مقالات

مصر وكوريا علي طريق تعزيز الشراكة الإستراتيجية في جميع المجالات

بقلم / يون يو تشول – سفير كوريا الجنوبية في مصر

أبو الهول والأهرامات! إن مصر بلد يذكرنا بالصور التي تجعلنا نشعر بسعادة غامرة بالأساطير القديمة كقصص رمسيس البطولية ورومانسية كليوباترا، التي تعد أقدم من أسطورة دانغون ، مؤسس التاريخ الكوري. ويكتب التاريخ أيضا،ً  أنه في نوفمبر 1943 بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية، اجتمعت الدول الكبري المنتصرة في الحرب وهي أمريكا وروسيا وبريطانيا والصين في فندق مينا هاوس بجوار الأهرامات، حيث تم إصدار إعلان القاهرة الذي صدر باسم الأمة الكورية المستقلة.

لقد جاء انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي صاحب الرؤية والقيادة القوية، بعد قيام ثورة 30 يونيو 2013، بمثابة التأكيد علي موقع مصر الفريد من نوعه في الشرق الأوسط ، حيث قاد البلاد بعدد سكانها الهائل – 100 مليون نسمة – نحو الاستقرار والتنمية. وبالرغم من كل تلك الإنجازات التي تحققت بفضل قيادته الحكيمة، فإن الرئيس المصري لديه طموحات أكبر من ذلك، حيث يسعي إلى إحداث إصلاحات اقتصادية جذرية وتطورات غير مسبوقة، ستجعل مصر في القريب العاجل قوة إقتصادية إقليمية، ومثالاً يحتذي  علي مستوي العالم.  

تحتل مصر مركزاً استراتيجياً داخل القارة، وعبر البحر وعند مفترق الحضارة. لقد كانت قائداً تاريخياً للشرق الأوسط وحجر الأساس للاستقرار الإقليمي.

يمثل هذا العام، تحديدًا، الذكرى الـ25 للعلاقات الدبلوماسية بين كوريا ومصر، حيث تسعي الدولتان إلي دفع وتعزيز “الشراكة التعاونية الشاملة” في كل الاتجاهات. كما تسعي الدولتان إلي دراسة إمكانية اطلاق دراسات جدوى ثنائية مشتركة بهدف الوصول إلي اتفاقية للتجارة الحرة، للاستفادة من شبكات مصر من مناطق التجارة الحرة العربية والإفريقية، بالإضافة إلي تكثيف التعاون في مختلف المجالات مثل التجارة والاستثمار والصحة والبنية التحتية والعلوم والثقافة والتعليم.

بلغ عدد سكان مصر 100 مليون نسمة، مما يمثل ربع عدد سكان الدول العربية مجتمعة، خاصة مع نسبة عالية من الشباب المصري الذي يبدي اهتماماً كبيراً بكوريا الجنوبية؛ فهم ينظمون نوادِ معجبين لمشاركة ونشر آخر أخبار الكي-بوب والطعام الكوري والكي-بيوتي، كما يزداد اهتمامهم بمحتوى الثقافة الرقمية كالألعاب والرسوم المتحركة. بالإضافة إلى ذلك، تظهر دورات اللغة الكورية بالمركز الثقافي الكوري معدلاً تنافسياً عالِ. ومن المعروف، أنه تم تأسيس قسم اللغة الكورية بجامعة عين شمس عام 2005، ويتطلب الانضمام إليه الحصول على أعلى الدرجات في امتحانات القبول في الجامعات في مصر، وهو يماثل مستوى قسم الاقتصاد بجامعة القاهرة، مما يدل على مكانة اللغة الكورية العالية.

 لم تكن الأفلام الكورية مألوفة في مصر، رغم أن مصر قادت نهضة الأفلام العربية في ستينات القرن الماضي. لكن مع عرض فيلم “طفيلي” الذي فاز بجوائز الأوسكار في مصر، من المتوقع أن يحدث طفرة في انتشار صناعة الأفلام الكورية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى