
الكيان المزعوم : إعادة فتح الطرق في اليوم الثاني للحرائق والمساعدات الأجنبية في الطريق
من المتوقع وصول طائرات من أوروبا خلال الساعات المقبلة؛ تقليص عدد فرق الإطفاء، وعودة سكان ميفو حورون، رغم استمرار اشتعال النيران في ست مناطق، ما يُلقي بظلاله على الاحتفالات بالعيد
واصل أكثر من 100 فريق إطفاء مكافحة سلسلة من الحرائق الهائلة التي اجتاحت التلال غرب القدس لليوم الثاني على التوالي الخميس، لكن بدا أنهم حققوا تقدمًا في احتواء النيران خلال الليل، مع توقع وصول طائرات إطفاء من حلفاء أوروبيين في وقت لاحق من اليوم.
وبينما يستعد الإسرائيليون للاحتفال بيوم الاستقلال، أعادت السلطات فتح الطرق التي أُغلقت في اليوم السابق وبدأت بالسماح لبعض السكان الذين تم إجلاؤهم بالعودة إلى منازلهم، لكنها حذرت من أن النيران لم تُحتوَ بعد وقد تشتعل مجددًا في وقت لاحق من الخميس.
وقالت سلطة الإطفاء والإنقاذ في بيان الخميس: “في هذه المرحلة، لم نسيطر بعد على الحرائق”.
واندلعت النيران في منطقة تلال القدس صباح الأربعاء، واجتاحت أطراف العاصمة وسط موجة حر خانقة ورياح قوية غذّت انتشار اللهب. وقال مسؤول إن الحرائق، التي قد تكون الأكبر في تاريخ إسرائيل، أجبرت 10 تجمعات سكنية على الإخلاء وأدت إلى إغلاق عدة طرق، بما في ذلك الطريق السريع الرئيسي الذي يربط القدس بتل أبيب.
وقدّرت منظمة “كيرن كييمت ليسرائيل – الصندوق القومي اليهودي” (KKL-JNF) صباح الخميس أن نحو 20 ألف دونم (5 آلاف فدان) قد احترقت في هذه الحرائق، مع تعرض متنزه كندا قرب مدينة موديعين لأضرار جسيمة بشكل خاص.
ورغم استمرار اشتعال الحرائق، أعلنت الشرطة صباح الخميس أنها أعادت فتح الطريق رقم 1 وطرق أخرى قرب القدس كانت قد أُغلقت. وكان السائقون قد اضطروا في اليوم السابق إلى ترك سياراتهم بينما اقتربت ألسنة اللهب من الطريق السريع الرئيسي.
كما أُعيد تشغيل خط القطار الذي يربط القدس بتل أبيب.
وقال مسؤولون إن سكان مستوطنة ميفو حورون في الضفة الغربية، القريبة من مدينة موديعين الإسرائيلية، سُمح لهم بالعودة إلى منازلهم بعد تقييم أجرته الشرطة. وفي يوم الأربعاء، سُمح أيضًا لسكان إشتؤول وميشمار أيالون، اللتين أُخليتا، بالعودة إلى بلدتيهم.
وأفادت سلطة الإطفاء والإنقاذ أن هناك 126 فريقًا يعملون على إخماد ست حرائق غابات منفصلة في المنطقة غرب القدس، بعد أن كان العدد 163 فريقًا في اليوم السابق.
وقال مفوض الإطفاء إييال كاسبي: “يعمل عناصر الإطفاء في ظروف قاسية. الفرق تعمل لساعات طويلة تقريبًا دون توقف للراحة”.
ورفض متحدث باسم سلطة الإطفاء والإنقاذ تأكيد ما إذا كان قد تحقق تقدم في السيطرة على الحرائق، أو إعطاء تفاصيل عن نسبة النيران التي لا تزال مشتعلة.
ورغم انخفاض درجات الحرارة صباح الخميس واحتمال هطول زخات خفيفة من المطر، حذر المسؤولون من أن النيران قد تشتد مجددًا بعد الظهر مع توقع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة سرعة الرياح.
وقد ألقت الحرائق المتواصلة بظلالها على احتفالات يوم الاستقلال، الذي عادةً ما يحتفل به الإسرائيليون بالتوافد إلى المنتزهات والمواقع الطبيعية والشواء. وحذرت السلطات المتنزهين من التوجه إلى عدة متنزهات وطنية ومحميات طبيعية في المناطق المتضررة من الحرائق.
وأكدت متحدثة باسم سلطة الإطفاء والإنقاذ لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن هناك حظرًا وطنيًا على إشعال النيران والشواء في المناطق المفتوحة.
ولا تزال أوامر الإخلاء سارية في سبع بلدات: شاعر حغاي، مسيلات تسيون، بيت مئير، شورش، نفي إيلان، ياد هشمونا، ونطف.
وأظهرت لقطات جوية من موقع الحرائق مساحات شاسعة من الأراضي اسودّت بسبب النيران.
وقد استنزفت هذه الحرائق موارد جهاز الإطفاء، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الانضمام إلى جهود الإطفاء وإطلاق مناشدات للمساعدة الدولية.
وقالت السلطات إن قبرص وإيطاليا ستُرسلان ثماني طائرات يوم الخميس لمساعدة خدمات الطوارئ الإسرائيلية المنهكة.
وقد تعهدت عدة دول أوروبية، من بينها أوكرانيا وإسبانيا وفرنسا ورومانيا وكرواتيا، مساء الأربعاء بإرسال طائرات أيضًا. ولم يتضح موعد وصولها.
وفي الوقت الحالي، قالت سلطة الإطفاء إن 10 من أصل 14 طائرة إطفاء إسرائيلية تعمل على إخماد الحرائق.
وقال مسؤولون صحيون إن 17 من عناصر الإطفاء تعرضوا لإصابات، بينهم اثنان نُقلا إلى المستشفيات. وقد أُدخل أكثر من عشرة أشخاص، بينهم امرأتان حاملتان ورضيعان، إلى المستشفيات الأربعاء، معظمهم جراء استنشاق الدخان والحروق.
ومع تعرض فرق الإطفاء لضغوط منهكة، أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق إيال زمير الجيش بالمساعدة في مكافحة النيران.
ونشرت القوات الجوية الإسرائيلية عدة فرق إطفاء أرضية من قواعد جوية لإخماد الحرائق، بينما نفذت وحدة 669 للبحث والإنقاذ عمليات تمشيط بواسطة مروحياتها، إلى جانب طائرة Beechcraft King Air للمراقبة الجوية.
وأعلن الجيش أن طائرتين من طراز “سوبر هيركوليس” ألقتا أكثر من 25 حمولة من مواد مانعة للاشتعال فوق الحرائق الكبيرة المشتعلة في منطقة القدس مساء الأربعاء.
بالإضافة إلى طواقم الإطفاء العاملة قرب القدس، قالت خدمة الإطفاء إن 24 وحدة إطفاء و4 فرق تطوع تعمل على إخماد عدة حرائق في شمال البلاد سماء الأربعاء، بما في ذلك قرب العفولة ورمات تسفي.
كما تم إرسال 12 وحدة إضافية من شمال البلاد للمساعدة في حرائق منطقة القدس.
وقبل شروق الشمس يوم الخميس، أنقذ عناصر الإطفاء ثلاثة أشخاص من حريق اندلع في دار مسنين في مدينة بات يام الساحلية. وقالت سلطة الإطفاء إن عدة أشخاص نُقلوا إلى المستشفيات بإصابات طفيفة، من بينهم رجل يبلغ من العمر 80 عامًا.