عاجل

محللو استخبارات الشرق الأوسط الأمريكيون يرتابون في تحريف تقاريرهم

أظهر مسح للاستخبارات الوطنية أن المسؤولين في القيادة الوسطى للجيش الأمريكي التي تشرف على العمليات القتالية في الشرق الأوسط وجنوب آسيا لديهم ثقة أقل بكثير أن رؤساءهم لا يحرفون تحليلاتهم مقارنة بنظرائهم في القيادات العسكرية الثماني الأخرى.

ومن المتوقع أن يكون هذا المسح الذي أجراه في ديسمبر كانون الأول الماضي مكتب مدير الاستخبارات الوطنية أحد الموضوعات الرئيسية في جلسة للجنة الاستخبارات بمجلس النواب يوم الخميس.

ومن المرجح أن يعزز هذا المسح التساؤلات التي تدور في الكونجرس وغيره عما إذا كانت الإدارة تضغط على المسؤولين لإعلان تقارير مفرطة في التفاؤل عن سير الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية وحركة طالبان حتى يترك الرئيس الأمريكي باراك أوباما البيت الأبيض في يناير كانون الثاني المقبل بسجل متميز من الانجازات.

وفي وقت سابق من العام الجاري توصل تقرير أعده الجمهوريون في الكونجرس إلى وجود “استياء واسع الانتشار” بين المحللين في مركز القيادة الوسطى في تامبا ممن يعتقدون أن رؤساءهم يحرفون تقاريرهم.

ومن أبرز نتائج المسح أن 36 في المئة فقط من مسؤولي القيادة الوسطى الذين شاركوا في المسح قالوا إنهم واثقون أن مديريهم في القيادات المتوسطة والعليا لا يتعمدون تحريف تحليلاتهم أو طمسها.

وبلغ المتوسط 72 في المئة في القيادات العسكرية الثماني الأخرى ومنها القيادات المختصة بالمحيط الهادي وافريقيا وأوروبا.

وتوجه القيادة الوسطي العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها من مناطق الشرق الأوسط وجنوب آسيا.

وردا على سؤال عما إذا كان أحد “حاول تحريف تحليل كنت تعمل به أو طمسه رغم الأدلة المقنعة” كانت إجابة 40 في المئة من المشاركين في استطلاع القيادة الوسطى “نعم” بالمقارنة مع 13 في المئة في المتوسط العام.

وأوضح الاستطلاع أن 65 في المئة من المشاركين قالوا إن “التسييس” يمثل مشكلة.

وقال التقرير “تشير البيانات إلى أن المشاركين من القيادة الوسطى يعتقدون أن وحدتهم تلتزم بمعايير الموضوعية بدرجة أقل نسبيا من وحدات أخرى لنظرائهم في مجتمع الاستخبارات.”

ولم ترد القيادة الوسطى ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية على الفور على طلبات للتعليق على نتائج المسح.

وقال التقرير إن المسح يجرى سنويا منذ عام 2006 وإن حوالي 4000 محلل ومديريهم شاركوا فيه من بينهم 125 محللا بالقيادة الوسطى ومديروهم.

غير أن التقرير نبه إلى “ضرورة الحرص عند تفسير النتائج بصفة عامة” لكل قيادة وذلك لأن الردود كانت طوعية.

وقال مسؤولون في وكالات استخبارات أمريكية أخرى إن المشاكل في القيادة الوسطى ليست نتاج ضغط من البيت الأبيض أو مسؤولين كبار آخرين ولها دور محدود فيما تعلنه الإدارة على الملأ عن تحقيق تقدم في الحرب على الدولة الإسلامية أو حركة طالبان وثبت أن الكثير منه مفرط في التفاؤل.

وقال المسؤولون إن ذلك صحيح لأن قدرا كبيرا من تحليلات القيادة الوسطى يتألف من تقديرات يومية للأضرار التي يحدثها القصف وغيرها من التقارير عن الأوضاع وليس استخبارات استراتيجية ولا يمثل سوى جزء صغير من المواد التي تشق طريقها من وكالات استخبارات عديدة أخرى إلى تقرير الاستخبارات اليومي الذي يقدم للرئيس الأمريكي ومنها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي.

ومن المرجح أن تثير نتائج المسح تساؤلات عن تقييمات القيادة الوسطى للاستخبارات. ولم تعلن النتائج على الملأ حتى الآن رغم أنها نشرت دون إعلان الشهر الماضي على قسم غير ظاهر على موقع مكتب مدير الاستخبارات الوطنية.

وفي وقت سابق من العام الجاري رسم تقرير للكونجرس الأمريكي صورة وردية مبالغ فيها للحرب على الدولة الإسلامية في عامي 2014 و2015 بالمقارنة مع الواقع على الأرض وتقييمات أخرى متشائمة لمحللين.

وقال مسؤولون عسكريون إن المفتش العام لوزارة الدفاع يتحرى هذه النتائج ومن المتوقع أن يصدر تقريرا منفصلا.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى