّا على أن الإرادة السياسية حين تتوجّه نحو صحة الإنسان، فإن النتائج تكون ملموسة وسريعة ومؤثرة.
وإذا كانت مصر قد تمكنت، من خلال حملات قومية مماثلة، من القضاء شبه الكامل على فيروس سي وتحويله من مشكلة صحية كبرى إلى قصة نجاح عالمية تُدرَّس، فإن الأمل ذاته يمكن أن يمتد اليوم إلى معركة جديدة ضد السرطان بجميع أنواعه، بحيث لا يظل التركيز على نوع واحد فقط، بل يشمل منظومة متكاملة للكشف المبكر والتشخيص والعلاج.
إنّ الشباب في مصر يشكّلون اليوم ما بين 65% إلى 70% من عدد السكان، وهم قوة المستقبل، وعماد الاقتصاد، وجنود حماية الوطن وأمنه واستقراره. واستمرار ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان بين الفئات العمرية الشابة يهدد هذه القوة الحيوية التي تُراهن عليها الدولة في البناء والتنمية.
لذلك، فإننا نرفع إلى فخامتكم هذا النداء لإطلاق مبادرة وطنية شاملة بعنوان:
«مصر خالية من السرطان – نحو جيل قادر على الحياة والبناء»
وتكون قائمة على:
-
توسيع نطاق الكشف المبكر المجاني ليشمل الرجال والنساء والفئات بين 30 و45 عاماً.
-
إدراج بروتوكولات علاج حديثة تحت مظلة التأمين الصحي الشامل.
-
تعزيز مراكز الأورام الإقليمية وتزويدها بالتقنيات التشخيصية الدقيقة.
-
نشر ثقافة الوعي الصحي والوقاية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب.
إن هذا المشروع لا يحمي الأفراد فقط، بل يحمي مستقبل الدولة ذاته؛ لأن الاستثمار في صحة الشباب هو استثمار في أمن مصر القومي.
اننا :
نثق في قدرتكم، فخامة الرئيس، على تحويل هذا النداء إلى قرار وطني جامع، كما حدث من قبل مع فيروس سي، حين تحوّل الحلم إلى واقع، والتهديد إلى إنجاز وراية فخر للدولة المصرية.
++++++++++++++++++++++++++++++++
1) لمحة أولية عن الوضع الحالي
وفق بيانات International Agency for Research on Cancer (IARC) لعام 2022، بلغ عدد الحالات الجديدة للسرطان في مصر نحو 150 578 حالة تقريباً، فيما بلغت الوفيات حوالي 95 275 حالة. Global Cancer Observatory+2IARC+2
معدل الإصابة المعمم (محسوباً بحسب العمر) هو تقريباً 166.1 حالة لكل 100 000 شخص سنوياً، فيما معدل الوفيات يبلغ نحو 107.7 حالة لكل 100 000 شخص سنوياً. CanScreen5+1
أكثر أنواع السرطان انتشاراً في مصر (ذكور وإناثاً معاً): يأتي سرطان الكبد في المقدّمة، ثم سرطان الثدي، ثم سرطان المثانة. Global Cancer Observatory+1
هذا الوضع يتطلّب نظرة جدّية وشاملة، خصوصاً أنّ مصر دولة ذات عدد سكاني شاب نسبياً، ما يعني أن السرطان ليس حكراً على كبار السن وحدهم.
2) تغيّرات ملفّتة في عمر الإصابة
رغم أن السرطان يُعتبر غالباً من أمراض المراحل العمرية المتقدمة، إلا أن العديد من الدراسات المصرية تشير إلى ارتفاع نسبي في حالات الإصابة لدى الفئة العمرية تحت سنّ الـ45 عاماً.
على سبيل المثال، في دراسات خاصة بسرطان الثدي في مصر، وُجد أنّ المتوسط لسِنّ التشخيص كان نحو 46.5 سنة، وقد تم تسجيل حالات في سنّ 24 سنة. PMC
كما تشير إحدى الدراسات إلى أنّ معدل الإصابة لدى الأطفال كان بمقدار 12.1 لكل 100 000 طفل/طفلة في مصر، مع تسجيل نحو 4 181 حالة سنوياً للأطفال تحت 15 سنة تقريباً. PMC
العبرة: لا يمكن استثناء الفئات الشابة من خطّة مكافحة السرطان، بل يجب أن تكون محوراً أساسياً ضمن الاستراتيجية الوطنية.
3) كيف تستفيد مصر من البروتوكولات الحديثة والعالمية؟
يمكن لمصر أن تتبّنى نهجاً علمياً متكاملاً من خلال الخطوات التالية:
-
تكييف واعتماد الخطوط الإرشادية الدولية مثل National Comprehensive Cancer Network (NCCN) وEuropean Society for Medical Oncology (ESMO)، وتعديلها لتتلاءم مع الواقع المصري من حيث التكلفة والبنية التحتية.
-
الكشف المبكر والفحص المنتظم: لجعل برامج فحص سرطان الثدي، وسرطان القولون، وسرطان عنق الرحم شائعة ومجانية أو شبه مجانية، وتوسيع نطاقها لتشمل الفئات العمرية الأقل من المعتاد.
-
تطوير مراكز مرجعية متخصصة تضم فرقاً متعددة التخصصات (MDT)، تشمل تشخيصاً دقيقاً، وعلاجاً كيميائياً وإشعاعياً، ورعاية متابعة.
-
تعزيز المختبرات والتشخيص الجيني: الاستثمار في الباثولوجيا المعيارية، والفحوصات الجينية والطفرات الورمية (مثل HER2، EGFR، BRCA) لفتح المجال نحو «الطب الدقيق».
-
بناء سجلّ وطني للسرطان: يجمع بيانات دقيقة عن العمر، النوع، المرحلة، النتيجة، لتقييم الأداء، وضبط الاستراتيجيات بناءً على مؤشرات واضحة.
-
رفع قدرات الكوادر البشرية والبحث العلمي: تدريب أطباء الأورام، الممرضات، فنيي المختبرات، وتحفيز البحث العلمي والمشاركة في التجارب السريرية الدولية.
4) لماذا ينبغي أن تطمح مصر إلى أن تصبح خالية من السرطان؟
-
الشبابُ هم مستقبل مصر، وإذا أصيبوا بالسرطان في سنّ الإنتاج، فإنّ ذلك ليس خسارة فردية فقط، بل خسارة وطنية في رأس المال البشري.
-
انخفاض معدل الوفيات وتحسين الجودة الحياتية يعنيان تقليلاً كبيراً في تكلفة العلاج والتبعات الاجتماعية والاقتصادية.
-
بأن تصبح مصر نموذجاً رائداً في المنطقة في مكافحة السرطان، فإن ذلك يعكس قوة الدولة ورؤيتها في حماية المواطن.
5) خطة تنفيذية مقترحة
المدى القصير (1-2 سنة):
-
إطلاق حملات توعية مكثّفة تستهدف الفئة العمرية من 30 إلى 45 سنة، وتشجيع الكشف المبكر.
-
إدراج عدد محدد من الأدوية والبروتوكولات العلاجية تحت مظلة التأمين الصحي الشامل.
المدى المتوسط (3-5 سنوات): -
إنشاء وتجهيز 4-6 مراكز مرجعية متخصصة في محافظات مصر.
-
إطلاق سجلّ وطني محوسب للسرطان، وتدريب جيل جديد من الخبراء في التشخيص والعلاج.
المدى الطويل (5-10 سنوات): -
توسيع الكشف المبكر ليشمل جميع المحافظات، وخفض معدل الوفيات بنسبة ملموسة (مثلاً 25% خلال 10 سنوات).
-
تعزيز البحث والابتكار المحلي في مجال السرطان، وتحقيق اكتفاء جزئي في بعض العلاجات الحيوية.
مؤشرات قياس الأداء (KPIs): -
نسبة الحالات التي تُكتشَف في المرحلتين الأولى والثانية ≥50% خلال 5 سنوات.
-
خفض معدل الوفيات (Age-standardized mortality rate) بنسبة 25% خلال 10 سنوات.
-
تغطية ≥80% للفئات العمرية المستهدفة في برامج الكشف المبكر واللقاحات ذات العلاقة.
-
زيادة عدد المرضى المشاركين في تجارب سريرية دولية سنوياً.
++++++++++++++++++++
«خريطة بيانية – الفئات العمرية وعبء السرطان في مصر»
محتوى الرسم:
-
محور X: الفئات العمرية (مثلاً: < 30، 30-45، 46-60، > 60)
-
محور Y: نسبة حالات السرطان الجديدة أو عددها في مصر
-
إظهار واضح بأن الفئة 30-45 تشهد نسبة مهمة، مع تسليط الضوء بأن الشباب تمثل 65-70٪ من السكان
-
لون مميز للفئة الشابة (مثلاً أزرق فاتح) لتمييزها عن كبار السن
-
عنوان: «الشباب – القوة والحاجة: لماذا يجب أن يكون الكشف المبكر أولويتنا»
-
2: «مسار الاستراتيجية الوطنية – من التوعية إلى التحرّر من السرطان»
=======================
بعض الأرقام الحقيقية الموثوقة
-
عدد الحالات الجديدة في مصر لعام 2022: ≈ 150,578 حالة. Global Cancer Observatory+1
-
عدد الوفيات بسبب السرطان في مصر لعام 2022: ≈ 95,275 وفاة. Global Cancer Observatory+1
-
المعدّل العمُري-المعياري للإصابة في مصر (جميع الأنواع، الجنسين): 166.1 لكل 100,000 شخص. Global Cancer Observatory
-
المعدّل العمُري-المعياري للوفاة في مصر: 107.7 لكل 100,000 شخص. Global Cancer Observatory+1
-
أكثر ثلاث أنواع شيوعاً في مصر (كلا الجنسين): سرطان الكبد، سرطان الثدي، وسرطان المثانة. IARC+1
============================
✅ بيانات متاحة
-
في مصر، بلغ عدد الحالات الجديدة للسرطان في عام 2022 نحو 150 578 حالة. Global Cancer Observatory+2IARC+2
-
ونحو 95 275 وفاة بسبب السرطان في نفس السنة. Global Cancer Observatory+1
-
المعدّل العمري المعياري للإصابة (Age-standardized incidence rate) هو 166.1 لكل 100 000 شخص/سنة. CanScreen5+1
-
المعدّل العمري المعياري للوفاة هو 107.7 لكل 100 000 شخص/سنة. Global Cancer Observatory+1
-
بالنسبة لـسرطان القولون المُبكر، هناك دراسة تشير إلى أن متوسط عمر التشخيص في الفئة «16-45 سنة» كان حوالي 35 ± 7 سنوات. ASCO Publications
======================
(النقاط الأساسية — مع مراجع)
-
إجمالي عبء السرطان في مصر (2022)
-
حالات جديدة في 2022: ≈ 150,578 حالة؛ وفيات ≈ 95,275.
-
المصدر: GLOBOCAN / IARC (مُلخّص مصر 2022). Global Cancer Observatory
-
-
أكثر السرطانات شيوعًا في مصر
-
الترتيب: الكبد ـ الثدي ـ المثانة (بناءً على بيانات GLOBOCAN 2022). هذا يحدِّد أولويات الفحص والوقاية. Global Cancer Observatory
-
-
ارتفاع واضح لحالات السرطان المبكر (أدلة نوعية، مثال واضح: القولون)
-
دراسة متعددة المراكز عن سرطان القولون المبكر (EOCRC) في مصر — JCO Global Oncology 2024: من بين 1,310 مرضى، كان 42.4% منهم أصغر من أو يساوون 45 سنة (تعريف EOCRC في الورقة هو ≤45 سنة). هذا يدلُّ على أن نسبة المرضى الشباب مرتفعة بشكل كبير في سرطان القولون لدى المصريين. PubMed
-
-
سرطان الثدي — الميل لحدوثه في سنٍّ أصغر مقارنة ببعض الدول
-
دراسات مصرية وإقليمية متعددة تشير إلى أن متوسط/وسيط عمر تشخيص سرطان الثدي في عدد من السلاسل المصرية يتأرجح في منتصف الأربعينات — أي أن جزءًا كبيرًا من الحالات يقع في الفئة العمرية 30–45 أو قريبًا منها. (أمثلة ودراسات محلية ومراجعات إقليمية). PMC+1
-
-
الأطفال والشباب
-
هناك بيانات منفصلة للسرطان الطفولي تُشير إلى آلاف الحالات سنوياً في فئات الأطفال (<15 سنة)؛ والملاحظة العملية: مصر دولة ذات بنية سكانية شابة، لذا أي ارتفاع في نسب الإصابة المبكرة يضغط بشدة على المجتمع والاقتصاد. (مراجع للطبّ الأطفال والبيانات الوطنية). Global Cancer Observatory+1
-




