مقالات

د. احمد عبد الرحمن – استشاري الإدارة والتسويق .. يكتب / الإدارة بالحب

ماذا حدث في اليابان؟

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في اليابان حدث امر لم يحدث في أي دولة في العالم ألا وهو أن العاملين رفضوا أيام الإجازات واثروا أن ينزلوا الى أعمالهم في العطلات الرسمية والإجازات الخاصة بهم، لدرجة انه صدرت قرارات حكومية بضرورة الالتزام بالإجازات والعطلات الرسمية وأن يفرغ الشعب الياباني وقت للأسرة أكثر مما هو عليه.

د. احمد عبد الرحمن – استشاري الإدارة والتسويق يكتب

السؤال هنا : لماذا فعل اليابانيون هذا التصرف وما الذي جعلهم يفضلون العمل على بيوتهم ، والإجابة السريعة دوما ستكون من معظم الناس أن اليابانيين يحبون العمل بالفطرة وانهم يحبون بلدهم ويفعلوا أي شيء من اجل رفعة أمتهم.

ألا أن بعد فحص ودراسة هذه الظاهرة من علماء الإدارة في جميع دول العالم وجدوا أن أكثر شيء جعل اليابانيين يحبون عملهم لهذه الدرجة هي نوعية الإدارة والتي تم اقتباس مفهوم (الإدارة بالحب) منها وهو بالفعل علم إداري أكاديمي ومهني أيضا يتم تنفيذه في أكبر المؤسسات والشركات العالمية .

الإداريون الناجحون قلة والقادة اقل بكثيييير !!

هذا ليس كلامي وإنما هو كلام عظماء علماء وتنفيذيين الإدارة في العالم وبالإضافة الى استنتاجاتي من خلال عمل الاستشارات الإدارية في المؤسسات والشركات، والتي اتضح لي فيها أن كلمة (مدير ناجح) هي كلمة صعبة جدا الوصول اليها لان معظم المديرين للأسف لا ينتقون بناء على معايير إدارية صحيحة وبالتالي فان القادة وهم الأكثر ندرة لن يتواجدوا بشكل فعال أو كبير.

كم مدير ترك منصبه وظل مرؤوسيه يحبونه  يتذكرونه بالخير بعدها؟؟

الإجابة قليل جدا،  لكن الأهم لماذا؟؟

لان معظم المديرين يمارسون أعمالهم من خلال أساليب اجتهادية أو خبرات متراكمة من إدارات سابقة لهم كانوا يتعاملون بنفس الأسلوب العقيم.

ألا إننا نجد القليل القليل من المديرين الذين يتذكرهم مرؤوسيهم بعد رحيلهم،  والسبب الرئيسي لهذا بمنتهى البساطة هو أسلوب إدارتهم الناجحة، ووجد أن اكثر المديرين نجاحا في الإدارة هم من يمارسون الإدارة بالحب أو Leading by) (Love، وهو فن لا يجيده إلا الكبار وأصحاب الفكر الواعي الراقي ومن يعون أن الموظف جزء من منظومة متكاملة تشكل في النهاية نجاح الكل ، ومع قمة الأسف فإننا لا نجيد فكر الإدارة بالحب في أوطاننا العربية، و ذلك ببساطة لان الإدارة عندنا تقوم على العشوائية و الاجتهاد و التفكير السلطوي و حب التملك.

إن الإدارة بالحب هي القدرة على التعامل مع الآخرين باختلافهم واستثمار أفضل ما لديهم وتحفيزهم والوصول للأهداف من خلال التكامل لا التماثل، وهذا المنهج يفتقره العديد من المؤسسات والشركات ألا من رحم ربي وهم قليل جدا وذلك لان إدارتهم لا تقوم على هذا المبادئ وإنما هي مبادئ إدارية هوائية متقلبة الأمزجة غير مرتبه في أوقات كثيره، حتى إنها تفتقد أسس ومبادئ الإدارة الصحيحة وعلى راسها التخطيط.

تعتبر الإدارة بالحب من اهم الوسائل لتحقيق أهداف المنظمات التي تعمل على خلق بيئة عمل مريحة وقادرة على العطاء بلا حدود ودون الإلحاح على النتائج وتنفيذ الإجراءات، وإنما هي مزيج متميز ما بين تحقيق النتائج والأهداف والالتزام بالإجراءات وذلك من خلال أسلوب لين ذو فكر مستنير قوي و صارم أيضا في بعض الأحيان، لان هناك من يعتقد أن الإدارة بالحب معناها فيض العاطفة ما بين المديرين و العاملين معه، وهو اعتقاد خاطئ و إنما هي كيفية ممارسة مناهج و خطوات الإدارة بالشكل الذي يؤدي الى التنقل مع العاملين من الرضا الوظيفي الى السعادة في العمل الى ارقى شيء نرجوه و نسعى إليه إداريا و هو الولاء التنظيمي.

فقط من يستطيع تنفيذ أساليب ومنهجيات الإدارة بالحب هو من يستطع أن يصل بالعاملين لديه الى درجه عالية من الولاء التنظيمي والتي قد تكون أقرب مثال لها ما حدث في اليابان كما ذكرنا سابقا.

فانا أدعو جميع المديرين والقادة الى انتهاج أسلوب الإدارة هذا الأكثر من الرائع والذي يؤدي الى نتائج مبهرة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى