مقالات

دكتور / محمد حجازي / يكتب / ( العلاقات الاقتصاديه بين الشرق والغرب)

مرت العلاقات بالعديد من المراحل من الممكن استعراضها بشكل موجز كما يلي:

١. الانعزال الاقتصادي:

ان النظام الاشتراكي الاقتصادي الذي شهد العالم مولده منذ العشرينيات ارتكز على الصراع بين قطبي الاقتصاد العالمي حيث قام الاتحاد السوفيتي استقطاب دول اوروبا الشرقيه الى جانبه من خلال مجلس المساعده الاقتصاديه المتبادله او ما يطلق عليه الكوميكون COMECON وعلى الجانب الاخر وقفت الولايات المتحده الامريكيه والى جانبها دول اوروبا الغربيه وحاول كل من القطبين ان يقوم بقسر التبادل التجاري والتكنولوجي في حدود تلك الدول التي تستقطبها ورفض الاتحاد السوفيتي ومن وراءه الكتله الشرقيه المصادقه علي النظام النقدي العالمي عام 1944 كما لم يفضل الانضمام لمؤسسات هذا النظام وهي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للانشاء والتعمير في الصراع بين القطبين على نفس الفكر الواحد بينما راي الاتحاد السوفيتي انغلاق الكوميكون سيعجل بازمه للراسماليه خاصه وانها تعرضت لازمه الكساد العظيم في الثلاثينات..

٢..السياسات التي اتبعتها الولايات المتحده واوروبا الغربيه.

– اتخذت الولايات المتحده عددا من السياسات الهادفه لتحديد كيفيه التعامل مع دول اوروبا الشرقيه والاتحاد السوفيتي بعد الحصار الذي فرضته الدول الاخيره حول نفسها من خلال الكوميكون وتمثل ذلك في استخدام الحظر الاستراتيجي من اجل اغلاق وصول الموارد لاوروبا الشرقيه وتم وضع قانون الرقابه على الصادرات الامريكيه عام 49 واستمر الحظر الاستراتيجي بالغاء كافه الامتيازات التجاريه مع الكوميكون ما عدا يوغسلافيا

٣..تحسن العلاقات التجاريه بين اوروبا الشرقيه والدول الغربيه

خلال الفتره من عام 1953- 1963 في قمه الانغلاق الاقتصادي ظهر تحسن طفيف بعد وفاه الرئيس السوفيتي ستالين وبدات تتضاعف التجاره بين الشرق والغرب ولكن استمر رائدا الكتلتين الولايات المتحده والاتحاد السوفيتي لاسباب سياسيه لرفض اي تغير ملحوظ في العلاقات.

٤.. بدء محاوله الاصلاح في اوروبا الشرقيه:

لان الاهتمام كان ينصب على تحقيق الاهداف الكميه دون الكيفيه الامر الذي جعل الاتحاد السوفيتي ودول اوروبا الشرقيه عاجزين على اللحاق بالتطور التكنولوجي في الدول الغربيه. وفشلت محاولات بعض الاصلاحات مع حلول عام 1970 نتيجه معارضه الاتحاد السوفيتي لها كما هو الحال في تشيكوسلوفاكيا والتي الغت الاصلاحات الاقتصاديه والسياسيه صوره مفاجئه بعد التدخل العسكري للجيش السوفيتي في براغ عام 1968

٥.. بدايه تحسن العلاقات التجاريه بين الشرق والولايات المتحده

في نهايه الستينيات و بدايه السبعينيات. حيث بدات تزداد القوه التنافسيه لاوروبا الغربيه واليابان وتهدد مركز الولايات المتحده في الاسواق الغربيه مما حدا بالولايات المتحده للتعاون التجاري مع الكتله الشرقيه و زياده الصادرات والغاء سياسه الحظر القديمه.

٦.. ازمه البترول تلفت الانظار للمصالح الغربيه في التعامل مع الشرق في السبعينيات:

وخاصه ان الدول الشرقيه تمتلك موارد الطاقه البديله والاتحاد السوفيتي على وجه الخصوص كمورد كبير للطاقه وذلك في اعقاب الحظر الذي فرضته اوبك والارتفاع الكبير في ذلك الوقت للبترول.

٧. بدء الدعوه لسياسه البروسترويكا في منتصف الثمانينات :

مع تولي الرئيس جورباتشوف عام 1985 دعي الى تبني سياسه البيروسترويكا ( اعاده البناء ) والجلاسونست (المصارحه او المكاشفه) وذلك يقينا منه بظهور الاقتصاد وكان ذلك بمثابة اعطاء الضوء الاخضر لدول المعسكر الشرقي للمضي قدما نحو السوق الحر.

٨.. انفتاح اقتصاديات الاتحاد السوفيتي ودول اوروبا الشرقيه على الغرب سنه

88 و بدات الولايات المتحده بالسماح الى شركات امريكيه بالدخول في مشروعات مشتركه بالاتحاد السوفيتي في قطاع الكيماويات والنفط والسماح لشركات اخرى بتقديم مساعدات تقنيه في بعض القطاعات واعتبار الاتحاد السوفيتي الدوله الاولى بالرعايه.

٩. حل منظمه الكوميكون في عام 91 بعد فشلها في تحقيق اهدافها :

في تطور كبير اعلن جورباتشوف في يناير 91 حل منظمه الكوميكون بعد فشلها في تحقيق التكامل الاقتصادي وتمسك بعض الدول الاعضاء بالاستقلال في تخطيط اقتصادها القومي وعدم ربطها بخطط التكامل للكوميكون هذا الفشل لعب دورا بارزا في سرعه تحول هذه الدول نحو الغرب

السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته…

الي كل الاحبة والزملاء والطلاب. شرفت في نهاية التسعينيات بتدريس مادة اقتصاديات دول شرق اوروبا بدبلوم الاقتصاد العالمي بكليتي من البكالوريوس وحتي الدكتوراة كلية التجارة جامعة عين شمس. وفي الحقيقة وفي ظل الأوضاع الراهنة من اجتياح روسيا الاتحادية لاوكرانيا . والتي أري من وجهة نظري قد تكون بسبب العديد من الأسباب تاريخية؛ عسكرية ؛ امنية ؛ اجتماعية ؛ اقتصادية ؛ عرقية وجغرافية . حاولت ان أتذكر بعض كتاباتي في هذة الاقتصاديات بعد تفكك عري دولة الاتحاد السوفيتي وتفكك الكوميكون وظهور الكومنولث وتحولها من الشيوعية والتخطيط المركزي نحو اقتصاديات السوق في حقبة الرئيس السابق جورباتشوف وسياستة البرويسترويكا والجلاسونست . وسرد لتطور العلاقات بين الشرق والغرب. وصولا لرجل المخابرات بوتين والذي دوما مايتذكر النازية لوجودة بالمانيا الشرقية في بداياتة ودعونا نطرح بعض الاسئلة: .. هل يستطيع إعادة كتابة التاريخ وهل يستطيع جمع عري دول الكومنولث المستقلة … هل يستطيع السيطرة علي اوكرانيا وارهاب كل من تخول لة نفسة من دول الشرق الجنوح نحو الناتو. …هل يستطيع الصمود ضد العقوبات الاقتصادية الفادحة ويستطيع في ظل اقتصاديات السوق الحر والعالم المفتوح والذي أصبح ضمنة أم يعود للانغلاق…. وينهار كما حدث سابقا بعد الكوميكون. لقد بدا بالدول السلافية المجاورة للغرب الاقوي وهي روسيا واوكرانيا وبيلاروسيا لة دلالات . أسئلة تحتاج للطرح وفي انتظار تعليقاتكم.

2- (دوافع التحول في دول اوروبا الشرقيه نحو قوي السوق)

اولا: الدوافع الداخليه: ١. تراجع معدلات النمو الاقتصادي لدول اوروبا الشرقيه والاتحاد السوفيتي بالمقارنه بين مثيلتها في دول اوروبا الغربيه والولايات المتحده او دول جنوب شرق اسيا.

٢. انخفاض انتاجيه عنصر العمل رغم معدل تراكم راس المال كان الضعف في الاتحاد السوفيتي عن مثيله في الدول الصناعيه ولكن كان انخفاض انتاجية عنصر العمل واضحا. ٣. تفشي البطاله في دول اوروبا الشرقيه بشكل كبير ٤. انخفاض مستوى الدخل القومي الفردي وتدني مستوى المعيشه. ثانيا: الدوافع الخارجيه: ١.التراجع في حجم التجاره الخارجيه نتيجه انغلاق اوروبا الشرقيه وقله صادراتها للغرب وبالتالي عزله كبيره نتيجه الانغلاق لدول اوروبا الشرقيه ولقوانين الحظر التي فرضتها الدول الغربيه والولايات المتحده.

٣. التخلف التكنولوجيا وذلك بسبب نظام التخطيط المركزي وعدم كفائته الاقتصاديه كاقتصاد السوق الحر. ٣.تراكم الديون الخارجيه في فتره السبعينيات بشكل كبير . ٤. استنزاف النفقات العسكريه للموارد المتاحه . وبالتالي دفعت العوامل الداخليه والخارجيه السابقه دول اوروبا الشرقيه الى التحول نحو الغرب.

3- (مشاكل التحول نحو قوي السوق)

هناك تحديات واجهت اقتصاديات التخطيط المركزي في التحول نحو قوي السوق ١.عدم وجود مظاهر سابقة او تجارب للتحول ٢. التخوف من ازدياد الاختلالات الداخليه والخارجيه اثناء عملية التحول. ٣.الحاجة للتمويل الخارجي ٤.ضعف النظم الماليه والاقتصاديه


5- (تطور الاحداث التي ادت الى ظهور الكومنولث وانهيار الامبراطوريه السوفيتيه)

*رد فعل طبيعي لتدهور الاقتصاد السوفيتي في منتصف الثمانينات وانهار في 1991 – فقد تراوح الدين الخارجي ما بين 60 و 70 مليار – انخفض الناتج الحقيقي من 11 الى 15 % – وعجز الموازنه بلغ 20 % – وانهارت الواردات

– * كذلك اجتمعت الاراء على ان التباين في ما بين مقترحات الاصلاح الاقتصادي في الاتحاد السوفيتي والذي كان اخرها برنامج ال 500 يوم لرءيس الوزراء في ذلك الوقت شتالين

* تفجر ازمه العرقيات والقوميات والتي بلغت ذروتها مع احداث الانقلاب الفاشل في اغسطس 91 وعواقبه من اعلان استقلال دول البلطيق في اغسطس 91 والتي يصل اجمالي سكانها 8 مليون والتي كانت قدضمت قسرا الي الاتحاد السوفيتي بمقتضى اتفاق سري بين ستالين وهتلر عام 1939 ومع حصول هذه الجمهوريات على الاستقلال.

– اخذت الجمهوريات الاخرى تنادي به جورباتشوف والذي بذل جهود ضخمة حتى لا تتفكك عري الدوله وطرحه المعاهده الاتحاديه والتي تقوم على نظام كونفدرالي يعطي سلطات اكبر لهذه الجمهوريات على حساب موسكو ولكن لم يفلح ذلك.

* فاجيء رؤساء الجمهوريات السلافية الثلاث وهي روسيا الاتحاديه واوكرانيا وروسيا البيضاء في ديسمبر 91 بقيام ائتلاف ثلاثي او كومنولث بين الجمهوريات الثلاث. والجمهوريات السلافيه يتكون معظم سكانها من اصل سلافى وينتمى للقوميه الغربيه.

– ولهذه الجمهوريات مستوى متقارب من التطور الاقتصادي يميزها عن الجمهوريات التسع الاخرى.

– واقتصادها يتسم بالتكامل وتنوع مواردها الطبيعيه بطاقتها الانتاجيه الصناعيه والزراعيه الضخمه. و الامتداد الجغرافي الواحد للجمهوريات الثلاث يسهل تطبيق مبدا تكاملية الاقاليم الاقتصاديه المتكامله تنتج هذه الجمهوريات السلافيه حوالي 81% من المنتجات القطنيه في الاتحاد السوفيتي سابقا يبلغ عدد سكان روسيا 150 ويوجد 60 مليون روسي خارج روسيا لواضيفوا الى سكانها بالتالي تتجاوز نصف سكان الاتحاد السوفيتي بصورته السابقه.

* طبعا روسيا الاتحاديه اكبر جمهوريه وهي الوحيده التي تتمتع بالاكتفاء الذاتي وتعتبر اوكرانيا عاصمتها كييف جمهوريه زراعيه صناعيه قويه يخرج منها ربع الناتج السوفيتي و تزيد مساحتها على مساحه فرنسا ويبلغ عدد سكانها 53 مليون نسمه و هي ثاني اكبر الجمهوريات بعد روسيا الاتحاديه.

* اتفقت جمهوريات الكومنولث على ان تحتل روسيا الاتحاديه مقاعد الاتحاد السوفيتي في منظمه الامم المتحده بمافيها مجلس الامن والمنظمات الدوليه الاخرى وبانضمام هذه الجمهوريات الى الكومنولث تم الاعلان رسميا عن انتهاء الاتحاد السوفيتي السابق.

* أرجو أن تلاحظوا معي بالحديث السابق *

مدي قوة الجمهوريات الثلاث السلافية وهي روسيا الاتحادية وأوكرانيا وبيلاروسيا وتكامل اقتصادها وهي حدود الاتحاد السوفيتي السابق مع اوروبا. وباقي حدود روسيا الشمالية مع أوروبا تم تهديدها من قبل بوتين ليتضح البعد الأمني القومي الروسي.
وبدأت الحرب روسيا ضد اوكرانيا ومعها بيلاروسيا الثلاثي الذي بدأ بتكوين الكومنولث وانضمت باقي ال١٥ جمهورية بعد ذلك. هل هذة إجابة عن سؤال مطروح؟

4- (تفكك الاتحاد السوفيتي وظهور جمهوريات الكومنولث الجديده)

  • عام 1991 شهد العالم الاعلان عن زوال الاتحاد السوفيتي من الخريطه السياسيه العالميه لتحل محله جمهوريات الكومنولث المستقله بالاضافه الى جمهوريات البلطيق الثلاث:
  • ١. تداعت الاحداث وتفكك الكوميكون مجلس المساعدات الاقتصاديه المشتركه نتيجه المشاكل الداخليه والذي كان مكونا من 10 دول شرقيه هي الاتحاد السوفيتي بلغاريا تشيكوسلوفاكيا وكوبا والمانيا الاتحاديه والمجر ومنغوليا وبولندا ورومانيا وفيتنام.
  • ٢.تفكك الاتحاد السوفيتي خلال عام 1991وانبسقت عنه 15 جمهوريه اصبحت تسمى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ارمينيا واذربيجان وبيلاروسيا وجورجيا واستونيا وكازاخستان كرجستان لاتفيا ليتوانيا ومولدوفبا و روسيا الاتحاديه وتاجيكستان وتركمانستان واوكرانيا واوزبكستان.
  • ٣. نشاه الكومنولث عندما قررت جمهوريات روسيا الاتحاديه واوكرانيا وبيلاروسيا في 6 ديسمبر 91 تكوين الكومنولث وفي ديسمبر قررت رؤساء ثمانيه جمهوريه اخرى الانضمام وهي ارمينيا اذربيجان كازاكستان كردستان مولدوفا تاجاكستان وتركمانستان واوزبكستان ثم انضمت جورجيا عام 93 وبالتالي اصبح الكومنولث 12 دوله من الجمهوريات المستقله ولم يتبقى خارجه سوي دول البلطيق الثلاث استونيا لاتفيا وليتوانيا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى