إبرام صفقة شاملة بشأن غزة قبل زيارة نتنياهو للولايات المتحدة

تعمل إسرائيل على تكثيف جهودها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن قبيل زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الأسبوع المقبل، حسبما أفادت ثلاث قنوات تلفزيونية عبرية مساء الأربعاء.

وذكرت القناة 12 الإخبارية نقلا عن مصادر مطلعة على المحادثات أن إسرائيل مستعدة الآن، وللمرة الأولى، للانخراط في محادثات حول إطار شامل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الخمسين المتبقين لدى حماس.

وأضاف التقرير أنه حتى إذا وافقت حماس من حيث المبدأ على هذا الإطار، فمن المحتمل أن تستغرق العملية بعض الوقت.

وفي حال تم التوصل إلى التزام أساسي من حماس، ستحتاج المفاوضات بعد ذلك إلى أن تُعقد في الدوحة أو القاهرة لمناقشة إطلاق سراح الأسرى الأمنيين الفلسطينيين مقابل الرهائن، وعملية انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، ودخول المساعدات الإنسانية – وهي محادثات من المتوقع أن تستغرق أسبوعًا على الأقل، بحسب الشبكة.

في الوقت نفسه، تجري محادثات أوسع – يقودها بشكل أساسي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، والمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، ومسؤولون قطريون – لتحديد مدى استعداد إسرائيل لإنهاء الحرب، وما إذا كانت حماس مستعدة لقبول الشروط التي تعرضها إسرائيل. وبدون هذا القبول، تبقى فرص التوصل إلى صفقة ضئيلة، رغم تزايد التفاؤل، بحسب التقرير.

مساء الأربعاء، قال نتنياهو إن هدفَي إسرائيل المتمثلين في هزيمة حماس وتحرير الرهائن ما زالا قابلين للتحقق، حيث قال خلال زيارته لمقر شركة خط أنابيب إيلات-أشكلون في أشكلون: : “أقول لكم، لن تكون هناك حماس. لن يكون هناك حمستان. لن نعود إلى ذلك. انتهى الأمر. سنحرر جميع رهائننا”.

وأضاف أن أي اقتراح بأن هذين الهدفين متعارضان هو “هراء”، وتابع: “الأمران يعملان معاً. سنحقق ذلك معاً، خلافاً لما يقولون. سنقضي عليهم حتى النهاية”.

وفي تقرير آخر، ذكرت القناة 12 أن نتنياهو يعتزم خلال لقائه المقرر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين أن يطلب من الولايات المتحدة الضغط على قطر لتهديد قادة حماس بالطرد إذا لم يحرزوا تقدمًا في صفقة قريبة أو يظهروا مرونة في مواقف التنظيم الأساسية.

وأشارت تقارير إلى أنه خلال المناقشات رفيعة المستوى الأخيرة، أُعيد طرح مسألة “المعاملة التفضيلية” التي يحظى بها قادة حماس في الخارج.

ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أن العقوبات المستهدفة ضد قادة حماس، وخاصة أحد القادة البارزين المقيمين في الخارج – والذي لم يُذكر اسمه – ويستضيفه بلد مثل قطر أو تركيا، ضرورية لدفع حماس نحو إبرام الصفقة، رغم العلاقات المعقدة بين إسرائيل وهذه الدول، بحسب القناة 12.

ونقل عن مسؤولين أمنيين مشاركين في المحادثات قولهم: “قادة حماس يتنقلون بحرية حول العالم ولا يشعرون بأي ضغط – ولهذا السبب لا يستعجلون لإبرام صفقة”.

في وقت سابق من الأربعاء، قالت حماس إنها منفتحة على وقف إطلاق النار مع إسرائيل، لكنها لم تقبل الاقتراح الذي أعلنه ترامب في اليوم السابق، والذي قال فيه إن إسرائيل وافقت على “الشروط اللازمة للتوصل” إلى وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما مع حماس، مضيفًا أنه خلال هذه الفترة “سنعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب”.

وهذا الاقتراح يشبه الأطر السابقة، لكن المحادثات تعثرت مرارًا بشأن الشروط التي تلي وقف إطلاق النار، إذ تصر إسرائيل على الاحتفاظ بحقها في استئناف القتال، بينما تطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى