الأقتصاد

ميناء الحديدة اليمني يكافح لاستقبال إمدادات ضرورية

بعد أن دمرت ضربة جوية معدات رصيف السفن في بداية الحرب الدائرة منذ 20 شهرا في اليمن يكافح ميناء الحديدة على البحر الأحمر لاستقبال إمدادات من الغذاء والوقود تشتد حاجة السكان إليها الآن أكثر من ذي قبل مع تفشي الجوع والمرض في البلاد.

كان ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي المدعومة من إيران نقطة دخول ما يقدره مسؤولو الميناء بنحو 70 بالمئة من واردات اليمن من الغذاء فضلا عن المساعدات الإنسانية. ويقول المسؤولون إن شحنات الغذاء التي تدخل عبر الحديدة انخفضت أكثر من النصف.

رسم توضيحي لمتوسط أسعار السلع في اليمن قبل الأزمة وفي سبتمبر 2016.
رسم توضيحي لمتوسط أسعار السلع في اليمن قبل الأزمة وفي سبتمبر 2016.

وقبل اندلاع الحرب التي أودت بحياة نحو عشرة آلاف شخص وشردت ثلاثة ملايين آخرين كان الميناء يعج بالعمال والبحارة ووكلاء شركات الشحن البحري الذين يعكفون على ضمان سهولة دخول إمدادات ضرورية للشعب اليمني الفقير الذي يبلغ تعداده 26 مليون نسمة.

وتجمع عشرات العمال الأسبوع الماضي أمام مكتب رئيس الميناء وهم يهتفون طالبين السماح لهم بالدخول للبحث عن عمل أو الحصول على مساعدات مالية.

 ويقول مسؤولون إن مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية والذي يقاتل لدحر الحوثيين من الأراضي التي استولوا عليها العام الماضي أعطبت الرافعات الأربع العملاقة في الميناء وإنها لا تزال معطلة حتى الآن. كما دمر هجوم المقاتلات معدات أخرى في الميناء.

ولا يزال الركام الناجم عن هجوم السابع عشر من أغسطس آب متناثرا على رصيف الميناء.

وقال أحمد عبده العامل في الميناء وهو يرتشف الماء للترطب في الجو الحار “لم يعد هناك عمل لنا.”

وأضاف “كنا نستقبل ثلاث أو أربع سفن وكنا نقوم بتفريغها خلال يومين أو ثلاثة أيام. الآن لا يسمح الميناء سوى للسفن التي تأتي برافعاتها الخاصة بالدخول.”

* تفريغ يدوي للسفن وتراشق الاتهامات

في الأسبوع الماضي بدا الميناء شبه مهجور سوى من بضعة عمال يكدون تحت سياط شمس حارقة لتفريغ شحنة ذرة من سفينة يدويا ونقلها إلى شاحنة بعد أن دمرت المقاتلات الأنابيب التي كانت تستخدم في نقل الحبوب إلى الصوامع.

وكانت سفينة أخرى تستعد لمغادرة الميناء بعد تفريغ حمولتها على مدى ستة أيام وهي مهمة لم تكن تستغرق سوى بضع ساعات من قبل.

تقول الأمم المتحدة إن الجانبين يعوقان تسليم المساعدات وبدأت إجراءات تحقق وتفتيش خاصة لمحاولة حل المشكلة.

وبعد هجوم العام الماضي قال المتحدث باسم قوات التحالف اللواء ركن أحمد عسيري إن مقاتلات التحالف استهدفت قاعدة بحرية يستخدمها الحوثيون داخل الميناء.

وينفي التحالف العربي – الذي دخل الحرب في مارس آذار من العام الماضي بعد أن أرغم تقدم الحوثيين الرئيس عبد ربه منصور هادي على اللجوء إلى المنفى – تعطيل إمدادات الغذاء أو استهداف منشآت البنية التحتية.

ويقول إن الحوثيين يحتجزون بشكل متكرر إمدادات الإغاثة ويوجهون الموارد إلى المجهود الحربي.

ونقل تلفزيون العربية عن عسيري هذا الشهر قوله إن الحوثيين يعطلون 34 سفينة تنقل إمدادات إنسانية منذ ما يصل إلى ستة أشهر في الحديدة. لكن مصادر في أوساط الإغاثة نفت علمها بمثل هذا الأمر.

كما قال مسؤولون بالميناء ومصادر بالشحن البحري إنه لا علم لهم باحتجاز الحوثيين أي سفن مساعدات ولكنهم أشاروا في الوقت نفسه إلى أن سجلات الميناء تشير إلى أن ثلاث سفن بضائع محتجزة بناء على أوامر محكمة بسبب نزاعات تجارية.

ويقول القبطان محمد أبو بكر إسحاق رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانيء البحر الأحمر التي تضم ميناء الحديدة “حتى قبل عام 2015 فقط حقق ميناء الحديدة طفرة في الإيرادات من الموارد غير النفطية تتجاوز 30 بالمئة من متوسط النمو. لكن التحالف دمر البنية التحتية للموانيء.”

* في مواجهة المجاعة

أبلغ منسق الإغاثة في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي أن اليمن على شفا مجاعة إذ يعاني أكثر من 21 مليون يمني من نقص الغذاء.

وتقدر “شبكة نظم الإنذار المبكر من المجاعة” التي يقع مقرها في الولايات المتحدة وتديرها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن ربع الشعب اليمني هم على الأرجح في حالة “طواريء” فيما يتعلق بالأمن الغذائي وهي درجة واحدة قبل “الكارثة” أو المجاعة.

وتقول الشبكة إن المناطق الأشد تضررا هي أجزاء من محافظة تعز والمناطق الساحلية الجنوبية من محافظة الحديدة.

تظهر أرقام الميناء أن واردات القمح والشعير انخفضت 11 بالمئة في الفترة بين يناير كانون الثاني وأكتوبر تشرين الأول من هذا العام في حين توقفت واردات الماشية الحية تماما.

يقول عوض سعيد المشرف في الميناء إن القيود التي تفرضها قوات التحالف على دخول السفن مع بدء الحرب رفعت تكلفة أقساط التأمين وخفضت عدد السفن التي تدخل الميناء إلى أقل من النصف.

وقال إسحاق إن حوالي مليون طن من المواد الغذائية دخلت اليمن عبر الحديدة العام الماضي وهو ثلث مستوى الإمدادات في 2014.

وأضاف أن عدد الحاويات انخفض 54 بالمئة إلى 142 ألفا من 300 ألف حاوية في 2014.

وبعد غارة 2015 قال مسؤولون إن مقاتلات التحالف العربي قصفت الميناء تسع مرات أخرى. ووفقا لموقع ماريتايم اكزكيوتيف على الانترنت فقد أصابت الضربات الجوية مرسى ورافعات ومخزن برنامج الغذاء العالمي ومبنى إدارة الميناء ومخزن سلطة الميناء ومبنى الجمارك.

وقال سعيد لرويترز “طاقة الميناء تقلصت بشدة منذ دمر التحالف الرافعات الأربع. الميناء يكافح الآن كي يظل مفتوحا.”

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى