ثقافه وفنون

إسراء عبد التواب تكتب / في حب ترتر..فلوكس

إسراء عبد التواب تكتب / في حب ترتر..فلوكس

لا يمكن لأحد أن ينكر أن قصيري القامة جبابرة في الإرادة..هذه القناعة تطل برأسها في ذهني عندما تقع عيني على أدوار فاروق فلوكس الذي يحوله آدائه لشخص طويل القامة والمقام في عيني كثيرا..

اسراء عبد التواب
اسراء عبد التواب

هذا الرجل العبقري الذي نجح بإرادته في أن يتخلى عن عبقريته كمهندس ميكانيكا تخصص ” إنتاج” ليدخل إلى الفن ومهنة التمثيل كدودة كما وصف نفسه، بإحدى البرامج الحوارية على إذاعة الأغاني، وهو يحكي عن رحلته الجميلة في الفن منذ بدايه إختيار عزت أبو بكر له في دور صغير ليمثل مسرحية صامته ليختبر قدرته على التمثيل، ونجح فيها لينطلق بعدها في أدوار عديدة تؤكد موهبته العريضه.
،وفي تلك الرحلة الممتعة التي لا نكف فيها عن الضحك من قفشاته الذكية في الدراما أو السينما، يستوقفني دور واحد يمثل بالنسبة لي نضجا فنيا خارقا لشخصية يخجل من أدائها الكثيرون، بل تغفر له زلاته في بعض الأدوار، ولو لم يمثل”فلوكس” غير هذا الدور لظل فنانا كبيرا في ذاكرة السينما المصرية.
ألا وهي شخصية ” ترتر” الذي قدمه في فيلم “الراقصة والسياسي” والذي ظهر دوره طاغيا ويقتسم البطولة مع نبيلة عبيد وصلاح قابيل
لننتظر بشغف المشاهد التي يظهر فيها ” فلوكس” على شاشة التلفاز، وهو يشتغل على نفسه، ويذاكر جيدا في هذا الفيلم ليصنع أجرأ شخصية في تاريخ السينما المصرية، ويقدم لنا آداء الشاذ جنسيا بعبقرية فريدة تشهد عليها مؤخرته التي تتراقص مع مشيته المتغنجة يمينا ويسارا لدرجة جعلتنا نصدق أن هناك فتاة في صورة رجل تتحرك بيننا بدلع ورشاقة ..
ليست فقط مشيته هي من حفرت عبقرية آدائه، ولكن ” فلوكس” كان ذكيا للغاية عندما إختار دورا جعله يتخلى عن جنسه الطبيعي ليندمج بكامل عقله ووعيه ويتخلى عن ذكوريته الحقيقية، ويجعلنا نراه يتحول لبنوته تهتز وتغرم من قوة عضلات رجل في صالة جيم بأحد النوادي الرياضية التي ترتادها أبلته ” نبيله عبيد” فيغمز بحاجبه لشاب مفتول العضلات داخل الصالة، ويعاكسه: ” إنت جديد في الجيم ياحبيبي ربنا يحميك لشبابك”
بل نشعر بحنيته المفرطة، وهو يقبل يد نبيله عبيد، ويحتضنها بعينيه. بل يترجاها أن تترك حلمها لبناء دارا للأيتام لأنها مش قد الناس الكبار.
” فلوكس” المشتق إسم شهرته من “فدوكس”، والذي يعني في اللغة العربية إحدى الأسماء التي تطلق على الأسد، يؤكد لنا أنه أسدا حقيقيا في القبول بهذا الدور الذي أظن أن كثيرا من زملائه خجل وعزف عن القيام به خوفا من أن تهتز صورته أمام جمهوره وبين المجتمع ، ولكنه قبله بإرادة الأسد الذي يدخل بكامل ذكوريته في التحدي..
شخصية ” ترتر” ما زالت تجعلني أرفع القبعة لفنان يمتلك خفة دم تجعله غولا كبيرا في منطقة السهل الممتنع،ويحرضنا على الإنتماء لمهن نحبها وإرادة على تغيير المسار عندما نجد في وجداننا موهبة تستحق النور..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى