مقالات

تلف خنجر توت عنخ آمون عاجلاً أو آجلاً .. بقلم – د. مدين حامد

تلف خنجر توت عنخ آمون عاجلاً أو آجلاً

بقلم – د. مدين حامد

متخصص في ترميم الاثار – كلية الآثار – جامعة الفيوم

تعرض خنجر الملك توت عنخ آمون لبعض المحاولات العبثية بواسطة غير الاختصاصين في مجال تحليل الآثار وتحليل المواد والفلزات مثل المتخصصين الكيميائيين والجيولوجيين فلا يجب تعريض المقتنيات الأثرية ومواد الآثار لعمليات تشعيع أو مسح ذرى أو بالتقنيات الطيفية إلا لغرض التوثيق العلمي أو لدراسات ما قبل الصيانة والترميم والعلاج ، وذلك لم يتوفر ولم يكن ضروياً حينما تم تعريض خنجر الملك توت عنخ آمون للأشعة فما الغرض من الدراسة التي تمت على خنجر الملك. وتم ذلك فعلاً على أثر مهم وقيمة تراثية ولكي تكون النتائج دقيقة فلابد من استخدام أكثر من تقنية غير متلفة أو محفزة للتفاعلات الضوكيميائية أو الفيزيقية وذلك لم يتم فمن المسئول عن الآن ، ومن الذي أعطى تصاريح بذلك للعبث بآثار هذا الملك . ومن وجهة النظر العلمية فلا تعبر نتائج الدراسة عن التحليل الكلي الشامل لنصل الخنجر الحديدي وإنما اقتصرت على القشرة الخارجية_ وكما ذكروها Bulk_ أو بالأحري طبقة الباتينا الخارجية فقط!!! فماذا عن اللب الداخلي_ صلب المعدن Core _ من الداخل، وعليه فالدراسة يعتريها ويشوبها النقصان وكان من الأجدر الا تتم حفاظاً على هذا الأثر الفريد  .وكما تقدم ، فحالة النصل جيدة ولا تحتاج لدراسة وبذلك فلا يحتاج لصيانة ، كما أنه قد تم تحليله بواسطة د.فاطمة حلمي ود.كمال بركات وغيرهم وتوصلوا لنفس النتيجة تقريبا فما السبب وراء تكرارها خاصة وأن ذلك لن يقودنا إلى السبيل الأمثل لحفظ وصيانة الخنجر ونصله. وتجدر الاشارة إلى أن معظم التقنيات الطيفية غير متلفة ومن بينها التحليل الطيفي بالأشعة السينية XRF المستخدم بالدراسة، ولكن هذا يتعلق بمقدار العينة المأخوذة ، دون الوضع في الاعتبار أن تكرار تعريض المقتنيات لتلك التقنيات يؤثر على ديمومتها وبقائها على المدى البعيد لاحتفاظها بجرعات عالية من التشعيع وكذا الطاقة الحافزة للتفاعلات المختلفة ، فمن المعلوم جيداً لدى اختصاصي الترميم والصيانة الماهرين فقط والكيميائيين أن الحديد والكوبلت والكبريت في تركيب خام الحديد النيزكي من معادن الفلزات الانتقالية Transition Metals وهي التي تُحفز التفاعلات التي تؤدي إلى تلف مواد الآثار ولا سيما عامل الأكسدة ، خاصة إذا ما تم تعرض إلكترونات الذرات في مداراتها لشحنات من الطاقة الناتجة عن أشعة تقنيات التحليل مما يؤدي لإثارتها وانتقالها لمستويات أعلى من الطاقة، وعليه فتتغير حالة الأكسدة لهذه الفلزات وتدخل أيوناتها في تفاعلات مدمرة لنفسها ولغيرها، وخاصة إذا ما كانت أيونات الحديدوز Fe(11)ion ، والحديديك Fe(111)ion ، والكوبلت  CO(11)ion  والكبريت S(11)ion  والشائعة في خامات الحديد النيزكية ، وهو ما يؤدي حتماً لدخول هذه الفلزات الانتقالية في تفاعلات أكسدة ذاتية وأخرى ضوكيميائية فضلاً عن تأثر خواصها البنائية الميكانيكية من جراء التأثير الفيزيائي لهذه الأشعة بالتعريض الدائم أو لفترات طويلة عاجلاً كان ذلك أو آجلاً . وعليه فيجدر السؤال لماذا تم ذلك ومن المسئول عن ذلك ولمصلحة مَّن تشويه وتدمير هذا الإرث الحضاري والتاريخي ؟؟؟؟؟؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى